بدأت أنديتنا التي اعتمدت كرة القدم في ألعابها وخاصة أندية الدوري الممتاز بدرجة كبيرة وأندية الدرجة الأولى بحماس أقل حتى الآن
باستقطاب اللاعبين لتشكيل فرق للموسم القادم وشرعت أندية آخرى بالتعاقد مع مدربين وبالتالي لاحظنا حتى الآن انتقال مدربي الأندية إلى أندية أخرى كما هي العادة كل عام وبالتالي رأينا تشرين قد انتقل مدربه ماهر البحري إلى الوحدة ورأينا مدرب الوحدة أيمن الحكيم قد ترك الفريق، ورأينا تشرين تعاقد مع المدرب طارق الجبان القادم من الطليعة والطليعة يبحث عن مدرب وشاهدنا أحمد عزام يتوجه لنادي الجيش تاركا الكرامة ولاحظنا الكرامة استعان بلاعبه القديم النجم فراس الخطيب لقيادة الفريق وفي جبلة ترك عمار الشمالي فريقه وانتقل إلى الوثبة هذه بعض التنقلات والحبل على الجرار والقضية مستمرة والعقود لا تنتهي خاصة إذا أضفنا إليها ان حطين استغنى عن ضرار رداوي وحلت إدارته ويبحث الآن عن مدرب ويقال إن عبد القادر مكيس قد يتولى المسؤولية وعفرين الصاعد إلى الممتاز حديثا كلف المدرب أحمد هواش بمهمة قيادة الفريق.
السؤال الآن ترى هل هذه التنقلات حالة صحية ثم هل من الممكن أن ينجح مدرب في نادي ويفشل في نادي آخر إذا كان هذا صحيح فالقضية ليست مقصورة على الامكانات الفنية للمدرب وإنما هناك عوامل أخرى تساعده وتكفل له النجاح بدءاً من نوعية اللاعبين وانتهاء بالامكانيات المالية، إضافة إلى وقوف الإدارة معه وكذلك الجمهور وعلى هذا الأساس يمكننا أن نعمم أن كل مدربينا على سوية فنية واحدة وخاصة أن جميعهم اتبعوا الدورات الآسيوية المعتمدة وكلهم نهلوا من منبع واحد والفوارق بسيطة وتكمن بأن هناك مدرب يطور نفسه ومدرب غير آبه بذلك والآن ونحن في عصر الفضائيات والنقل التلفزيوني للأحداث الرياضية لكرة القدم يتم من كل بقاع الأرض والدوريات الأوربية تملأ الشاشات والبطولات العالمية مستمرة دون انقطاع، ومدربونا كبقية عشاق كرة القدم يتابعون هذه النشاطات لكن هناك فرق بين أن تتابع للتعلم وأن تتابع كي تتسلى وتشجع الفريق الذي تحبه، الغالبية من مدربي كرتنا يتفرجون في الأندية أوفي المقاهي يحتسون الشاي ويتناولون النرجيلة (الاراكيل) ويتناقشون مع الجالسين بين مؤيدين لهذا الفريق العالمي أو لمنافسيه ولم يخطر على بال الكثير منهم أن هذه البطولات والدوريات إنما هي دورات مجانية حيث نرى في الفرق المتبارية أفكار أعظم مدربي العالم يطبقها اللاعبون في الميدان ولم يخطر على بال أحد أن يضع أمامه ورقة وقلم ويسجل ملاحظات كيف بدأ الفريق وماهي طريقة اللعب كيف كان مع منافسه في حال التعادل، كيف تصرف المدرب كي يفوز وكيف حافظ على الفوز، كيف وكيف وكيف بما يخص الزوايا التدريبية في كل مباراة ونحن أمام مدربين عالمين كزيدان ومورينيو وغيرهم إذا نحن لا نحب التعلم ونكتفي بما قدر لنا أن نتعلمه فقط علما أن الفضاء يعلم كل شيء الآن بما فيها تدريبات كرة القدم من أجل ذلك يبقى العديد من مدربينا محدودي التعلم والمعرفة وتنقصهم الحيلة والوسيلة حين يقودون أندية في دورينا أو منتخباتنا فهل نتعلم من هذه المدارس والدورات المجانية؟!.
عبيــر يوسف علي a.bir alee @gmail.com