كرة الطائرة على عتبة الاحتراف؟هل تقف الإمكانات المادية عائقاً أمامها… والممنوع على بعض الألعاب مسموح لكرتي القدم والسلة ؟
خديجة ونوس:لقد طغى الاحتراف على الرياضة في عالم اليوم حتى يبدو أنه على المستوى العالمي والأولمبي وخاصة أنه لم يعد هناك هواة بالمعنى الصحيح فهل تطبيق الاحتراف أمر مجد للرياضة العربية بدءاً من كرة القدم ؟ وما هو مفهوم الاحتراف ؟ وهل يمكن الاستغناء عن الدعم الحكومي في عملية الاحتراف ؟ وهل لدينا الإمكانات المادية اللازمة للاحتراف ؟ وهل طبق الاحتراف بكرة القدم والسلة بشكل ناجح ليطبق على باقي الألعاب ؟
هذه الاستفسارات كلها لا بد من البحث عن أجوبة لها وخاصة بعد اتجاه كرتي اليد والطائرة بالمشروع الخاص بهما للاحتراف فكان اتجاهنا إلى الكوادر المسؤولة عن لعبة كرة الطائرة للوقوف على أهمية الاحتراف للعبة فكانت بداية حديثنا مع بشير عبود عضو المكتب التنفيذي رئيس مكتب الألعاب الجماعية والكرات .
الاحتراف ضروري ومهم
أشار بشير عبود عضو المكتب التنفيذي رئيس مكتب الكرات إلى تقدم اتحادي اليد والطائرة باقتراح بتطبيق نظام الاحتراف الجزئي على اللعبتين كونهما مظلومتين بوجود احتراف القدم والسلة، وبالوقت نفسه هي ألعاب جماعية ومن الضروري وجود الاحتراف بهما وتم طرح هذا الموضوع على جلسة المجلس المركزي ومناقشة تشكيل لجنة لدراسة الموضوع وإعداد ما يلزم للاجتماع القادم .
وأضاف عبود كون الاحتراف حاجة ملحة لتحسين أداء الكوادر وأغلب الإدارات كل جهودهم ووقتهم ومالهم للعبتي القدم والسلة وينظرون للألعاب الأخرى ومنها الطائرة، إذاً الاحتراف الجزئي ضروري ومهم .
رئيس اتحاد الكرة الطائرة مهند أحمد
الاحتراف طموح لتغيير الواقع
أكد العميد مهند أحمد رئيس اتحاد الكرة الطائرة أنه كلياً مع الاحتراف وأشار إلى دراسات قام بها منذ فترة للعمل على هذا القرار لأن الاحتراف هو نظام مالي وموضوع كبير يجب أن يكون مدروسا ليضمن الحد الأدنى لمعيشة اللاعب ويريح الأندية ويعطي كرامة للاعبين واللعبة أي لكوادر اللعبة المميزين إضافة إلى أنه يخلق حافزاً للاعب للعب وإعطاء كل ما لديه لأن ذهنه مادياً مرتاح في ظل هذه الضائقة الاقتصادية التي نعيشها اليوم .
ويضيف أحمد بالنسبة للكرة الطائرة كون القدم والسلة سبقتنا إلى هذه الخطوة ورأينا السلبيات و الإيجابيات التي وقعت بهما و حاولنا الاستفادة من الإيجابيات والقفز قدر المستطاع لتلافي السلبيات في مشروعنا للبحث عن داعمين للعبة في الأندية وخاصة الكبيرة كالاتحاد والوحدة والأمور كلها إيجابية حتى الآن باعتبار أنه في نظام الاحتراف السقف المالي مفتوح لذا المشروع خطوة لتغيير الواقع ووضع أرضية صحيحة للانطلاق نحو المستقبل بقوة، ونتائجه ستظهر من خلال نتائجنا للارتقاء بمنتخباتنا الوطنية بمستوى أفضل فالاحتراف نظام مالي حسب إمكانات النادي واللاعب يخدم اللعبة لتأمين حاجاته الأولية كحد أدنى .
