متابعة – أنور الجرادات: لاشك أن الأخطاء التي يرتكبها قضاة الملاعب أثناء إدارة المواجهات التنافسية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من اللعبة ولايوجد حكم يسلم من الوقوع في الأخطاء…
فالحكام بشر وقد قال يوماً الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم( السيب بلاتر) إن أخطاء الحكام جزء من متعة اللعبة وعلى الرغم من ذلك هناك لاعبون لايستطيعون السيطرة على أعصابهم ويعترضون على قرارات الحكام بطريقة غريبة تصل إلى( الضرب والرفس) مما يفقد اللعبة نكهتها ويحيلها إلى حلبة ملاكمة!
والغريب في الأمر أن ظاهرة اعتداء اللاعبين والجمهور على الحكام استشرت في ملاعبنا بل أغلب المباريات لاتخلو من اعتداءات واعتراضات وسب وشتم وأمور أخرى غير لائقة، مما يستدعي الالتفات من قبل المسؤولين لمثل هذه الظواهر المتفشية التي ربما أفسدت نكهة اللعبة وطعمها ولونها، الأمر الذي يحتاج إلى عقوبات مشددة تطول كل من تسول له نفسه الإتيان بمثل هذا السلوك المشين والمرفوض وغير القانوني.
الحكام مطالبون...
وفي ذات الوقت لابد من لفت نظر الحكام حتى يحكموا بالعدل ويجودوا من أدائهم بالطريقة المثلى التي تقلل الأخطاء وتمنع تشنج وانفلات اللاعبين والجماهير الذين لاتقل اعتداءاتهم اللفظية عن لكمات اللاعبين، مايعني أن اللعبة الشعبية متشعبة الأطراف وذات حلقات متصلة تحتاج إلى تضافر الجهود من الجميع ولاسيما لجنة الحكام الرئيسية المنوط بها تأهيل الحكام وترقيتهم إلى أعلى المستويات وتزويدهم بالتقنيات الحديثة التي من شأنها إعانتهم على أداء واجبهم بالصورة المطلوبة وخصوصاً في ظل التنافس المحموم الذي يفضي دوماً إلى التشنج، الأمر الذي يعدم الثقة تماماً بين الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الاعتداءات تكررت كثيراً في الأيام الماضية وخير شاهد مباريات دوري المحترفين الأخيرة، وحتى دوري الدرجة الأولى بأغلبها أو عمومها قلما نجد مباراة ولايوجد فيها اعتداء أو شتم أو سب طاقم التحكيم والمثال مباراة (في الدرجة الأولى ) قبل أيام قليلة ماضية حيث لم يستطع حكم الساحة للمباراة الهروب من الجمهور الذين انهال عليه بالضرب بعد أن طارده محاولين أن يفتكوا به وهي سابقة لم تحدث من قبل، طبعاً في شكلها لكن مضمونها كثيراً يحدث في مباريات دوري الدرجة الأولى والثانية.
بهكذا تصرفات واعتداءات تفقد كرة القدم حلاوتها بل يفتقد حكام الكرة عندنا للأمان والاطمئنان والسلامة المطلوبة، الأمر الذي ينذر بالخطر ويؤثر على سير المنافسات والبطولات بعض المختصين تحدثوا عن ضعف أداء الحكام كنتاج لعدم التأهيل المطلوب وأياً كان مستوى الحكم فهذا لايبرر الاعتداء عليه، ولعل تساهل اتحاد الكرة أحياناً في اتخاذ العقوبات الشديدة والرادعة قد أسهم بشكل كبير في تفشي ظاهرة الاعتداء على الحكام من قبل اللاعبين والجماهير، فلو تعامل اتحاد الكرة بحزم مع المتجاوزين لما وصل الأمر إلى هذه المرحلة الخطيرة.
كما ان نغمة« التحكيم فاشل» التي ظلت مصاحبة لمعظم مباريات الدوري في هذا الموسم ومواسم أخرى كانت بمثابة « جرس إنذار» للوقوف على أسبابها والجلوس لمعالجة السلبيات التي تصاحب أداء الحكام لاسيما وأن « الهتاف» يعد تعبيراً عن ظلم لحق بفريق ما نتيجة الأخطاء التي يرتكبها بعض قضاة الملاعب سواء عن قصد أم غيره.
أسباب .. وأسباب
ومن بين الأسباب التي أدت لظاهرة الاعتداء على الحكام غياب محاسبة الحكام الذين وقعوا في أخطاء كبيرة قادت للتأثير على نتائج تلك المباريات رغم تأكيدات اتحاد الكرة ومعه لجنة الحكام الرئيسية بتوقيعهم عقوبات على بعض الحكام دون إعلانها، لكن السرية في معاقبة قضاة الملاعب يكون لها أثر في عدم اعتراف الجمهور بها وتقوده لممارسة التمرد بافتعال الشغب الذي يتحول أحياناً إلى اعتداءات كما أن الاعلام يلعب دوراً في التأثير على الجمهور بتناوله المتكرر لأخطاء الحكام وتصويره لقضاة الملاعب بالمنحازين لطرف دون الأطراف الأخرى.
أخيراً لابد من الاعتراف بأن الأخطاء المصاحبة لأداء الحكام داخل المستطيل الأخضر يمكن وصفها بالعادية مالم تؤثر على نتائج المباريات خاصة وأن الحكام بشر يخطئون ويصيبون، لكن الأخطاء التي تمنح فريقاً حقاً لايستحقه وتحرم آخر من حق أصيل يتسبب كل ذلك في حالة الغضب العارم الذي يعد رد فعله طبيعياً نتيجة الإحساس بالظلم وبالمقابل ردة فعل اتحاد الكرة ومعه لجنة الحكام الرئيسية يجب أن تأتي حاسمة بمحاسبة الحكام، لكن مايصدر من تصريحات من البعض ودفاعهم المستميت عن المخطئين يقود المظلوم للتعبير عن الظلم بطرق مختلفة ربما تصل حد الاعتداء!
فهل نتوقع حماية للحكام من قبل الجميع؟ أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟ هذا ماستجيب عليه الأيام.