دوري الفئات العمرية.. غياب منافساته أفقد دورينا نكهته؟!

متابعة- أنور الجرادات:غابت بطولات الفئات العمرية عن أجندة اتحاد الكرة منذ مواسم عدة وافلت شمس المواهب الكروية عن منافسات الدوري الممتاز وأجبرت المدربين على الاستعانة بلاعبين تنقصهم الكثير من المهارات الأساسية لأنهم لم يتدرجوا بشكل صحيح في فرق الفئات العمرية ولم يجتازوا الاختبارات العلمية لتطوير قدراتهم الفنية..


‏‏


حرق المراحل‏


والاتجاه الى عملية حرق المراحل بترحيل اللاعبين من فئة الناشئين الى دوري الكبار، في خطوة كانت لها عواقب وخيمة على الاداء الفني لفرق الدوري الممتاز وأدت الى انخفاض كبير في تطبيق الجمل التكتيكية وتقديم اللمحات الكروية الجميلة اثناء المباريات.‏


خسارة كبيرة‏


ولعب غياب دوري الفئات العمرية دورا في خسارة العديد من المواهب الكروية التي لم تجد المتنفس الحقيقي للتعبير عن امكاناتها المهارية، وإن اتحاد الكرة لم يستجب الى المطالب المستمرة التي أطلقها ممثلو الأندية ومدربو الفئات العمرية والاكاديمون بضرورة عودة دوري الفئات العمرية الى اجندة الاتحاد لان الاستمرار بذات النهج سيؤدي الى تدهور خطير في مستقبل اللعبة وله انعكاسات سلبية على انحسار المواهب وابتعادها عن الميدان الكروي…‏


آثار سلبية‏


ان اتحاد الكرة يدرك جيدا الآثار السلبية لغياب دوري الفئات العمرية على عملية تطور اللاعب الناشئ من النواحي الفنية والبدنية والذهنية، فقد سعى الاتحاد في الموسمين الماضيين الى إقامة دوري الشباب لتوسيع القاعدة الكروية واكتشاف المواهب الشابة المؤهلة فنيا وبدنيا التي باستطاعتها الوصول الى تمثيل الفريق الأول وان نية الاتحاد السعي الجاد لإقامة العديد من البطولات لفرق الأشبال والناشئين لكن الظروف الصعبة أدت الى الاختصار على بطولات الشباب، لكن ذلك لا يمنع من المشاركة في اغلب البطولات القارية والعربية المخصصة للفئات العمرية لأجل اكتسابهم الخبرة المطلوبة في مواجهة مختلف المواقف في المباريات.‏


غلطة متكررة‏


ان اللاعب الناشئ يمر بمراحل مختلفة تصقل مواهبه وتزيد من خبراته الكروية وتشذب مهاراته من خلال المواظبة على التدريبات اليومية والاستماع الى نصائح المدربين والمشاركة في المباريات الودية والرسمية فضلا عن النظام الغذائي المتكامل والاعداد البدني الصحيح، وهذه حلقات متكاملة للوصول باللاعب الى مرحلة النضج الفني والبدني..‏


وان عدم وجود دوري للفئات العمرية يؤثر سلبا على اعداد اللاعبين ويجعلهم يفتقرون الى المهارات الاساسية وعدم تطبيق توجيهات المدربين بصورة صحيحة، فضلا عن عدم قدرتهم على اداء الواجبات التكتيكية اثناء المباريات من خلال اشتراك اللاعب في المباريات الرسمية.‏


تحديات‏


غياب دوري الفئات العمرية يعد غلطة كبيرة بحق كرتنا ومستقبلها، حيث لا يمكن ان يتطور اللاعب من دون الدخول في المنافسات الرسمية واننا امام تحديات خطيرة اكبر ما يتصورها البعض، لان عدم إخضاع اللاعب الى برنامج تدريبي متكامل سيؤدي لوصوله الى الفريق الاول وهو غير مكتمل من الناحيتين المهارية والبدنية، وذلك انعكس على المستوى الفني العام لمباريات الدوري الممتاز حيث شخصنا ان عدداً كبيراً منها تفتقر الى الجمل التكتيكية واللمحات الكروية الجميلة والسبب يعود الى عدم تدرج اللاعب في مراحل الفئات العمرية وغياب البطولات عن افكار اتحاد الكرة الذي يتحمل المسؤولية الاولى بما يحدث من تدهور في فرق الفئات العمرية.‏


مسؤولية الجميع‏


وغياب البطولات الكروية للفئات العمرية مسؤولية الجميع لما لها من مضار عدة على مستقبل اللاعب واستغرب هذا السكوت من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد على عدم المطالبة باقامة دوري الفئات العمرية برغم ان الفرق تتدرب يوميا على ملاعب الأندية، لكن اتحاد الكرة انشغل بامور دوري الكبار واهمل القاعدة بعد ان تعامل ببرود غريب مع دوري الفئات العمرية وان خيرة لاعبي المنتخبات الوطنية تخرجوا من دوري الفئات العمرية الذي كان الخطوة الاولى لهم نحو الشهرة والنجومية ومانشهده حاليا من فقدان المتعة في مباريات الدوري الممتاز يعود الى ان اللاعبين الشباب لم يلعبوا في منافسات الفئات العمرية، ولم يتدرجوا بصورة صحيحة لاسيما ان بعضهم جاء عن طريق دوري الفئات العمرية.‏

المزيد..