الاحتراف.. علم مبني على أسس ومبادئ وقوانين علمية مدروسة هل الواقع الرياضي جاهز للانطلاق بعملية الاحتراف بكرة اليد ولو جزئياً؟

مالك صقر:خلافاً لما كان متوقعاً حول واقع كرة اليد وأزمتها الإدارية الحالية أتحفتنا جلسة المجلس المركزي للقيادة الرياضية قبل أيام بالموافقة على الاحتراف الجزئي لكرة اليد بدلاً من ملامسة ومناقشة واقع اللعبة المتردي.‏


‏‏‏‏‏


الموافقة على الاحتراف الجزئي لم تمر كخبر عادي بل استوقفت المهتمين باللعبة والإعلام عنصر أساسي في تسليط الضوء على واقع اللعبة وعلى جدوى هكذا موافقة وهنا نسأل‏‏


هل طبقنا الاحتراف بكرة القدم والسلة حتى ننطلق ببقية الألعاب؟‏‏


جميعنا متفق على أن الرياضة أصبحت مهنة والجميع يسعى لتحقيق أهدافه من خلالها‏‏


ولكن هل لدينا البنية التنظيمية والمادية أصلاً لفكرة الاحتراف وهل لدينا النادي واللاعب والإداري والحكم وأعضاء مجالس الإدارات والمنشآت التي تستطيع مواكبة تطبيق الاحتراف بل على العكس تماماً نفتقد مقوماتها تماماً والأجدى أن نمتلك إدارات محترفة تستطيع التخطيط والتنظيم لتقود الرياضة بالمسار الصحيح.‏‏


«الموقف الرياضي» سارعت لاستطلاع آراء خبرات اللعبة والمدربين والحكام على مساحة القطر وخارجه حول فكرة الاحتراف بكرة اليد ضمن هذا الواقع والظروف فماذا قالوا :‏‏


المدرب الوطني عصام دهمش قال:‏‏


الاحتراف له أسس وضوابط بمعنى اتحاد محترف متفرغ ضمن ميزانية مالية تتناسب وكل طواقمه في النادي ويلزمنا لذلك دعم مالي للأندية لمدة 4 سنوات تتبناها المنظمة وتنطلق معها عجلة الاستثمارات بوجود شركات رعاية داعمة.‏‏


وأضاف دهمش: أما أن نُقر الاحتراف ولا نملك شيئاً فهذا كلام سهل وعلى أرض الواقع صعب ونحتاج نظاماً مالياً أولاً لضمان حقوق الكادر واللاعبين.‏‏


والسؤال كيف نعطي المدرب الأجنبي 4 آلاف دولار ومدربنا 50 ألف ليرة..؟‏‏


أين العدالة في أن نعطي لاعباً أجنبياً بالدولار مبلغاً ما ولاعبنا لا يتعدى عشرة بالمئة من الأجنبي.‏‏


وتابع دهمش: نحن مع الاحتراف ولكن يجب أن يكون برعاية ودعم من المنظمة التي تخصص لكل نادي ضمن أسس مبلغاً مالياً أقله سنوياً 25 مليوناً لكرة اليد ولا يحق لإدارة النادي التصرف بها إلا لكرة اليد والشيء المهم تجهيز الصالات الرياضية ومن المهم إقامة هنكار صالة تدريبية مساعدة بكل محافظة وبناء فندق رياضي تستثمره المنظمة وتخدم بها فرق الدوري بأمور رمزية مالية ضمن مواصفات صحية جيدة وإدارة خبيرة تتفهم خصوصية الرياضة والرياضيين .‏‏


الحكم والخبرة الآسيوية زهير سمحة :‏‏


الاحتراف يحتاج إلى نظم وقوانين والتزامات تجاه اللاعب والمدرب والإدارات والجهاز الفني والإداري والاتحاد الرياضي العام بالتنسيق مع جهات معنية كوزارة المالية وحتى وزارة الإعلام وهذا لم ولن يتم بين ليلة وضحاها وهنا نسأل من هي الأندية القادرة على تطبيقه ومن النادي القادر على جلب لاعب محترف؟؟‏‏


