أنور الجرادات : لم يعد للصمت مكاناً في تراكمات الأحداث الماضية من الأسابيع التي مرت تباعاً في دوري كرة الممتاز وسط تقلبات عديدة ومفاجآت لم تكن تخطر على بال وتراجع البعض وتقدم آخرين
واستعادة لأمجاد الماضي واستلهام لمستقبل مشرق ونتائج تقترب من الخروج عن المنطق وآمال عريضة تنهار وسط ازدياد في شهية المهاجمين وتراجع في خطوط الدفاع للبعض وانهيار لخط المناورة للبعض الآخر ومقدمة اللائحة ما زالت مفتوحة لمن استعد وجهز نفسه وأمّن كرسي احتياطه بالفاعلين والقادرين وها هي رحى البطولة تدور دورتها قبل الأخيرة وقد تربع فريق الوثبة فوق قوس النصر يرقب تشرين الذي استجمع قواه واستذكر مجد العام المنصرم وشق خطاه ببطء ولين نحو تكرار الماضي القريب وسط تراجع الوحدة في الجزء الأخير من خط السباق بفعل تراكم الإصابات والإبعاد وانخفاض حرارة خط المناورة ويسير بموازاته نسور الجيش الذين حلقوا عالياً مع نهاية الذهاب وتراجعت دفاعاته في الإياب وكان للنوارس في جبلة حضورهم خلال المراحل الماضية.
ندخل الجولة الحادية عشرة بلقاءات على صفيح ساخن فقد اقترب خط النهاية والجميع يسعى لتسجيل نتيجة تسعفه قبل الجولة الأخيرة فالبطولة تترنح بين الوثبة وتشرين والوصافة ما زالت قابلة للتغيير بين الوحدة والجيش فيما المركز الثالث لم يحسم بعد والكرامة يريد اقتحامه مكان جبلة فيما الخامس للاتحاد مع نظرة اليه من بعيد في عيون الطليعة و الحرجلة والفتوة وهذه الفرق أمنت نفسها نهائياً في دوري العام القادم للمحترفين ويبقى صراع البقاء بين أربعة فرق على رأسها حطين الذي يحتاج لغلة كبيرة من النقاط للخروج من الحسبة الرهيبة مع الشرطة بحاجة أكثر من النقاط لتأمين نفسه ويبقى الصراع الأكثر قسوة بين النواعير وعفرين وربما الشرطة وقد يطيح هذا الأسبوع بأحد الفرق الثلاثة خارج منظومة المحترفين كل هذا بانتظار صافرة البداية في الميادين وفيما يلي قراءة تفصيلية لواقع الفرق قبل انطلاقة جولة الحسم المبكر.
شبه مضمونة
علامة كاملة شبه مضمونة حسب توقعات الكثيرون بإعتبار نادي عفرين فاقد الأمل وليس بجعبته سوى ثلاث نقاط من ثلاث تعادلات على الرغم من أن المباراة سهلة على المتصدر الوثبة فيما يعلم الجميع أن نقاط هذه المباراة ستمنح لقب صدارة مرحلة الذهاب لفريق الوثبة منطقياً بفعل فارق النقاط عن أقرب منافسيه فريق تشرين وسيذهب لمباراته الأخيرة أمام الوحدة للاحتفال رسمياً بصدارة الذهاب علماً أن المباراة على أرضه وبين جمهوره وتعثر الفريق بالتعادل أو الخسارة لن يفقده بطولة مرحلة الذهاب ولكن سيجعله أكثر بعداً عن تحقيقه في ظل تربص تشرين بها .
البطل المرتقب
سيعمل فريق تشرين على عدم تكرار سيناريوهات مبارياته السابقة بنزف النقاط التي سيندم عليها عندما يضيع منه لقب البطولة حيث كان النادي الأقرب على نيل صدارة النصف الأول من البطولة ولن يسمح له بتقديم خدمة لفريق الجيش في ظل التطور الملحوظ في أداء الفريق من خلال ترابط خطوطه واستثمار السرعة لدى المهاجمين من أجل مواصلة الضغط على فريق الجيش وانتظار الهدايا من الفرق الأخرى علّ الحظ يبتسم له للاحتفال مرة اخرى باللقب المرتقب .
