وصلت التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم الصين 2019 بكرة السلة إلى مرحلتها الأكثر إثارة وندية، حيث يلتقي منتخبنا الأول يوم الخميس المقبل منتخب نيوزيلندا في العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن مباريات الدور الثاني من التصفيات،
في لقاء يتوقع أن يكون ندياً وقوياً وخاصة من قبل منتخبنا الذي سيسعى إلى تقديم كل ما لديه، وسيلعب بكل أريحية لكونه يدرك أن لقاءه مع منتخب يتفوق عليه بكل شيء لن يكون سهلاً، والخسارة شبه مؤكدة وبفارق كبير أيضاً، لذلك سيحاول منتخبنا بذل كل ما لديه من طاقة من أجل الخروج بأقل النقاط خسارة.
وسوف تغادر بعثة منتخبنا إلى بيروت يوم الاثنين المقبل حيث يرأسها عضو الاتحاد جاك باشاياني، ومدير المنتخب فايز قباني، والصربي ماتيتش مدرباً، والمعالج ماهر ناصر، إضافة إلى اثني عشر لاعباً سيتم انتقاؤهم اليوم السبت.
وكان منتخبنا قد تأهل للدور الثاني من التصفيات بعد أن خسر في النافذة الأولى أمام الأردن في بيروت(109-72) وفاز على الهند في بنكلور(74-57)، وفي النافذة الثانية خسر منتخبنا أمام لبنان (87-63) وخسر أمام الأردن في عمان(87-62) وفي النافذة الثالثة ضمن منتخبنا تأهله بعدما جدد فوزه في بيروت على منتخب الهند(81-76) وخسر مجدداً أمام لبنان(87-50).
سلة الكرامة تعاني
لم يكن أشد المتشائمين بسلة نادي الكرامة يتوقع أن تصل لهذه المرحلة من الضعف، فمنذ أن اعتذرت الإدارة السابقة عن إتمام مهامها، وتولت الإدارة الجديدة زمام الأمور في النادي، ونحن نلمس منذ ذلك الحين حرباً مبطنة على بعض الكوادر التي تمكنت من تطوير لعبة كرة السلة بالنادي، وحققت إشراقات لا يمكن أن تنسى في تاريخ اللعبة، ودأبنا على تكذيب أنفسنا بأن الأمر محض الصدفة، وبأن ما نحس به ليس إلا افتراضات نتجت عن طبيعة حجم العمل في نادي الكرامة، وتشعب المهام فيه، وبحكم عدم تدخلنا في تفاصيل كرة القدم بالنادي جيرنا كل هذه الاحتمالات لعدم إلمامنا بكافة كواليس كرة القدم التي باتت تغنج بكل ما لذ وطاب من ميزانية النادي على حساب باقي الألعاب، إلى أن جاء الدور على لعبة كرة السلة التي شكلت ثمرة يانعة من عمل متراكم ومتواصل على مدار أربع أو خمس سنوات دأب خلالها مجلس الإدارة السابق على رؤية كرة سلة بنفس العين التي يرى فيها كرة القدم رغم البون الشاسع بين إنجازات اللعبتين منذ ثلاث سنوات، واستمرت الرعاية والعناية بهذه اللعبة حتى حققت الإنجاز الذي كان الحديث عنه قبل عامين يشبه الإعجاز، بعدما حقق الفريق مركز الوصافة قبل موسمين، وكان نداً قوياً لجميع الفرق، لتنقلب الأمور رأساً على عقب، وليظهر الحاسدون وأصحاب الأفق الضيقة على حقيقتهم، وبوجههم الحقيقي عندما تخلوا هذا الموسم عن تفاصيل اللعبة ودعمها التي أعادت رياضة النادي إلى منصات التتويج، وهي في أوج عطائها وهي بأمس الحاجة للدعم.
فحالة الاستقرار الإداري والفني التي كانت السبب الرئيسي في تحقيق اللعبة للإنجازات قد أصبحت في مهب الريح، لأن وقت تصفية الحسابات وإثارة الضغائن قد أتى، وإن كانت الضغينة ستدمر أحلام الفريق وطموحاته، وإن أدت هذه الضغائن إلى إبعاد أشخاص فنوا عمرهم ووقتهم وجهدهم في إيصال الفريق إلى ما هو عليه الآن.
أيها السادة، يبدو أن نادي الكرامة ليس بعيداً كما كنا نتوقع عن واقعنا الرياضي الحالي، فهو مليء بأعداء النجاح، وحاله حال كل المرافق التي تعشعش فيها طيور الظلام.
يجب..
ما يحصل لسلة الكرامة ليس أمراً يخصها وحسب، وإنما هو حادثة يجب على القيادة الرياضية النزول من برجها العاجي، والتواضع قليلاً من أجل الإسراع في معالجة المشكلات قبل أن تتفاقم، وتصل لمرحلة يصعب فيها إيجاد الحلول، أنقذوا سلة الكرامة قبل أن يأتي يوم نترحم فيه على إنجازاتها ونتائجها.