الموقف الرياضي – محمود قرقورا:خلدت بطولة الدوري الممتاز للراحة هذا الأسبوع أسوة ببقية دوريات الكرة الأرضية بسبب الواجبات الدولية الودية،
واللافت أن لقب الدوري انحصر بين ثلاثة أندية هي الاتحاد 39 نقطة والجيش والوحدة ولكل منهما 38 نقطة، مع فارق أن للاتحاد سبع مباريات متبقية مقابل ثماني مباريات لكل من الجيش والوحدة.
والملاحظ أن حرص المنافسين على النقاط بهاجس تحسين المراكز جعل فرسان القمة الثلاثة يقعون في شرك التعادل والخسارة في الجولة الأخيرة، أخفها ضرراً تعادل الجيش مع الوثبة لأنه كان خاسراً وأدرك التعادل، وأكثرها ضرراً تعادل الاتحاد مع حطين لأنه بوغت بهدف قاصم للظهر في الدقيقة الثامنة والتسعين، وخسارة الوحدة تندرج في الإطارين، فمن جهة تقدم وخسر تقدمه ومن جهة ثانية كان ممكناً أن يتصدر فتراجع للمركز الثالث.
وفي لغة الهبوط نجد أن الخطر يحيط بثلاثة أندية بشكل منطقي وهي الجهاد 6 نقاط والمحافظة 16 نقطة والحرفيون 20 نقطة، والمتبقي سبع مباريات للأندية الثلاثة، ومنطقياً لن يكون الجهاد قادراً على تحقيق معجزة النجاة وتبقى البطاقة الثانية حائرة بين الحرفيين والمحافظة.
والجولة الأخيرة ابتسمت للمحافظة الذي استمات ليظفر بالنقاط الثلاث من جاره المجد على حين خسر الحرفيون أمام الطليعة وكان الجهاد خسر بشكل غير مستحق أمام النواعير والوحدة.
إهدار غير مبرر
بعد ست انتصارات متتالية على تشرين والطليعة والشرطة والمحافظة والحرفيين والمجد تثاقلت خطوت الاتحاد، فاكتفى بخمس نقاط من 12 ممكنة وإذا كانت الخسارة أمام الجيش مبررة فإن التعادل مع الكرامة وحطين في حلب قد يكلفه اللقب، ومن الآن فصاعداً لا بد أن يرفع شعار الفوز المتتالي في المواجهات المتبقية، وأمام الوحدة منعرج اللقب، ولا نغفل صعوبة مواجهة تشرين في اللاذقية والشرطة بدمشق، ويهمس الكثيرون بأن تغيير الجلد التدريبي ربما يكون له مضاعفات سلبية وخصوصاً أن البوشي كان مقنعاً بدرجة كبيرة.
بين المحلي والآسيوي
المتابع لمسيرتي الجيش والوحدة يستنبط اهتمامهما المحلي أكثر من القاري وهذا خطأ جسيم لأن الفرصة لمعانقة لقب كأس الاتحاد الآسيوي كانت كبيرة، وربما ما زال البرتقالي يمتلك مصيره بيده خلافاً لفريق الجيش الذي اقترب من الوداع المبكر دون بصمة، ومحلياً هو الأقرب للفوز باللقب، أو على الأقل يمتلك مصيره بيده، ففوزه في المباريات المتبقية يعطيه اللقب، وتعثره بأي مباراة يحتاج إلى تعثر الوحدة والاتحاد، والصعوبة تكمن بمواجهة الطليعة والكرامة خارج ملعبه، ولا ندري إن كان المدرب حسين عفش يمتلك القراءة الفنية التي تدخله نادي الكبار.
الوحدة شاهدناه بوجهين معظم مراحل هذا الموسم رغم استقراره التدريبي على أحمد الشعار، فمرة يقنع ومرات ينتهج أسلوب الغاية تبرر الوسيلة رغم امتلاك المخزون الكافي من اللاعبين القادرين على الحسم محلياً وآسيوياً، وبعد فوزه غير المستحق على الجيش ظننا أنه سيعضّ على الصدارة بالنواجذ، ولكنه سقط في فخ التعادل أمام الكرامة ثم الخسارة أمام تشرين، ولكن اللقب يناديه حتى الآن بشرط النجاة من لقاء الاتحاد المصيري لأن المباريات السبع الأخرى تقام في دمشق ولا ندري إن كان ذلك مصادفة!
هبوط الجهاد
اللعب خارج الأرض والافتقار لميزة الجمهور أثر في مسيرة نادي الجهاد الذي سلّم بقدر الهبوط رغم بقاء فرصة اللعب على 21 نقطة ممكنة، ولكن ليس بالإمكان أفضل مما كان، ولذلك تحرص الإدارة على الزج بعديد اللاعبين الشباب كي يحملوا لواء الفريق في السنوات القادمة، والهبوط الوشيك لا يعني أن الجهاد لقمة سائغة وهذا بدا في أكثر من مباراة، ويبدو أن ضرورة الحصول على 18 نقطة على الأقل وفق اللوائح سبب مباشر في ذلك.
الخوف من الغرق
حصد فريق الحرفيين ثلاث نقاط من آخر تسع مباريات ومع ذلك موقفه مثالي للنجاة ولكن القارئ بين السطور يستشف أنه غير قادر على البقاء بين الكبار ومبارياته المتبقية صعبة والفوز بأي مباراة لا يبدو سيتحقق والوصول إلى 24 نقطة ربما يكون السقف من خلال تحقيق فوز وتعادل هاربين، وبناء عليه سيكون نادي المحافظة مطالباً بنيل تسع نقاط على الأقل، وهذا سبيله مباريات الكرامة الجهاد والنواعير وحطين والمباريات الثلاث الأخرى بمواجهة كبار القمة الثلاثة، والتجارب علّمتنا أن نادي المحافظة ربما يرتقي ليحرج الكبار وفوزه على الجيش ذهاباً دليل واضح.
تحسين المراكز
بقية فرق الدوري هاجسها تحسين المراكز وهي الطليعة والشرطة وتشرين والنواعير والكرامة والمجد والوثبة وحطين.
وربما يقول قائل إن المجد 22 نقطة والوثبة 21 نقطة وحطين 20 نقطة ما زالت مهددة، وبالتأكيد هذا صحيح، لكن الشكل العام لهذه الأندية الثلاثة يوحي بقدرتها على تجاوز حاجز الخمس والعشرين نقطة الذي نراه حداً لشفير الهاوية.
والوثبة تحديداً لم يخسر في آخر خمس مباريات حقق الفوز في اثنتين منها.
والمجد تكلم باللغات الثلاث في آخر ثلاث محطات.
وحطين فاز مرة وتعادل مرتين في آخر أربع مباريات.