حلب -عبد الرزاق بنانه: الإنجاز الكبير الذي تحقق لكرة الحرفيين يكاد يكون الأغلى خلال مسيرة النادي، فالبقاء للموسم الثاني بين أندية دوري المحترفين التي تملك الإمكانيات الكبيرة المالية والفنية إذا ما قيست بما يملكه الحرفيون يعتبر انجازا بحد ذاته والفوز على أندية تملك العراقة والتاريخ والجماهير العريضة هي بطولة ثانية.
موعد مع الفرح
الأسبوع قبل الأخير من نهاية الدوري كان أسبوعاً مهماً في تاريخ الدوري الكروي على عاصمة الرياضة مدينة الشهباء، فالاتحاد كان على موعد مع الفوز على الشرطة في دمشق للتتويج ببطولة الدوري والحرفيون بالمقابل سيلتقي على ملعبه نادي حطين والفوز وحده ولاشيء سواه يبعده عن دائرة شبح الهبوط بعيدا عن باقي النتائج وفيما كان الاتحاد يخذل جماهيره بالتعادل مع الشرطة ويضيع اللقب كان بالمقابل نادي الحرفيين على موعد مع الفرح والاحتفال في ملعب رعاية الشباب بعد الفوز على حطين .
دعم وتحفيز
قبل انطلاق المباراة الأخيرة لفريق الحرفيين أمام حطين كانت معظم الخبرات الكروية و المسؤولين على رياضة الشهباء تعيش فترة قلق حقيقي، فالحرية فشل في الصعود إلى دوري المحترفين وهبوط الحرفيين سيكون كارثة على المدينة ومن هنا كان الاهتمام المباشر من رئيس مكتب الشباب السيد أحمد منصور الذي تابع بشكل مباشر جميع التحضيرات وأجرى الاتصالات مع فرع الاتحاد الرياضي واللجنة الفنية ومع الجهاز الفني والاداري لنادي الحرفيين وحث الجميع على ضرورة تقديم كل المستلزمات اللازمة لنجاح الفريق .
فوز ومكافآت واحتفال
اللقاءات مع اللاعبين قبل المباراة وتحفيزهم بتقديم المكافآت الكثيرة كان لها مفعول كبير، فالجميع كان على قدر المسؤولية وقدموا مباراة كبيرة حققوا فيها الفوز على حطين وثبتوا أقدامهم في دوري المحترفين دون الانتظار لنتيجة مباراة الوحدة مع المحافظة التي كانت تلعب في دمشق، وأقامت إدارة النادي حفل عشاء للفريق بحضور عدد من الخبرات الكروية ورجال الإعلام وتم تقديم المكافآت لجميع اللاعبين.
إعجاز
أن يحصد نادٍ مغمور لا يملك المؤهلات المطلوبة ولا يملك هيكلية النادي على/28/ نقطة من أندية عريقة خلال مرحلتي الذهاب والإياب فهذه النقاط وزنها من ذهب، فالفوز على تشرين والكرامة والمحافظة والمجد على أرضهم وبين جماهيرهم كان كبيراً جداً والتعادل مع الاتحاد والوحدة والجيش والنواعير والطليعة هو الإعجاز بذاته، البعض من هذه النتائج عجز عن تحقيقها نادي الاتحاد الذي كلف مئات الملايين، ولو افترضنا أن الاتحاد فاز على تشرين باللاذقية وتعادل مع الجيش كما فعل الحرفيون لكان الاتحاد اليوم بطلاً للدوري.
التزام وانضباط
المدرب أنس صاري تحدث قائلاً: ما حققه نادي الحرفيين يعود أولاً إلى الجهود الكبيرة التي بذلها اللاعبون في ارض الملعب بالإضافة إلى الاستقرار في الجهاز الفني والاداري والدعم اللامحدود الذي قدمته الإدارة، حيث قامت بتوفير كل المستلزمات اللازمة للنجاح رغم الظروف الصعبة وهذا ماساهم بتحقيق الانضباط والتزام جميع اللاعبين داخل الملعب وخارجه وهذه النقاط مهمة في مسيرة أي فريق، اعتمدنا على اللعب الجماعي في معظم المباريات وعرفنا حدودنا وإمكانياتنا وبذلك نجحنا بتجاوز الصعاب، ما حققه الفريق كان عن جدارة واستحقاق وفي الموسم القادم سيكون لنا إستراتيجية جديدة .
فكرة الانسحاب
رئيس نادي الحرفيين السيد جمال حبال تحدث قائلاً : ظروف صعبة مرت على النادي وكنا قاب قوسين أو أدنى من إعلان الانسحاب من الدوري بسبب الأزمة المالية التي مرت على الفريق، مصاريف السفر والإقامة ورواتب اللاعبين والجهاز الفني والاداري أرهقتنا كثيراً، فالنادي لا توجد لديه ميزانية نهائيا وعندما انتقلنا إلى بعض الفعاليات الرسمية والاقتصادية لطلب الدعم تلقينا الوعود فقط ولم تترجم جميع الاجتماعات إلى دعم فوري، فقدمت مع أخي رائد حبال مبالغ إضافية وقررنا قبول تحدي الظروف الصعبة ومتابعة المشوار حتى النهاية .
تكاتف ومحبة
وتابع حديثه قائلاً: رغم هذه الظروف الصعبة التي مرت علينا فقد استطعنا التغلب عليها والنجاة من الهبوط بفضل تكاتف ومحبة وجهود اللاعبين والجهاز الفني والاداري الذي سخّر كل إمكانياته في سبيل البقاء بدوري المحترفين، ويبقى الشكر واجباً لكل من وقف بجانب الفريق خلال مشواره بالدوري وأخيرا ستكون هناك جلسة تقييم للعمل للمرحلة الماضية ووضع اللمسات الجديدة للموسم القادم وستكون لنا وقفة مطولة عندها .