التعويض ممكن
بعد أن حظي بالاستقرار الإداري وانتظرت جماهيره العاشقة لكرة القدم الاقتراب أكثر من القمة رفض فريق الوحدة هدايا كثيرة قدمت له ورغم القناعة بقدرته على تحقيق البطولة إلا أنه كان ضحية لأسلوب لعبه فقد كانت خطوطه تميل للتقارب في الخطوط الخلفية وتأمين المرمى لازمها بطء شديد في التحول من الدفاع للهجوم ولو كان يملك لاعباً في الارتكاز يستطيع السيطرة على سرعة التحول ومد المهاجمين بكرات سريعة لكان للفريق مركز غير هذا الذي أصبح لا يغني ولا يسمن من جوع فقد تلقى خسارات متتالية أعادته إلى حيث لا يرغب أحد أن يكون وليس له الآن إلا أن يعوض في مباريات أخرى حيث أن لقاءه سيكون مع فريق حطين الذي يرغب هو ايضاً بتحسين صورته والابتعاد ولو قليلاً عن دائرة الخطر و الذي يحتاج لنقاط البقاء في دوري المحترفين ولكن فريق الوحدة لن يفرط أكثر في النقاط وسيسعى لاستعادة الوصافة أو البقاء في مركزه على أقل تقدير وعدم التراجع إلى الوراء فقد فُقِدَ من النقاط الكثير .
تحسين موقعه
مع تميز فريق الجيش بقيادة المدرب ( العقيل ) بالقوة الدفاعية الهائلة فقد استطاع المحافظة على شباكه نظيفة وهو يأمل بمواصلة النجاح عندما يحل ضيفاً عزيزاً على البحارة ( تشرين ) المتحفز للتقدم نحو اللحاق بإمكانية صدارة مرحلة الذهاب على اعتبار أن لديه مباراة مؤجلة أمام جبلة وتبقى له مباراتان وقد يبتسم له الحظ في الصدارة في حال تعثر فريق الوثبة المتصدر في مبارياته المتبقية ليعود إلى عرينه متسلحاً بالفوز الذي قد يوصله إلى المركز الثالث بفعل الهدايا التي كثرت في هذه المرحلة بين الفرق .
ثبات في موقعه
في هذا الاسبوع لن يتزحزح فريق جبلة من مركزه الخامس الذي انتزعه بفعل التوازن والانتماء الذي ظهر عليه بعد البدايات الصعبة التي كادت أن تعصف به ولكنه استطاع أن يعود إلى سكة الانتصارات واللعب الجميل ليجد نفسه قد قام بتأمين المركز الخامس بابتعاده عن ملاحقيه ولو بنقطة واحدة وهو لن يستطيع الوصول إلى المركز الرابع لتأخره عنه بثلاث نقاط وبعد أن بدأ يتعافى ويصحو سيستقبل فريق النواعير على ملعبه وهو يرغب في استمرار الأداء الذي ظهر عليه وخاصة أنه سيلاقي فريقاً يحاول أن يداوي جراحه ويؤمن نفسه للبقاء في دوري الأضواء في العام المقبل .
يلعب للتاريخ
يدخل فريق الكرامة الأسبوع قبل الأخير من الدوري وهو يشعر براحة نفسية افتقدها طويلاً فقد أمّن نفسه في منتصف لائحة الترتيب حيث أعاد مدربه توظيف اللاعبين في الملعب بطريقة حققت ما لم يكن متوقعاً خلال مبارياته الأخيرة رغم الغياب القسري لبعض اللاعبين بفعل البطاقات والإصابات وسيواصل العمل على استثمار هذه الصحوة عندما يستقبل فريق الاتحاد من أجل أن ينفرد بالمركز السادس بعيداً عن الاتحاد والطليعة والحرجلة الذين يتساوى فيما بينهم بالنقاط فيما الاتحاد يريد تأمين نفسه واصطياد المركز السادس للانتصار لتاريخه .
صحوة ولو متأخرة
يعاني فريق الاتحاد من قلة ذات اليد وانخفاض وجبات التدريب لتقليل النفقات ما أدّى إلى هذا التراجع في المراحل السابقة وهو يحتل الآن المركز السابع مع إمكانية التقدم نحو السادس أو التراجع لأسباب يتجاهلها الكثيرون وسيخوض هذه المباراة وهو مرتاح نفسياً وسيلعب لتسجيل حضوره في التأثير على مسار القمة وتأمين مركز متقدم وقد يعاني من غياب القائد داخل الملعب الذي كان القاعدة التي يتحول منها الفريق من الدفاع للهجوم بالسرعة التي تخلخل دفاعات المنافسين.
