متابعة – أنور الجرادات:شدد خبراء رياضيون كرويون على ضرورة اجتماع عاملي المال والإدارة لإنجاح عمل الأندية وتوفير البيئة النموذجية لتحقيق الإنجازات والوصول بالفرق إلى منصات التتويج
بالألقاب. لكن أغلبهم قدموا المال في الأهمية على اعتبار أن الأندية مهما بلغت قدراتها الإدارية لن تنجح دون الحصول على الأموال التي تساعدها على توفير متطلبات نجاح الخطط قصيرة وطويلة الأمد. وصحيح أن (الاحتراف) حوّل كل شيء إلى مادة، ففي السابق كانت الأندية في عهد الهواية متقاربة ومتساوية، ومن يمتلك إدارة جيدة يفز بالبطولات، ولكن الآن الوضع تغير وأصبحت القوة الشرائية للأندية هي المحرك الأول في حصد البطولات أو الحديث عن المنافسة من خلال التعاقد مع أفضل اللاعبين وتوفير معسكرات تدريبية على الطراز العالمي لتحضير الفريق
المال قد يتفوق!
يقولون إن عنصر المال يتفوق بنسبة أكبر على عنصر الإدارة في نجاح الأندية بنسبة 60% إلى 40% فلايمكن لإدارة مهما بلغت قدراتها وإمكاناتها الإدارية أن تنجح من دون مال (وفير) تستطيع به أن تحقق أهدافها، وأعتقد أن الأمر يقبل العكس أيضاً، فإذا توافر المال ولم تكن هناك إدارة واعية جيداً لعملها ومحترفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلن يتحقق النجاح المنشود ولن ينفع المال بشيء في هذه الحالة ومن الممكن أن يتم صرفه في غير ما خصص له فيضيع هباء.
ولو أن هناك نادياً ضخ أموالاً طائلة أكثر من منافسيه في موسم ما واستعان بإدارة ناجحة كان هو البطل لا محالة إذا كنا نتحدث عن قطاع الأندية التي تتنافس على الألقاب، والأمثلة عديدة عندنا ولاداعي أن نذكر الأندية التي يطلق عليها الأندية الكبيرة والفنية.
وهذه الأندية تفوقت على الجميع وكان من الطبيعي أن تفوز ببطولة الدوري وهي الأهم في مسيرة أي نادٍ، وهي قمة النجاح للإدارة، فالكل يدرك الآن أن عنصر المال الوفير هو الذي يحقق الطموحات مع إدارة واعية ولا يمكن العمل بعنصر واحد وإغفال الآخر، فالمال والإدارة الناجحة وجهان لعملة واحدة.
الإدارة الواعية والمال مكملان لبعضهما
ويرى البعض الآخر أن المال والإدارة عنصران مكملان لبعضهما بعضاً في نجاح أي نادٍ وخصوصاً إن كان النادي ينافس دائماً على البطولات، ولايمكن لإدارة واعية محترفة أن تنجح وتحقق شيئاً لناديها من دون وجود مال كافٍ لإنفاقه في الطريق السليم الذي يقوده من لاعبين وعقود مالية كبيرة إلى آخره من المقومات التي تحتاج إلى المال لتؤتي ثمارها، فالمال أيضاً لا يمكن اختصاره في عقود اللاعبين والمدربين أو رواتبهم، لكن هناك أموراً أخرى تحتاج إلى المال الوفير خصوصاً في الأندية الكبيرة من ملاعب جيدة وصالات متخصصة وأجهزة طبية متميزة.
قبل تحديد أيهما أقوى المال أم الإدارة يجب علينا تحديد مفهوم النجاح سواء في الأندية أم القطاعات الرياضية الأخرى والكلام الأهم عن قاع الأندية، فهناك أندية تعد ناجحة إذا فازت بالبطولة وثانية إذا دارت في فلك أندية المقدمة وثالثة في وسط الجدول وأخرى تعتبر بقاءها في الدوري هو قمة النجاح بالنسبة لها، ولكن في كل الأحوال نرى أن عنصر المال قد يتفوق بنسبة أكبر قليلاً على عنصر الإدارة الناجحة لأنه الأساس في التطوير المستمر وهو الوسيلة التي يمكن بها تذليل العقبات كافة أمام الأجهزة الفنية وتوفير كل متطلباتهم طوال الموسم.
المال أساس العمل
وأردف آخرون بأنه لا يمكن محاسبة مجالس إدارات الأندية على عملها وخططها ما لم تكن تملك الجانب المادي الذي أصبح الأساس في عمل أي مؤسسة وعلى وجه الخصوص المؤسسات الرياضية مع تنفيذ الاحتراف وارتفاع تكلفة الرواتب بشكل لا يتناسب مع دخل الأندية.
فالأندية تعاني بشكل يومي من المتطلبات المفروضة عليها سواء فيما يخص كرة القدم أم غيرها من الألعاب الأخرى وحجم المداخيل قليل، وهناك معضلة ثالثة تقف في وجه مجالس الإدارات تتعلق بسقف طموحات الجماهير وتلك الأمور لا تساعد مجالس الإدارات على وضع خطط ومنهجية واضحة لعملها.
ولا يوجد مجلس إدارة نادٍ في سورية لا يتمنى أن يمتلك أفضل اللاعبين وكذلك أجهزة فنية، ولكن المال بالتأكيد له دور أساسي في عملية الاختيارات وفي النهاية يتحمل الوزر الإداريون.
المال بحاجة إلى إدارة
وشدد البعض على أهمية التخطيط والإدارة، فوجود المال من دون تخطيط يعد تخبطاً ولن يفيد بشيء، لذلك يجب التخطيط الجيد في البداية ومن ثم تطبيق ما تم التخطيط له عن طريق توافر المادة.
فالإدارة فن ولن تكون متوافرة في جميع الأشخاص، كما أن قلة المال ليست عيباً، فقد يملك فريقاً مجلس إدارة جيداً ولا يملك المال الكافي لكنه قد يحقق أهدافه بفضل هذا التخطيط الذي بدأه منذ فترة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ولكن في الوقت نفسه لكي تحصل على مدرب محترف ولاعب جيد وتكون النتيجة حصد البطولات يجب أن تصرف مبالغ مالية كبيرة.
عصب الحياة
ونختم بالقول: إن إدارة المال هي أكثر ما يؤثر سلباً أو إيجاباً في الأندية وليس المال وحده أو الإدارة وحدها، ولا أحد يختلف على أن المال بات عصب الحياة بشكل عام لكرة القدم، لكن في الوقت نفسه مجالس الإدارات تتحمل الدور الأكبر في مسألة تصريف الأموال وتوجيهها إلى المكان السليم.
وكل إدارة ناد ملزمة بأن تعمل وفق الإمكانيات المادية المتوافرة تحت يديها وتعرف أهدافها جيداً وعلى أساسها تعمل وفق أسس سليمة وواقعية، وهو ما يسمى إدارة المال ولو ضربنا بنادي الطليعة مثالاً سنقول إنا وضعنا خططنا على أساس البقاء في دوري المحترفين ولم تكن له طموحات أبعد من ذلك ويعمل وفق ما هو متاح وربما يكون قد أصاب في بعض المواقف وأخفق في البعض الآخر لكنه في النهاية عمل وفق الظروف المتاحة له.