الوقت الضائع.. عندما تزول الفوارق

يُعرف عن مباريات الديربي بين أبناء المدينة الواحدة أنها تكتسي بطابع الحساسية المفرطة وزوال الفوارق بدرجة كبيرة نظراً لأن اللاعبين يلعبون بقلوبهم أكثر من عقولهم،


وهذا ما برره المدرب رافا بينيتيز عندما استبدل قائد ليفربول ستيفن جيرارد في ذهاب موسم 2007/2008 بقوله إن جيرارد يلعب بقلبه ولم يعد يركز في المراحل الحرجة من الشوط الثاني.‏


في كل بلدان العالم لمباريات الديربي نكهة خاصة وحسابات مختلفة لأنها بطولة خاصة إضافة للبطولة الأكبر، فديربي مانشستر عنوانه زعامة المدينة قبل زعامة إنكلترا، وذات يوم احتارت جماهير اليونايتد ماذا تفعل حيال ذهاب اللقب للسيتي أو ليفربول، وديربيات لندن تعرف بالعدائية وخصوصاً ديربي الكراهية بين آرسنال وتوتنهام وكلنا يعلم أن القائمين على آرسنال اعتادوا أن يصوبوا فوهة مدفعهم نحو ملعب الجار توتنهام.‏


ملعب سان سيرو في إيطاليا يكون شاهداً على ديربي الغضب لما فيه من حدة المنافسة والكراهية والعداء الأزلي بين جمهوري الناديين، والغريب أن الملعب يسمى سان سيرو عندما يلعب ميلان ويتحول إلى جوسيبي مياتزا عندما يكون الإنتر هو المستضيف.‏


ديربي الميرسيسايد بين ليفربول وإيفرتون هو أكثر الديربيات الإنكليزية إشهاراً للبطاقات الملونة وذات يوم قال الأب الروحي لليفربول شانكلي مستخفاً بإيفرتون وملغياً إياه من الوجود بالقول: في ليفربول فريقان هما ليفربول وليفربول الاحتياطي.‏


عربياً لا ود ولا رجاء بين الوداد والرجاء المغربيين، وفي مصر لا بد أن تكون أهلاوياً أو زملكاوياً أياً كانت مدينتك وأياً كان فريقك.‏


ولا داعي للتذكير بديربي بوينس آيرس بين بوكا جونيور وريفربلايت، فالمباراة الفاصلة بينهما نقلت إلى ملعب سانتياغو برنابييه غداً برسم بطولة ليبرتادوريس.‏


بعيداً عن التذكير بهذه الديربيات التي لا حصر لها حول دول العالم كافة إلا أنها تمتاز بزوال الفوارق، حيث ترتقي الأندية الصغيرة لتؤدي مباريات عمرها، فإيفرتون يواجه ليفربول على أنها مباراة حياة أو موت، والإنتر يواجه ميلان على أنها مباراة إثبات وجود، والزمالك يواجه الأهلي على أنها مباراة الموسم، وآرسنال يواجه توتنهام على أنها مباراة العمر وغير ذلك.‏


مباريات الكلاسيكو لا تختلف وتبدو صورتها مشابهة في كل دول العالم والمنتصر دائماً عاشقو اللعبة الذين يؤمنون بأدق تفاصيلها وينتظرون هذه المواجهات بفارغ الصبر.‏

المزيد..