النقاط المضاعفة
موسم للنسيان شعار مرفوع في أروقة مركز نادي الطليعة بعد أن خاضه دون مهاجم صريح فانعكس ذلك على نتائجه فهو يسيطر في المناطق الخلفية ولكن دون فعالية هجومية ويدخل مباراته أمام الشرطة الجريح ويريد التعويض أمامه بالفوز عليه من أجل تأمين نقاط الثبات دون النظر إلى ما سيحدث في المباريات المتبقية فالنقاط التي جمعها لا تزال غير كافية للاطمئنان وهو سيسعى إلى التقدم ومبادلة مكانه فالفوز في هذه المباراة يضرب عصفورين بحجر واحد حيث يمكنه من تأمين نفسه وفي الوقت نفسه التقدم إلى المركز السادس الذي قد يكون أقرب لمنطق التاريخ رغم أن كرة القدم لا تعترف به وإنما تعطي من يعطيها أولاً بأول وفي الوقت الذي يسعى فيه الفريق للتأمين في الدوري.
مفتاح الأمان … ولا مجال للتهاون
في المركز التاسع وعلى حافة الخطر يبعد نادي حرجلة أربع نقاط عن المركز الأخير يسعى لتأكيد أحقيته بين الكبار فلا للتهاون من أجل الاحتفاظ بالفريق في دوري الأضواء للعام القادم فالهدف الآن هو الكفاح من أجل البقاء وتحسين موقعه على اللائحة بالاعتماد على النتائج الماضية قد يشكل المفاجأة فلا مستحيل في عالم المستديرة .
مستمرون في صناعة المفاجآت
عندما يتجه لاعبو الفتوة إلى ملاقاة فريق الحرجلة عليهم أن يتناسوا نتائج المباريات السابقة التي فرضتها عليهم العديد من الأندية في الأسابيع المنتهية وعليهم كذلك الأمر أن يتذكروا نتائجهم في ملعبهم التي شكلت الرافعة للفريق من المركز الأخير إلى العاشر لذا عليه أن يقدم مباراة العمر أمام فريق الحرجلة الذي سيخوض المباراة بأعصاب باردة فقد أمّن نفسه في مراكز الاطمئنان نوعاً ما وعليه أن يلعب للسجل التاريخي فقط ومع اقتراب الدوري من خط النهاية فستكون نتيجة هذا الأسبوع حاسمة للجميع حيث سيعود إلى مدينة سكنه محملاً بنقاط المباراة التي ستقربه من البقاء عاماً آخر في دوري المحترفين فهو على بعد كم قليل من النقاط من المركز الأخير
ونقطة وحيدة من المركز الحادي عشر ولن يشفع له تساوي النقاط مع الحرجلة والطليعة بفعل فارق الأهداف التي تصب لمصلحة الفرق الأخرى فغير الفوز لن يبقيه ضمن المحترفين .
لن يشفع اللعب الجميل
الحوت الحطيني الذي للأمانة بإمكانه أن يخرج من المركز الحادي عشر لو حالفه الحظ في الأسابيع الماضية وتمكن من كسب ثلاث نقاط بدلاً من نقطة واحدة ولكن ما قد حصل فقد حصل والعبرة بالمستقبل المنتظر فهو سيقابل فريق الوحدة الساعي لمواصلة تقدمه على لائحة الترتيب باتجاه المركز الثالث او ربما يفكر بالوصافة ومع هذا سيخوض المباراة للعودة بنقطة وحيدة على الأقل قد تكون القشة التي سيرتفع بها إلى مركز الأمان فيما لو خسر الحوت الحطيني مباراته بفعل التساوي بالنقاط ففارق الأهداف يصب في مصلحة الشرطة الذي يلاحقه ويضغط عليه وسيعمد اللاعبون إلى محاولة استعادة لحظات الفرح وتكرارها مع الفتوة مع العلم أن فرح الفوز في هذا الوقت سيكون مضاعفاً لما سيشكله من نقلة كبيرة باتجاه الاحتفاظ بالفريق في دوري الأضواء .
قد يكون البقاء ممكناً
شعار يدور في عقول وقلوب أهالي مدينة حماة عندما يذهبون ضيوفاً أعزاء في جبلة فما زال الفريق يصارع من أجل البقاء وكان لنتائجه السابقة دور في أن يبقى على تماس مع الفرق المهددة فهو يبحث عن تعويض خسارته لمبارياته السابقة لنقاط متتالية في الأسبوعين الأخيرين ويريد أن يثبت أن الكبوة التي مني بها زالت تحضيراً للتعويض في المباريات المتبقية فهل سيستطيع فريق النواعير الخروج من عنق الزجاجة ويفاجئ جبلة ويخرج على حسابه من ظلمة القاع.