بتجاوزهما تشرين والمجد…الجيش والشرطة لنهائي الكأس

الموقف الرياضي:سيكون الجيش والشرطة على موعد مع قمة تقليدية هاربة من الزمن الغابر عندما يتقابلان في نهائي النسخة الخمسين لكأس الجمهورية يوم الجمعة المقبل، واللافت للنظر أنهما سيلتقيان في مباراة التتويج للمرة الأولى.


وإذا كان تأهل الجيش متوقعاً على خلفية تقدمه في مباراة الذهاب على تشرين بهدفين دون رد، فإن تأهل الشرطة لم يكن متوقعاً بنسبة كبيرة، ولكن أرضية الملعب أثبتت أن فارسي النهائي يستحقان العبور، فالشرطة أمطر شباك المجد خمس مرات مع عدة فرص أخرى ضائعة، والجيش أدى مباراة تجارية احتوى من خلالها الفورة التشرينية التي لم تكن بالدرجة الكافية لتسبب المشاكل للزعيم فانتهت المباراة كما بدأت.‏‏


‏‏


في النهائي سيكون الجيش على موعد مع لقب عاشر ينفرد من خلاله بميزة الأكثر فوزاً بالمسابقة وعندها يصبح الزعيم في الدوري والكأس بشكل مطلق، أو سيكون الشرطة على موعد مع استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ إحرازه الكأس الرابعة على حساب الفتوة عام 1980 يوم كان أنور عبد القادر لاعباً بصفوف الشرطة أيام الزمن الجميل، وإذا نجح أنور بذلك فسيكون الوحيد الذي يحرز الكأس لاعباً ومدرباً مع فريقين مختلفين.‏‏


الشرطة ردّ الدين وتأهل‏‏


دمشق – مالك صقر:‏‏


قدّم الشرطة وجبة كروية دسمة أمام مضيفه المجد استحق من خلالها اقتلاع بطاقة العبور للمباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية، إثر فوزه بخمسة أهداف لهدف في المباراة التي جمعتهما أمس بملعب الجلاء معوّضاً خسارة الذهاب 2/3 وحاجزاً مكانه في النهائي عن جدارة واستحقاق.‏‏


الشرطة لم يمهل المجد في التهديد، فمع الدقيقة الأولى ردت الأخشاب كرة عقبة المرعي، ليتبادل الفريقان التهديد مع أفضلية نسبية للشرطة الأحرص على التسجيل، ويبدو أن المجد اطمأن لنتيجة الذهاب فبدا مرتاحاً غير مبالٍ بعض الشيء، حتى جاء الهدف الأول في الدقيقة 26 إثر عرضية داخل الجزاء صادفها سوء تقدير من حارس المجد واستفاد منها سعيد برو، وبعد ثلاث دقائق سجل أحد نجوم المباراة العبّادي ثاني أهداف الشرطة إثر كرة رأسية ردها المنجد ولكن العبادي أعادها للشباك.‏‏


بعد الهدف الثاني اندفع المجد للهجوم، فهدد عبر العامر والعويد والعيس، وتتالت ركنياته وكان قريباً من تقليص النتيجة ولكن ذلك تأجل للشوط الثاني من ركلة جزاء نفذها رامي عامر وتصدى لها أوسي ولكن مازن العيس تابعها في الشباك، فعادت بطاقة العبور للمجد وكان ذلك عند الدقيقة التاسعة والخمسين.‏‏


الشرطة استعاد زمام المبادرة وقطف ثمار جهده هدفاً ثالثاً وقّعه محمد قلفاط في الدقيقة 71 بعد ثوانٍ من مطالبة الشرطة بجزاء، وبمجهود فردي سجل الكواية هدف الاطمئنان قبل عشر دقائق من النهاية، فظهر اليأس على لاعبي المجد الذين لم يصحوا إلا والهدف الخامس بمرماهم في الوقت بدل الضائع عن طريق أمجد العلي، ليتأهل الشرطة للنهائي السابع في تاريخه ساعياً للقب خامس.‏‏


الجيش يكسب الرهان‏‏


اللاذقية – سمير علي:‏‏


أخفق بحارة تشرين في الإبحار نحو المباراة النهائية ولم تنفع هتافات وتشجيع أكثر من 25 ألفاً من أنصاره في تحفيز لاعبيه على تحقيق النتيجة المطلوبة أمام الجيش الزعيم الذي أكد أحقيته في الوصول إلى النهائي بعدما فرض نتيجة التعادل السلبي على مستضيفه تشرين، فكسب الرهان بفضل إصراره وتصميمه وهدوئه وتركيزه، بعد مباراة مثيرة في مجرياتها لم تخل من التشنج والعصبية في بعض مراحلها، حيث لم يرتق أداء تشرين فيها إلى مستوى طموحات جماهيره العريضة التي خرجت من ملعب الجحيم بخفي حنين.‏‏


الشوط الأول جاء لاهباً وندياً تبادل خلاله الفريقان السيطرة والهجمات، وبدا واضحاً أن تشرين يلعب تحت ضعط جمهوره و ضغط نتيجة مباراة الذهاب، فلعب بعصبية وتسرّع، وعلى الرغم من البداية الهجومية لتشرين لتحقيق هدف مبكر يريح الأعصاب لكن محاولاته لم تسفر عن شيء، فيما نجح الجيش في امتصاص الفورة التشرينية وسرعان ما دخل أجواء اللقاء وبدا أكثر تنظيماً و عرف كيف يتعامل مع مجريات المباراة بفضل أفضليته في خط الوسط وهدوئه، معتمداً على الهجمات العكسية عبر مهاجمه الخطير العويد، فيما اعتمد تشرين على الكرات الطويلة والتي بقيت تحت سيطرة دفاع الجيش وحارسه المدنية، ولم تنفع محاولات البحر والبشماني والمرمور في كسر الطوق الدفاعي الذي فرضه خط دفاع الجيش، وفي حساب الفرص المباشرة والخطرة فقد كانت قليلة وافتقدت للتركيز واتسمت بالتسرع، فاحتضن المدنية تسديدتي البيريش والكردغلي، فيما صد المرعي فرصة العويد الخطرة .‏‏


وفي الشوط الثاني استمر تشرين في محاولاته الهجومية لتسجيل هدف السبق وهاجم بقوة بعد إشراك الخدوج والغزال والحفيان وأتيحت له أكثر من فرصة خطرة للتسجيل أبرزها صاروخية المرمور طار لها المدنية وأبعدها لركنية، طالب بعدها تشرين بركلة جزاء إثرعرقلة المرمور، فيما اعتمد الجيش على الكثافة الدفاعية للحد من خطورة لاعبي تشرين والاعتماد على المرتدات التي بقيت تحت سيطرة دفاع تشرين وحارسه المرعي الذي لم يهدد بأي كرة خطرة في هذا الشوط، فيما استبسل خط دفاع الجيش وحارسه المدنية في الدفاع عن مرماهم ونجحوا في إبطال جميع الهجمات الصفراء التي هزت المدرجات ولم تهز الشباك، فجاورت تسديدة البحر القائم وقطع المدنية ركنية الحفيان ببراعة وتصدى لكرة الكوجلي القوية ليعلن بعدها الحكم والذي انتقده جمهور تشرين نهاية اللقاء بفرحة جيشاوية وغصة ودموع تشرينية .‏‏

المزيد..