وأضاف: معظم أندية كرة اليد عاجزة عن تأمين أجور التحكيم لدينا فقط ثلاثة أندية ممكن أن تكون قادرة على تطبيقه هي الجيش والنواعير والطليعة وممكن نادي الاتحاد خلال الفترة المقبلة وبكل صراحة لولا وجود ناديي النواعير والطليعة لكنا «قرأنا الفاتحة على اللعبة» من قاموس الأندية التي تشكو من قلة السيولة والمال واللاعبين لم يأخذوا حقوقهم ولولا الغيرة الرياضية الموجودة بين ناديي الطليعة والنواعير لم يكن لدينا كرة يد.‏‏


وتابع: الموضوع يحتاج إلى دراسة عميقة لا نستطيع الآن تطبيق الاحتراف بحذافيره ولكن على مراحل والأفضل من كل ذلك ترتيب البيت الداخلي للعبة.‏‏


الخبرة الأستاذ أسعد العظم قال :‏‏


قانون الاحتراف إذا طبق وفق الأنظمة والقوانين فهو قانون جيد والأولوية تطبيقه من الناحية المالية على أساس المكتب التنفيذي يتكفل بالأمور المالية لأن الاحتراف يحتاج إلى المال أول بند وأهم بند غير موجود كل الأندية الممارسة بكرة اليد فقيرة مؤكداً أن كرة اليد أصبحت الحلقة الأضعف بل تراجعت أكتر وخاصة معظم الأندية تعنى فقط بلعبتي كرتي السلة والقدم.‏‏


المدرب والخبرة هشام منصور قال:‏‏


الاحتراف مسؤولية المكتب التنفيذي وكرة اليد ليس لها جمهور وإذا طبقنا الاحتراف بالأندية فإنها ستتعمد إلغاء اللعبة لأن الأندية عاجزة عن تأمين السيولة المادية فهي لاتستطيع تأمين نفقات القدم والسلة فمن أين لها احتراف جديد….؟!‏‏


وتابع: المكتب التنفيذي معني بزيادة ريوع الاستثمارات لأنها بوضعها الحالي غير كافية والوضع يتجه للأسوأ وعلى المعنيين تخصيص دعم مالي مضبوط قانونياً للأندية .‏‏


المدرب سامر أبو عبيد قال :‏‏


الاحتراف أصبح ضرورة ضمن أي واقع حتى لمصلحة إدارات الأندية أصلاً بعض الإدارات لا تهتم بحجة عدم الاحتراف.. نعم لدينا أندية تستطيع أن تطبقه وهناك أندية تطبق الاحتراف من تحت الطاولة .‏‏


وتابع: الاحتراف ضرورة ولكن نحتاج إلى إدارات محترفة لديها القدرة على العمل الإداري الصحيح لذالك تقسم ميزانية النادي على هذه الألعاب ضمن احتياجات كل لعبة كذالك العمل على البناء من الأسفل وهنا أقصد الصغار تأمين المدربين لهم وبالتالي سوف تمتلك قاعدة مؤهلة للمستقبل من اللاعبين القادرين على فهم الاحتراف بشكله الصحيح كذالك تحتاج إلى منظومة متكاملة محترفة وهنا أقصد اتحاد مستقل ولجان عليا‏‏


محترفة وأقصد الحكام والمدربين والمسابقات وميزانية خاصة للاتحاد لذا أنا مع الاحتراف لأنه أصبح ضرورة وخصوصاً في هذا الوقت.‏‏


المدرب والخبرة حيدر الخطاب قال:‏‏


الاحتراف ضروري لكرة اليد لإجبار الأندية على المحافظة على هذه اللعبة وحماية اللاعبين من الهروب إلى الألعاب الأخرى ولكن منظومة العمل الرياضي في البلد تحتاج لتطوير وتعديل.‏‏


