أخذت قضية البطولة المستحدثة السوبرليغ الحيز الأكبر في وسائل الإعلام العالمية في بحر الأسبوع الفائت،
وهي البطولة التي أريد لها أن تبصر النور لتوجه ضربة قاضية للمسابقة الأهم على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ، ودعم بيريز الملكي وأنيلي اليوفي المشروع بكل ما أوتيا لإبصار النور، ولكن الجماهير الأوروبية المتفاعلة مع الشامبيونزليغ كان لها الكلمة الفصل في إيقاف المشروع الذي تبلور مدة 48 ساعة فقط.
الغاية الأساسية مادية بحتة حيث ترى الأندية الكبيرة في القارة العجوز أنها السبب المباشر في إيرادات دوري الأبطال ومن حقها أخذ الحصة الأكبر من الإيرادات.
ما هو مهم أن المشروع انهار بسرعة قياسية أمام جماهير الأندية الأوروبية التي اعتصم معظمها ضد البطولة الوليدة، فما كان من مالك نادي ليفربول إلا الاعتذار العلني محملاً نفسه كامل المسؤولية عما حدث.
والصحافة الإنكليزية عموماً خرجت بمانشيتات عريضة فحواها أن الجماهير انتصرت على أصحاب القرار.
الأندية العظمى في إنكلترا ليفربول ومان يونايتد وآرسنال وتوتنهام وتشيلسي ومان سيتي مضافاً إليها ثلاثي إسبانيا البرشا والريـال وأتلتيكو مع ثلاثي إيطاليا اليوفي وميلان والإنتر ذهبت مخططاتها هباءً وهي التي كانت موعودة بمبلغ 350 مليون يورو سنوياً، وهو رقم كاف لتعويض الأضرار الناجمة عن وباء كورونا، كما أنه مبلغ كاف لإجراء التعاقدات المطلوبة التي تضمن لها عائدات تجارية تبقيها واقفة على قدميها، في الوقت الذي حافظت فيه أندية البايرن ودورتموند وباريس سان جيرمان على عليائها لأنها أساساً لم تنجرف وراء المخطط الذي لم يكتب له إبصار النور.
ما هو مهم أن المال شرط أساسي لممارسة اللعبة والحفاظ على الألق، والأسماء الجاذبة للجمهور ركن أساسي في مخططات الأندية تسويقياً وتجارياً، ولكن الحكمة فوق أي اعتبار واحترام الجماهير أمر لا مساس به.
محمود قرقورا