الاعتداء على حكام الكرة ظاهرة عادت بثوب جديد

متابعة – أنور الجرادات: شعرنا بالفخر والاعتزاز ونحن نتابع مباريات نظيفة في الدوري الممتاز الذي اصطلح على تسميته بـ ( دوري الكبار ) ولعلنا لم نجانب الصواب في إطلاق هذا الوصف على الدوري الذي يعتبر واجهة بطولات كرتنا المحلية ومصدر اعتزازها، فحالات الشغب وصلت إلى درجة من الندرة، مع ارتفاع درجة المسؤولية لدى كافة أطراف اللعبة من لاعبين وإداريين ومدربين، وتلك الطريقة الحضارية الرائعة في التعامل مع الحكام، واتباع الطرق القانونية في تسجيل حالات الاعتراض بدلاً من استخدام لغة الأيدي التي غابت عن ساحة الكبار الناصعة مع اقتراب عمر الدوري الممتاز من نصفه.


‏‏


لقد سادت حالة الحوار الإيجابي في دوري الكبار بين اللاعبين والإداريين من جهة، والحكام من جهة أخرى، وانتهت حالات الاعتراض في أرض الملعب ولم تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، في الوقت الذي ارتفعت فيه حرارة المنافسة سواء على القمة أم في منطقة القاع، ولم نشهد أي حالة اعتداء على التحكيم أو الشتم أو ما إلى ذلك، ومع وصول الدوري إلى نصفه الثاني و لم يتعرض أي لاعب في الدوري الممتاز إلى عقوبة الشطب أو الايقاف أكثر من أربع مباريات، وحتى الحالات التي حصل فيها القليل من اللاعبين على عقوبات مشددة قبل العفو، لم يصل فيها الأمر إلى الاعتداء على التحكيم.‏


ضحاياها الحكام‏


قد نكون حسدنا أنفسنا ونحن على خطوات قليلة من بداية النصف الثاني من دوري المحترفين ويعتبر شبه نظيف، فبعد مجموعة من الخروقات لبعض المباريات كانت معركة اللاعبين مع الحكام تدور رحاها في دوري أندية الدرجة الأولى، على الرغم من غياب المنطق في هذه الحالات، وخلال أسبوع واحد فقط كان هناك أكثر من حكم يتعرّض لضرب مبرح وكأنهم قادمون من كوكب آخر من عدد من اللاعبين والإداريين الذين غابت ضمائرهم، وأخفوا وحشيتهم باللباس الرياضي الذي ينبغي أن يكون شريفاً وواقياً لكل سلوك خارج عن الأخلاق.‏


أعذار واهية‏


نظريات العنف والعدوان في علم النفس تؤكد أن الضعيف يستنجد دوماً بمخالفة القانون في محاولته للتغلب على القوي الذي يفوق بفنيات اللعبة ومخزون اللياقة البدنية والأخلاق العالية، كما أن المهزوم دوماً هو المبادر لعملية الاعتداء كونه يبحث عن عذر ينفس فيه مشاعره الانهزامية، فيتهم الحكم بالتحيز أو اتخاذ قرار خاطئ او استفزاز اللاعبين التي لها طرق حضارية أكثر ملاءمة في التعبير عنها بعيداً عن حالات الاعتداء والضرب.‏


تحرك صارم لاتحاد الكرة‏


خلال جلسات اتحاد الكرة ولجنة النظام والسلوك ( لجنة الانضباط ) الكفيلة بتطبيق التعليمات، كانت قرارات الشطب تتخذ بعدد من اللاعبين والإداريين دفعة واحدة بعد اعتدائهم الوحشي على الحكام في بعض المباريات ولم تتوقف العقوبة عند هذا الحد، بل وفرضت غرامات مالية كبيرة على الأندية التي يتبع لها اللاعبون مع تأكيدات من نائب رئيس اتحاد الكرة العقيد زكريا قناة وهو أيضاً رئيس لجنة الحكام الرئيسية أن الاتحاد سيتابع قضايا الحكام الذين تم الاعتداء عليهم من خلال القضاء، كون القانون يكفل للحكم العيش بعزة وكرامة ولن يخرج الاتحاد عن هذه القاعدة، ولن يسمح بتكرار مشاهد الاعتداء على حكامه مهما كان السبب والذريعة، فالأصل أن يتم أخذ الحقوق بالحجة والمنطق بدلاً من أخذ الحق باليد وهو ما لا يجيزه القانون.‏


ووضع اتحاد الكرة مجموعة مقترحات تشدد العقوبة على اللاعبين الذين يعتدون على الحكام ويشرك الأندية في تحمل مسؤولية هذه التصرفات من خلال رفع الغرامات المالية المترتبة عليها جراء مثل هذه الحالات، مع إلزام الأندية دفع هذه المبالغ قبل خوض المباراة التي تلي حادثة الاعتداء وإلا تعرضت للشطب من سجلات الاتحاد وتحرير كافة لاعبيها، كما يستثني اتحاد الكرة باستمرار كل لاعب ثبت أنه اعتدى بالضرب البدني على الحكام من قرارات الإعفاء الاستثنائي التي يقررها بين فترة وأخرى مؤكداً وقوفه بصلابة أمام هذه الظاهرة.‏

المزيد..