طرطوس – طلال بدور: قصة عمرها سنوات وطموح كان دائماً يصطدم بالواقع، هذا حجمكم وهذه إمكانياتكم،
ورغم كل المحاولات الجادة سابقاً لكن الواقع وأشياء أخرى كانت تفرض نفسها ويعيش النادي بالظل حتى كاد اليأس يتسرب إلى عشاق النادي ومحبيه بأن الدرجة الأولى هي سقف الطموح.
الحكاية
بدأت من هنا
بعد استقالة إدارة الدكتور عصام ومن بعدها إدارة الدكتور علاء طه أخذت القيادة الرياضية والسياسية في طرطوس تبحث عن إدارة تحفظ ماء الوجه وتشارك بدوري الدرجة الأولى كالعادة وتضع العذر بالتحكيم وأمور أخرى.
إدارة الأستاذ جورج حنا عندما أتت لم يكن أشد المتفائلين يتوقع منها أن تحدث أي خرق للعادة، لكنها بسرعة تعاقدت مع المدرب المعروف رافع خليل وأجرت تعاقدات جيدة و تواصلت مع كل الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتمت دعوتهم جميعاً لحضور مباريات الفريق في الدور الأول ونتائج الفريق الجيدة رفعت سقف الطموح وزادت الحضور الجماهيري وقد تصدر الفريق مجموعته مخلفاً وراءه فريق جبلة العريق.
رحلة الصعود
بعد التأهل للنهائيات أتت إدارة قوية مادياً برئاسة الأستاذ سنان درغام خلفاً للمستقيل جورج حنا وأكملت مشوار الصعود عندما استقدمت لاعبين جدداً ووفرت للفريق كل ظروف الراحة النفسية والمادية.
ودعمت الكادر الفني بالمدرب المساعد أكرم علي ووقفت كل طرطوس وراء الفريق ليكون الصعود المفرح لدوري المحترفين لأول مرة في تاريخ النادي.
استقالة الإدارة من جديد
ورغم أفراح الصعود ظهرت الخلافات التي كانت كامنة بين أعضاء الإدارة وخاصة بين رئيس النادي سنان درغام ومسؤول الألعاب الجماعية سائر بدور وهم أصحاب النفوذ المادي القوي بالنادي ولعدم القدرة على إزالة هذا الخلاف رغم تدخل أكثر من طرف فكانت الاستقالة هي الحل.
إدارة ضعيفة
بينما كان الشارع الرياضي ينتظر تشكيل إدارة قوية قادرة على تجاوز التحديات القادمة في دوري المحترفين كانت الصدمة بإدارة ضعيفة يرأسها الأستاذ عماد سليمان وهو عضو بالإدارة السابقة.
فعاش الشارع الرياضي بطرطوس أوقات انتظار عصيبة لشكه بأن هذه الإدارة غير قادرة على قيادة الفريق بدوري المحترفين وخاصة بالجانب المالي.
فراس معسعس مدرباً
الإدارة الجديدة عملت بذكاء واستفادت من الحالة الإيجابية التي فرضها التأهل على كل مفاصل مدينة طرطوس الشعبية منها والرسمية وفي خطوة موفقة منها تعاقدت مع المدرب فراس معسعس محافظة على الكادر القديم صاحب خبرة وتجربة المؤلف من ياسر ناصيف مديراً للكرة وأحمد درويش إدارياً وشادي كرميا للتجهيزات.
الكابتن فراس كان ذكياً بدوره بانتقاء اللاعبين واستقدام لاعبين غير معروفين كثيراً لكنهم يخدمون فكره ونظريته التدريبية واعتمد بشكل أساسي على لاعبين يمتلكون السرعة وبهم طبق خطط اللعب الذي يريدها ونجح بشكل ملفت وفاق التوقعات ومن أهم عوامل نجاح الفريق هو عزله عن كل الأمور التي تحدث بالنادي، فعاش استقراراً حقيقياً ولم يتأثر بأي خلاف.
جماهير طرطوس
في السابق كانت جماهير طرطوس القليلة عبئاً على الفريق ومصدر قلق له وللفرق الأخرى ، أما الآن فقد توسع الحضور بشكل كبير جداً وزاد تنوعه وأصبح مضرباً للمثل بالتشجيع المثالي وبدعمه للفريق بأسلوب راقٍ وحضاري ، وزاد من جماله حضور كافة أفراد العائلة للمباريات وقاد هذا الجمهور شباب واعٍ ساهم بنيل الجمهور المثالي أكثر من مرة.
قيادة متواجدة
وقد كان للقيادة السياسية متمثلة بالرفيق هيثم عاصي والرياضي الأستاذ محمد سوادي عيسى والأستاذ عماد حماد دور مهم وأساسي بتذليل كل الصعوبات وكان لتواجدهم الدائم الدور الرئيسي باستقرار الفريق.
طموح البقاء
بالرغم من كل الدعم والاهتمام الذي يحظى به الفريق والموقع الممتاز على سلم الترتيب لكن الجميع متفق أن البقاء في دوري المحترفين هذا العام هو الطموح ، وأي نتيجة إيجابية أخرى تكون بمثابة المكافأة السارة لهذا الجهد والتعب والتحضير الجيد.