واشار إلى حالة الانقسام الكبير في جسد كرة اليد والخلافات التي تعصف باللعبة وفي حال بقاء الأمور على حالها لن تتقدم كرة اليد لا بالاحتراف ولا من دونه.‏‏


المدرب ورئيس اللجنة الفنية صلاح أسود قال:‏‏


فكرة الاحتراف وطرحها بهذا الوقت غير منطقة لأن الأندية التي تمارس كرة اليد غير قادرة على الاحتراف حتى الاحتراف الجزئي ومن المحتمل أن تنحصر بناديين وباقي الأندية سيكون حالها كارثياً.‏‏


وقال: موضوع الاحتراف بالنسبة للاعبين قد يفوق 200 مليون ونحن على مستوى دوري أشبال غير قادرين على دفع 3 ملايين حتى الأندية العريقة باللعبة تعاني ضغط نفقات إقامة وتجهيزات وسفر وغيرها وبرأيي موضوع الاحتراف مؤجل والأفضل تتنظم عقود تحت أي مسمى ضمن النادي مصدقة من اتحاد كرة اليد والمكتب التنفيذي بحيث تضمن حق اللاعب ضمن النادي وذلك أجدى من احتراف شكلي لن يفي بالغرض.‏‏


الخبرة والمدرب محمد يونس قال :‏‏


الاحتراف بحاجة إلى أسس ونظام مالي ودعم من المكتب التنفيذي واتحاد كرة اليد أولاً يجب أن يكون هناك تصنيف للاعبين والمدربين فليس كل من استلم منتخباً أو تمت دعوته إلى المنتخب يظن نفسه أصبح مدرباً وطنياً ولاعباً لمنتخب سورية..‏‏


كذلك لابد من الاستعانة بالداعمين لأنه توجد أندية لديها داعمين وتوجد أندية ليس لديها داعمين و يجب أن تشكل لجنة خاصة لدراسة واقع الأندية لان أندية الكرة لدينا فقيرة ولايوجد مورد مالي لها.‏‏


وتالع يونس: ليس لدينا أدنى مقومات الاحتراف فالمرحلة الحالية والظروف وأوضاع الأندية والبلد عموماً لا تسمح صراحة بإمكانية تطوير اللعبة أو تطبيق الاحتراف وسيكون حبراً على ورق .‏‏


المدرب والخبرة كرم خليل قال :‏‏


الاحتراف الجزئي خطوة جيدة ولكن ليس بوقتها فاللعبة منهارة ومن الأجدى ان نبدأ من الصفر بل وصلنا لحافة الهاوية فكوادر كرة اليد أصبحت شتاتاً ويجب لم الشتات أولاً وبعدها نفكر بخطوات قادمة وللأسف القيادة الرياضية متمسكة بأشخاص ساهموا بهذا الواقع.‏‏


رئيس لجنة الحكام سابقاً أسعد أمين قال :‏‏


قبل العمل بقانون الاحتراف لابد من تنظيم البيت الداخلي للاتحاد وخاصة بعد الشرخ الكبير الحاصل وإبعاد الخبرات والكوادر غير الفاعلة والمؤثرة سلباً باللعبة بسبب تعنت رئيس اللجنة وهذا يدلل على ضعف شخصية الاتحاد.‏‏


وأضاف: بالنسبة للاحتراف يحتاج لدراسة من جميع الخبرات باللعبة واستطلاع آرائهم ومقتراحاتهم ودراستها جيداً لكون اغلب الأندية تعتمد على دعم أشخاص ومحبين وهذا لا يكفي حالياً إلا إذا وجدت شركات راعية للعبة على مدار فترة زمنية محددة تصل لعشر سنوات تعنى بقواعد اللعبة ودعم المدربين المحليين.‏‏


