حكمنا الوطني يستحق الثقة… جدل الاستعانة بـ «التحكيم الأجنبي» مستمر واعتذارات بالجملة عن قيادة المباريات!
أنور الجرادات: اعتبر متابعون لدورينا «الممتاز» أنه ليس هناك أي مبرر يجعل فريق الوثبة وربما معه تشرين يستعينان بطاقم تحكيم أجنبي لإدارة قمة مباريات الدوري بعدما غابت الصافرة الأجنبية عن مباريات دورينا» الممتاز»،
لافتين إلى أن المباريات الماضية للدوري لم تشهد أخطاء كارثية تبرر الاستعانة بالتحكيم الأجنبي، مؤكدين أن الأخطاء واردة وجزء من اللعبة، وأن أكثر من حكم محلي سبق له قيادة مباريات ديربي ومباريات قمة ذهابا او ايابا، ويبرز منهم محمد العبد الله ومسعود طفيلية وآخرون لكن يرى آخرون أن الجولات الماضية صاحبتها أخطاء تحكيمية تجعل كلاً من الوثبة وربما تشرين يستعين بالصافرة العربية لإبعاد الضغوط عن الحكم المحلي في مباراة حساسة ومصيرية بالنسبة لهما، بعدما اشتد الصراع على لقب الدوري وباتت نتيجة المباراة تحدد مسار البطولة…
ويرى أخرون أن مباراة الوثبة وتشرين قمة كان يفترض أن يديرها طاقم تحكيم محلي، لأن أكثر من حكم وطني يمكنه قيادة هذه المباراة وهي فرصة لمنح الثقة لحكامنا والتأكيد أن الأخطاء البشرية حاضرة في عالم المستديرة لكن مباراة بوزن قمة الدوري كان الأجدى منحها لطاقم دولي من حكامنا دون فتح باب الاستعانة بالأجنبي والدخول بحسابات توفير متطلبات ذلك في وقت يعاني حكامنا من سقف تعويضاتهم المالية غير المقنع.
مباراة حساسة
في قراءة سريعة لمستوى تحكيم دورينا فإن لجانه المختصة تدافع بشدة عن مستوى التحكيم المحلي وتصفه بالجيد مقارنة بظروف المباريات وظروف حكامنا المادية والمعنوية .
نعم لقاء الوثبة وتشرين قمة مناسبة للصافرة المحلية لكي تظهر في الأوقات الحاسمة وتبرز إمكاناتها، وبالتالي فإن الأطراف كلها ستكون مستفيدة سواء الفرق أو الحكام، وخصوصاً الحكم الوطني ووجود أكثر من حكم يمكنه إدارة هذه المباراة.
ولا يمكن أنه في كل مباراة حساسة يتم اللجوء للحكام الأجانب في حين يدير حكامنا المباريات العادية خاصة مع دخول الدوري مراحله الحرجة لجهة الهبوط وحساسية ذلك في اسناد المهمة لحكامنا وبالتالي قد ندخل في نفق تكليف اكثر من طاقم عربي فهل الاتحاد جاهز لذلك والأندية أيضا.
الأخطاء واردة
في تقديرنا لا يوجد حالياً أخطاء تحكيمية كارثية تستدعي الاستعانة بحكام أجانب مجدداً في الدوري خاصة مع وجود حكامنا في النخبة الآسيوية وتسند لهم مباريات في تصفيات كأس العالم ومسابقة أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي .
نسبة كبيرة من خبرات اللعبة منذ البداية ضد وجود التحكيم الأجنبي في الدوري السوري، كونه سيأخذ فرصة الحكام الوطنيين بجانب الكلفة المالية العالية للمباراة الواحدة بجانب أن الحكم الأجنبي الذي سيأتي لإدارة مباريات في دورينا لن يكون الحكم السوبر، وطالما أن الحكم يدير مباريات في كرة القدم فإن الأخطاء واردة، كونها جزءاً من اللعبة..
مفاجأة وسرية تامة
والشيء اللافت حقيقة هو غياب قرار لجنة الحكام الرئيسية التابعة لاتحاد الكرة بالاستعانة بالطاقم الاردني والقرار الذي صدر جاء من اللجنة المؤقتة المسؤولة على تسيير شؤون كرة القدم السورية وهناك معلومات دقيقة بأن لجنة الحكام الرئيسية لا علم لها ابدا بالخطوة التي اتخذتها اللجنة المؤقتة وبقرارها، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قال بأن الأمين العام لاتحاد الكرة المهندس توفيق سرحان هو من طبق الموضوع برمته وطبعاً بالتنسيق التام مع رئيس اللجنة المؤقتة نبيل السباعي وبالاتفاق مع رئيس نادي الوثبة حصراً الذي تكفل بدفع تكاليف الطاقم التحكيمي الاردني بالكامل من بابه إلى محرابه.
اعتذارات بالجملة
والمفاجأة لهذه الخطوة غير المدروسة بالنسبة للكثيرين كانت اعتذار أكثر من ثمانية حكام عن قيادة مباريات دوري المحترفين في جولة الثلاثاء الماضي، وجلهم من الحكام الدوليين وحكام النخبة وهذا مؤشر غير صحي وغير صحيح ومازاد الطين بلة هو تصريحات صحفية لرئيس لجنة الحكام الرئيسية خضر حاج خضر والتي يؤكد فيها بأن عدداً من الحكام اعتذر عن قيادة مباريات جولة الثلاثاء السابقة من دوري المحترفين وتم تكليف حكاماً بدلاً عنهم بناء على تعليمات رئيس اللجنة المؤقتة…
وأكد رئيس لجنة الحكام الرئيسية سيتم الاجتماع مع الحكام للاستفسار منهم عن أسباب الاعتذار وفي حال عدم تقديم أسباب مقنعة ستتم معاقبتهم وسيتم تكليف حكام درجة ثانية لقيادة مباريات الدوري ونحن لدينا ثقة كبيرة بحكامنا وإمكانياتهم.
استغراب
مادامت أنديتنا المحترفة تستطيع أن تدفع المال للطواقم التحكيمية الأجنبية وبالعملة الصعبة فلماذا تقطع يدها وتشحد عندما كانت هناك نية لرفع سقف المبلغ الذي يحصل عليه حكامنا الوطنيون من خلال قيادتهم لمباريات دوري الممتاز والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا هل وضعت اللجنة المؤقتة بالحسبان تبعات قرارها لجهة الاستعانة بالحكم العربي او لجهة معاقبة الحكام» المضربين» وأثر ذلك على استقرار الدوري.