دمشق- مالك صقر:أغلب إدارات الأندية الرياضية ولجانها أنهت مؤتمراتها بالتصفيق والترحيب كالعادة دون الغوص في لب المشكلة الحقيقية لمعاناة الواقع الرياضي، وإيجاد الحلول المناسبة منذ عشرات السنين، وخاصة ان الجميع يعلم الهدف والغاية من هذه المؤتمرات وهو الخروج بقرارات ومقترحات تغير خريطة عملها الرياضي مالياً وإدارياً وفنياً وفق أسس واستراتجيات بعيدة المدى، تستطيع من خلالها الاهتمام بقواعد ألعابها التي هي بداية الانطلاق لرفد المنتخبات الوطنية، ولكن للأسف هذا لم يحصل ولن يحصل! مادمنا بعيدين كل البعد عن التخطيط الاستراتيجي للواقع الرياضي الذي يعتمد على التخطيط العلمي المدروس.
جميعنا متفق على أن الأندية هي المنهج والمنبع الحقيقي لبناء الرياضة وكلما كان النادي يعمل على مبدأ التخطيط الاستراتيجي والتنظيم العلمي المدروس بكل أشكاله من استثمارات وإيجاد شركات راعية، وإقامة البنى التحتية من فنادق وصالات وملاعب فمن المؤكد بان النتائج ستكون ايجابية ومثمرة لجميع ألعابه وهذا سينعكس على تطوير منتخباتنا الوطنية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كثيرا كم ناد يوجد في وطننا الحبيب يعمل ويسير بهذا النهج العلمي؟ الجواب طبعا لا يوجد اي ناد وهذا ما يفسر واقعنا الرياضي في جميع ألعابنا.
والسؤال الثاني المطروح ما هي الغاية والهدف من عقد هذه المؤتمرات لهذه الأندية التي تجري بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب منذ فترة طويلة ولا جديد في الطروحات والمشاكل هي ذاتها!
والسؤال الأخير هل وصل أصحاب الشأن إلى مفهوم الخطة الإستراتيجية في عملهم؟ وهل انفصلوا عن واقعهم الذي يعيشونه؟ فإذا كان الموضوع وضع الخطط والاستراتيجيات للتطوير الرياضي، فكثيرا ما نشاهد أن هذه الخطط معلقة على الجداران ثابتة وصامتة دون أن يطبق منها إلا القليل اليسير والنتائج هي اكبر دليل على عدم السير بهذه الخطط!
… نصل لنهاية كلامنا لنلخص معنى مفهوم التخطيط الاستراتيجي الرياضي الذي هو باختصار نشاط قائم على تحليل بيانات الماضي واتخاذ قرارات في الحاضر ولبناء شيء في المستقبل، وهو أيضا اختيار بين سياسات وخطط وبرامج لتحقيق هذه الأهداف بمعنى أنه ينطوي على صنع قرار مرتبط بشي محدد المعالم، مع التأكيد على أن الخطة الإستراتيجية لتطوير الرياضة على وضع رؤية وأوراق عمل وتخصيص الموارد لتحقيق الاهداف للوصول إلى أعلى مستوى من الإنجاز في حدود ما تؤهلنا إليه إمكانياتنا الحالية، والارتقاء بالأداء الرياضي في المنافسات المحلية والعربية وحتى العالمية.