المدرب منير عابدي قال:‏‏


لا نملك أدنى مقومات الاحتراف وبهذه الظروف وبأوضاع الأندية والبلد عمومآ من الصعب تطبيقه في كرة اليد كل ما قيل بهذا الشأن سوف يبقى حبراً على ورق نتيجة المشاكل والواقع الصعب لكرة اليد لابد من إعادة نظام وأسس اللعبة من جديد.‏‏


المدرب هاني سليمان قال:‏‏


الاحتراف ضرورة حتمية ولا يمكن التفكير بتطوير كرة اليد دون الاحتراف وهذا برأيي حقيقة لايجب تجاهلها فوجود الاحتراف يعني المال أولاً بعد ذلك تأتي بقية الاجتهادات والحلول الثانية لتطوير اللعبة .‏‏


وأضاف: كرة اليد في أنديتها تعامل معاملة الضيف الثقيل ولا يصرف عليها إلا بعد معاناة ومبالغ أشبه بالفتات وتحاسب على النتائج وتكلفة إحراز بطولة دوري رجال بكرة اليد لا تتعدى نصف عقد لاعب قدم أو سلة أما بكرة القدم والسلة للمحترفتين تصرف مليارات على عقود اللاعبين أساسيين وبدلاء دون أن يطالب النادي بالبطولة .‏‏


وأشار إلى حجم الخلافات بين كوادر اللعبة التي جعلت القائمين على اللعبة غافلين عن مسألة مهمة وخطيرة وهي سحب الصالات وتخصيصها للسلة في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس فعلى أي أساس سوف يطبق الاحتراف؟‏‏


المدرب الوطني أيمن السفان قال :‏‏


الحل الأمثل والسليم هو تطبيق الاحتراف لأن كرة اليد لن تتطور إلا إذا احترفت ويمكن من خلال الاحتراف تغيير خارطة الأندية الممارسة للعبة ودخول أندية جديدة ولكن يجب أن يطبق الاحتراف على كل مفاصل اللعبة ويجب توفير الدعم اللازم من خلال المكتب التنفيذي للأندية العريقة باللعبة والتي ليس لديها قدرة مالية حتى يتحقق التوازن وتبقى هذه الأندية تهتم باللعبة ويطبق الاحتراف بشكل تدريجي مع الاستفادة من تجارب اتحادات أخرى في هذا المجال.‏‏


وأضاف الاحتراف خطوة رائعة و أساسية لعودة كرة اليد إلى سابق عهدها لكونه يشمل كل مفاصل اللعبة من لاعبين ومدربين وادارات أندية ولجان واتحاد لعبة.‏‏


المدرب محمود صاصيلا قال:‏‏


الاحتراف جيد ولكنه بحاجة إلى التريث في تطبيقه حتى تصبح البنية التحتية للعبة جاهزة.‏‏


إن الأندية والتي هي معاقل كرة اليد لا توجد لديها القدرة المالية لكي تتحمل مصاريف الاحتراف متل الشعلة واليقظة والشباب هذا على مستوى الذكور أما فرق الإناث جميعنا يعلم حالها مثال بسيط اذهب إلى نادي دريكيش أو محردة.‏‏


وتابع : يتحدثون عن احتراف فهذه الأندية ليست لديها القدرة المالية لدفع أجور التحكيم وحتى أجور نقل اللاعبات من محافظة إلى أخرى لإقامة المباريات فكيف يطالبون بالاحتراف ..؟!‏‏


وختم هذا الموضوع فيه جعجعة أكثر من الأفعال ومجرد طرحه ضمن هذا الواقع من أجل التأثير على الرأي العام وتسجيل موقف لكون الانتخابات قادمة ليتم صرفه في الصندوق الانتخابي لا أكثر ؟‏‏


المــال عصــب الرياضـــة و أنديتنـــا فقيـــرة فــأي احتــراف ننشـــد؟‏‏


‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏

المزيد..