الدوريات الأوروبية الكبرى باحت بأسرارها باستثناء الكالتشيو..حلم الثلاثية يدغدغ مشاعر البرشا والبايرن واليوفي

محمود قرقورا:تتوقف الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الأسبوع وهو التوقف الأخير قبل انتهاء الدوريات واستقبال بطولة كأس العالم بنسختها الحادية والعشرين، والمتابع للبطولات الأوروبية الكبرى لا يجد عناء في استنتاج البطل المرتقب في كل من إنكلترا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا،


حيث تميل الكفة بشكل أشبه باليقين لمصلحة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وبرشلونة وبايرن ميونيخ، والمرحلة القادمة من البوندسليغا قد تعلن أول بطل هذا الموسم.‏‏



هذا الحسم لا نجده في الدوري الإيطالي حيث الفارق نقطتان فقط بين المتصدر يوفنتوس ومطارده نابولي، واللافت أن نادي السيدة العجوز مارس دور الملاحق دون كلل أو ملل حتى اعتلى القبة وتشبث بها، وكلنا بانتظار كيف سيكون رد نابولي على فقدانه الصدارة بين ليلة وضحاها، ويرى المتابعون أن المشكلة ليست بنابولي الذي يقدم موسماً خارقاً بالنسبة لجماهيره وإنما المشكلة بعدم تنازل يوفنتوس عن عاداته وتقاليده وكبريائه، فلو خيّر نابولي بالوصول إلى النقطة الثالثة والسبعين قبل تسع مراحل من النهاية فلا شك أنه سيرحب بذلك ولكنه يجابه بنادٍ متخصص بامتلاكه النفس الطويل واعتلائه قبة الهرم.‏‏


ثقافة غوارديولا‏‏


في الموسم الماضي لم يكن مانشستر سيتي أهلاً للمنافسة، فتعرّض مدربه غوارديولا لانتقادات حادة ولكنه استجمع قواه وقدّم لنا الكرة التي يتميز بها من حيث السيطرة وتدوير الكرة المشفوعة بالأداء الهجومي الأخّاذ، فها هو الفريق يصل إلى الهدف الخامس والثمانين بعد ثلاثين مباراة، بمعدل ثلاثة أهداف تقريباً في المباراة الواحدة، ولا يسبقه إلا باريس سان جيرمان الذي سجل خمسة وتسعين هدفاً مع فارق أن الباريسي لعب مباراة أكثر.‏‏


السيتي أحرز كأس الرابطة وحجز مكانه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا حيث تنتظره مواجهة إنكليزية خالصة أمام ليفربول والتتويج رغماً عن أنف الملاحقين اليونايتد وتشيلسي وليفربول وتوتنهام يعد بداية القطاف للمدرب الإسباني في رحاب الكرة الإنكليزية.‏‏


اكتساح‏‏


ليس جديداً على بايرن ميونيخ اكتساح المنافسين، وفارق 17 نقطة يعد مروعاً ولكنه ليس مفاجئاً، ومع تبقي سبع مباريات على انتهاء البوندسليغا سيكون البايرن على موعد مع التتويج بشرط فوزه وتعثر شالكه بالخسارة أو التعادل.‏‏


وفي فرنسا شاهدنا هذا الاكتساح حيث يتصدر باريس سان جيرمان بفارق 17 نقطة أيضاً عن موناكو، والباريسي يحتكر البطولات المحلية كلها في السنوات الأخيرة، ووحده موناكو سبقه لبطولة الدوري الموسم الماضي، غير أن جماهير الباريسي ليست سعيدة لأن هذا التفوق المحلي لم يشفع بقناعة أوروبية والشكل الذي ظهر عليه الفريق أمام ريـال مدريد كان مخيباً بامتياز.‏‏


برشلونة استعاد لقب الليغا نظرياً من دون عناء بفضل حفاظ ليونيل ميسي على ألقه وبراعة المدرب فالفيردي في خلق توليفة تحدث عنها النقاد، والمنافس حالياً هو أتلتيكو مدريد وليس الغريم الأزلي الملكي، وفارق 11 نقطة يعد كبيراً قبل تسع مراحل من النهاية، وتأمل جماهير برشلونة أن يكون الفريق قد حسم اللقب قبل استقبال ريـال مدريد طمعاً بوقوف لاعبي المدرب زين الدين زيدان في الممر الشرفي وهذا يعد إهانة للنادي الملكي لكنه أمر جائز.‏‏


النفس الطويل‏‏


كثيراً ما تكلمنا عن ضرورة امتلاك النفس الطويل للهيمنة على الألقاب، ووحده يوفنتوس من بين كل أندية الكالتشيو يتغنى بهذه الميزة، والأمر لم يتوقف عند بطولة الدوري، فها هو الفريق حجز مكانه في نهائي الكأس لمواجهة ميلان بكلاسيكو إيطالي كبير، والأهم أن تلاميذ المدرب إليغري أظهروا الشخصية العظيمة على أرضية ملعب ويمبلي عندما صفعوا توتنهام في ثلاث دقائق مواصلين الطريق في البطولة الأهم على صعيد الأندية عالمياً.‏‏


واليوفي ينشد اللقب الأوروبي الكبير كما المان سيتي والبايرن وبرشلونة ولكن ذلك لن يكون مفروشاً بالورود بوجود طامحين على رأسهم حامل اللقب ريـال مدريد.‏‏


جماهير نابولي تمني النفس بمواصلة اليوفي علّه ينشغل عن بطولة الدوري ولا شك أن تتويج النادي السماوي يخدم الكرة الإيطالية التي وصفت في الآونة الأخيرة بأنها بطولة الفريق الواحد.‏‏


بعيداً عن بطولة الدوري ما زالت جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي موضع اهتمام كبير والصدارة حالياً للمصري محمد صلاح بـ28 هدفاً مقابل 25 لميسي و24 لكافاني وإيموبيلي و23 لليفاندوفسكي.‏‏

المزيد..