بعد سنوات عجاف لسلتنا الأنثوية.. ها هو منتخبنا الوطني للناشئات تحت سن 18 المشارك في بطولة آسيا، يقول رأياً مختلفاً، حيث تمكن من قلب كل التوقعات والترشيحات التي سبقت مشاركته في البطولة،
والتي صبت في أن يكون لقمة سائغة أمام جميع المنتخبات التي سيواجهها، وبأن اللعب أمامه سيكون أشبه بحصة تدريبية لباقي المنتخبات، لكنه رغم تحضيراته المتعثرة، والقصيرة، ومشاركته في البطولة في الوقت المستقطع، تمكنت لاعباته بحماستن وتصميمهن، والعمل الصحيح والمتقن لجهاز الفني الذي تضافرت جهوده في سبيل بناء منتخب قوي للسلة السورية، فتحول هذا المنتخب من لقمة سائغة إلى نمر باتت تهابه جميع المنتخبات، وقدّم مستويات لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يظهر بتلك الصورة الجميلة، وهو في قمة بهائه، فحقق معادلة الأداء والنتيجة، وتمكنت لاعبات منتخبنا من رسم لوحة جميلة في مدينة بنغكلور الهندية أكدن من خلالها أن لا مستحيل أمام الإرادة والتصميم.
لاعباتنا بذلن الغالي والنفيس، ونجحن في تقديم صورة جديدة لمشاركاتنا التي كانت أكثر حدود طموحاتها تقف عند حدود الدور الثاني، فتأهلن عن جدارة واستحقاق، وتغلبن على منتخبات تتفوق علينا بكل شيء، من حيث التحضير والمعسكرات الخارجية، والمباريات الودية التحضيرية، ولعبن بكل أناقة وانسجام، ووصلت لاعباتنا إلى مرحلة متقدمة من التناغم والانسجام.
بوابة العبور
نجحت لاعبات منتخبنا في كسر حاجز الخوف في اللقاء الأول أمام منتخب كازاخستان لكون غالبية اللاعبات لم يلعبن أي مباريات قوية وحساسة، ولم يدخلن في أجواء البطولات القارية، فكان هاجس الخوف يعشش في قلوبهن، لكن الجهاز الفني والإداري كان له دور كبير في إخراج اللاعبات من حالة الخوف، وقدم المنتخب أجمل عروضه وأقواها، وتمكن من التفوق على لاعبات المنتخب الكازاخستاني وتغلب عليه في مباراة الافتتاح(56-40).
دافع قوي
فوزنا على كازاخستان أعطى المنتخب دافعاً قوياً، وكسر حاجز الخوف، حيث تمكن منتخبنا من متابعة مشوار تألقه، ونجح في تجاوز محطة منتخب هونغ كونغ الذي يلعب برتم سريع وأداء قوي، وقدمت لاعباتنا أجمل ما لديهن، ونجحن في الخروج بالفوز باللقاء بواقع(66-47).
مباراة الصدارة
رغم سهولة المهمة في لقائه الأخير أمام منتخب ساموا الحلقة الأضعف في المجموعة، غير أن الجهاز الفني للمنتخب كان لديه إصرار كبير على عدم التهاون والتساهل، وأكد على لاعباته ضرورة اللعب بكل جدية، والالتزام بتنفيذ تعليمات المدرب بدقة عالية، وبالفعل لم تتهاون لاعباتنا أمام منتخب ساموا، وقدمن أداء عالياً، ولعبن بكل جدية والتزام، وكسبن نتيجة اللقاء (44-37) وبهذه النتيجة تصدر منتخبنا المجموعة بقوة، وتأهل للدور نصف النهائي دون الدخول في أي حسابات أخرى.
شكر
هذا المنتخب الذي أعاد لسلتنا هيبتها لم يأت من عبث، وإنما جاء نتيجة تضافر العديد من العوامل، منها الفني والإداري، إضافة للمتابعة الحثيثة التي لم يتوان اتحاد السلة عنها في تأمين كل صغيرة وكبيرة للمنتخب، حيث نجح في اختيار أفضل من يقود المنتخب، لذلك لابد من تقديم الشكر لمن عمل واجتهد رغم ضيق ذات اليد وشح الإمكانات، وضعف المعسكرات، والشكر الخاص للجهازين الفني والإداري للمنتخب المتمثل بالمدرب المتألق عبدالله كمونة، والمساعدتين اليزابيت سيمون، كارلا مغامز، والإدارية الناجحة جيسي دكرمنجي، ورئيس البعثة الناجح الذي ساهم في نقل مباريات المنتخب مباشرة عبر جهوده الشخصية أيمن سليمان، والشكر الأكبر للاعباتنا المجتهدات على الجهود الكبيرة التي بذلوها في هذا الاستحقاق القاري.