مفيد شريط عضو الاتحاد والخبرة الوطنية الاحتراف بحاجة لخطة طويلة
نوه السيد مفيد شريط عضو الاتحاد بأن الاحتراف أهم مقوماته مادية فإذا كانت متوافرة يؤدي لتطوير الرياضة واللعبة ضمن دراسة لواقع اللعبة الرياضية والأندية أي الريوع، فأنا الآن مع الاحتراف التدريجي للعبة وخاصة مع وجود هذه الأزمة الاقتصادية ووجود الاحتراف في لعبتي القدم والسلة ما أدى لعزوف معظم اللاعبين والاتجاه للعبتين المذكورتين لما تؤمنه لهما من دخل مادي ثابت .
ويضيف شريط بالنسبة للطائرة يجب تكوين قاعدة رياضية كبيرة للنهوض باللعبة بداية ومن ثم الدخول في عالم الاحتراف باعتباره شقين فني ومادي أيضاً أي البداية خطوة خطوة وصولاً لتبني الأندية للاحتراف بتوافر الداعمين لأن تأمين مدخول مادي للأندية أولاً لتأمين اللاعبين وكوادر اللعبة للانتقال للخطوات المتممة للاحتراف .
الحكم محمود رحال
العائق الوحيد أمام الاحتراف مادي
وفي حديث الحكم محمود رحال في الكرة الطائرة الذي أيد فيه مشروع الاحتراف الكامل ومع داعمين لأنه لا يدخل عالم الاحتراف إلا اللاعبون المميزون الذين سيطورون اللعبة وبالتالي فإن القائمين على اللعبة سوف يعملون من حكام ومدربين إضافة إلى الراحة الذهنية المادية التي سيحظى بها اللاعب لأنه سيكون له دخل ثابت وليس متطوعاً وبأجور زهيدة كما كان سابقاً وللمحترف وضع خاص ينظمه الاتحاد الرياضي ضمن عقود محددة للدخل وأن يكون ذا مستوى عال فنياً.
وبالنسبة لنا كلعبة كرة يقول رحال : الأندية الممارسة للعبة كرة الطائرة أكثرها بالريف ولا استثمارات لديها في منشآتها البسيطة لتغطي مصاريف الاحتراف والمحترفين كاملة.
إذاً العائق المادي هو الوحيد الآن أمام الاحتراف .
فراس قصار مدرب منتخب سورية:الكرة الطائرة تحارب لدخول عالم الاحتراف
أسهب مدرب منتخب سورية الكابتن فراس قصار
في حديثه عن موضوع الاحتراف الذي اعتبره ضرورة لاتحاد كرة الطائرة ولكن ليس كما حدث في كرتي السلة والقدم الذي عده انحرافاً وليس احترافاً لأن الاحتراف كما وصفه قصار بحاجة لإعادة دراسة للواقع الرياضي الحالي لأن الأنظمة الموجودة في الاتحاد الرياضي أكل الدهر عليها وشرب منذ عام 1971 وهي بحاجة لتعديلات كبيرة لتكون قوانين ثابتة لكل الألعاب دون تفريق وخاصة باعتبار أن القدم والسلة تأكل الأخضر واليابس ويضيف قصار :
لا توجد أندية لدينا غنية بالاستثمارات لتغطي تكلفة الاحتراف إضافة إلى أن نادي الاتحاد قام بحل الكرة الطائرة لأسباب مالية حسب قوله وللعلم إن هذه الاندية كلها والاتحاد أو الوحدة يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن الرياضة السورية إن كان إعلامياً أو على الأرض سلة وقدم ولا أهمية للألعاب الأخرى لديهم كالطائرة واليد فمثلاً نادي الفيحاء في حلب وفي اللاذقية نفذا ملاعب لا تتضمن خطوطا للعبة الكرة الطائرة فكيف سنصنع احترافاً ونحن نحارب من ألعاب أخرى والمكتب التنفيذي لا يحرك ساكناً.
إذاً يجب أن يكون الاحتراف مدروساً من جميع الجوانب لتأمين الأرضية المناسبة له لأنه ضروري وحاجة ملحة للرياضة .
يبقى أن نقول ان النهج العلمي التشاوري بين كل الهيئات والمؤسسات الرياضية هو ما يعزز فكر وثقافة ومستقبل الاحتراف لنكون مستعدين للاحتراف ذهنياً – والاستعداد الذهني هو أن نهيئ الإنسان القادر على تسيير دولاب الاحتراف من إعلام متخصص ومحترف وواعٍ لدوره من استثمارات ورجال أعمال ومسوقين وصولاً لوسط رياضي قادر على الاحتراف .