حكام السلة.. واقع صعب وحلول غائبة

يبقى الكلام عن التحكيم السلوي هذا الموسم ذا شجون كبيرة، والمسيرة التحكيمية لم تنقلب بين يوم وليلة، ونحن شاهدون على عصر تحكيمي رائع، ومتطور خرّج لنا الكثير من الحكام


المتميزين الذين أعلوا صافرتنا السلوية في جميع المحافل والبطولات العربية والقارية، ولن نرجع بذاكرتنا إلى الوراء كثيراً، بل سنمر بذاكرتنا على مواسم ليست بالبعيدة حيث كان التحكيم يومها في وضع جيد، ولم نلمس تلك الأخطاء الفاضحة التي برزت الموسم الفائت، والتي كانت كافية للإشارة إلى أن قاعدتنا التحكمية باتت هشة بعد عزوف أفضل الحكام عنها.‏


صقل وأجور‏


مضى الموسم الحالي تقريباً على حكام السلة دون أن يتّبعوا أي دورة صقل عالية المستوى، ولا حتى فحوصات الكوبر التي تجرى قبل بدء كل موسم بغية الاطمئنان على جاهزيتهم ولياقتهم البدينة، وبات الحكام على ضوء هذا الواقع المرير يلهثون وراء التعديلات الجديدة بقانون اللعبة عبر جهودهم الشخصية، دون أن يكون لهم مرجع فني في اللجنة، أما عن تجهيزاتهم فحدث ولا حرج وما زالت غير ملبية للطموح، ولا ضير من إقامة اختبارات ودورات صقل لتعزيز وتطوير ثقافتهم التحكمية بما يتناسب مع تطور مستوى اللعبة.‏


وما زالت أجور الحكام بعيدة كل البعد عن المنطق، ولم تتناسب مع الجهود التي يبذلها الحكام في قيادة المباريات وتنقالاتهم بين المحافظات، ورغم المحاولات الحثيثة لاتحاد السلة في هذا الخصوص غير أن محاولاته باءت بالفشل، ولم يتمكن من رفع أجور الحكام بما يتماشى مع موجة الغلاء التي تشهدها البلاد على أقل تقدير، الأمر الذي جعل هذه الزيادة أشبه بضرب من ضروب المستحيل، وهذا من شأنه أن ينعكس سلباً على الواقع التحكيمي الذي ما زال يعاني الأمرين.‏


ما الأسباب ؟‏


أسئلة كثيرة باتت الإجابة عنها أشبه بضرب من ضروب المستحيل، لماذا كثرت الأخطاء التحكيمية في الآونة الأخيرة، هل هي ارتفاع درجة صعوبة المباريات، بالتأكيد الإجابة هنا لن تكون صعبة بعد موسم غابت عنه تلك النكهة التنافسية فجاءت المباريات عادية، ورغم كل ذلك أطلت الصافرات الخاطئة برأسها، وبقوة محدثة فوارق بين حكم وآخر في المباراة الواحدة، وإذا اعتبرنا أن هذا الضعف كان من وراء الضغط الجماهيري، فإننا نذكر أن الموسم الحالي كان شحيحاً بالحضور الجماهيري.‏


منغصات‏


حسب الأخبار الواردة إلينا أن شهر العسل بين مشرف لجنة الحكام واللجنة قد انتهى بعد سلسلة من التدخلات التي وجدها أعضاء اللجنة وخاصة رئيسها سلبية، وغير واضحة، وقد طالبوا أكثر من مرة بأحادية قرارات وعمل اللجنة بعيداً عن أي إشراف من هذا العضو أو ذاك، على أن تكون المرجعية الأخيرة لأمين سر الاتحاد ورئيسه حصراً، وهذا الوضع في حال بقي على ما هو عليه، من شأنه أن يفاقم المشكلات التي قد تؤثر على سير العمل باللجنة بشكل عام.‏

المزيد..