غريب ما يحدث لمنتخب إسكتلندا عندما يشارك في البطولات الكبرى إذ يخرج من دور المجموعات باستمرار وكأن ذلك عادة متوارثة.
والغريب أن إسكتلندا طرف في أول مباراة دولية بتاريخ كرة القدم قبل مئة وتسعة وثلاثين عاماً، والأغرب أنها أفرزت العديد من العمالقة الذين حضروا في عديد المشاركات التي تسمى بالانتكاسات، وذات مرة ضم منتخبها كيني دالغليش وغراهام سونيس وألن هانسين ثلاثي ليفربول المسيطر على القارة إضافة لجوردان وستراخان ومع ذلك كُتبت نهاية المشاركة في المونديال الإسباني على يد السوفييت من دور المجموعات.
لو كان الأمر يتعلق بمشاركة عابرة لكان الأمر عادياً ولكن المشكلة أزلية مع مشاركات كبيرة فبات الرقم القياسي السلبي ملتصقاً به سواء في كأس العالم أم اليورو.
لا يوجد منتخب شارك في كأس العالم ثماني مرات دون عبور دور المجموعات ولو مرة واحدة..
والرقم القياسي السلبي لأثقل هزيمة يتلقاها منتخب بريطاني ملتصقة بإسكتلندا عندما انهزمت صفر/7 أمام الأورغواي في مونديال 1954، والفوز العربي الأعلى في المونديال تحقق على حساب اسكتلندا، وهي ما زالت بعيدة عن الحضور المونديالي منذ الخسارة المذكورة أمام المغرب بثلاثية نظيفة في مونديال فرنسا 1998.
وفي النهائيات الأوروبية اعتادت تسجيل الفوز في أول مشاركتين، ففي نسخة 1992 غلبت الدول المستقلة 3/صفر.
وفي يورو 1996 غلبت سويسرا 1/صفر.
وفي هذه النسخة اكتفت بتعادل سلبي أمام خصمهم اللدود إنكلترا، وكأن مواجهة منتخب إنكلترا في كفة ومواجهات منتخبات الكون في كفة أخرى.
القاسم المشترك في المشاركتين الأخيرتين أنها امتلكت أمل العبور حتى المباراة الأخيرة ولكنها سقطت بقسوة أمام كرواتيا، والمفاجئ هذه المرة أن المباريات الثلاث التي خاضتها كانت على أرضية ملعبها التاريخي هامبدن بارك الذي لم يأت بالخبر السار في حضورها الأول بين الكبار خلال الألفية الثالثة لتكون المنتخب الوحيد الذي شارك ثلاث مرات ولم يتأهل.
محمود قرقورا