كل من تابع لقاء ريـال مدريد وضيفه ليفربول برسم ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أيقن أن مشكلات ليفربول الدفاعية هي التي أوصلته إلى ما وصل إليه محلياً، وصدق أهل الخبرة من نقاد المستديرة عندما قالوا:
الهجوم القوي يقودك للفوز بمباراة أو اثنتين ولكن الدفاع المتين هو الذي يقودك لحصد البطولات، وهذا تجلّى عندما فاز ليفربول باللقبين الأوروبي والمحلي إضافة للسوبر الأوروبي، ومونديال الأندية مؤخراً بفضل وجود الهولندي المدافع فان دايك الصفقة الأغلى بتاريخ ليفربول.
في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا قديماً وحديثاً لم يفز بها إلا أصحاب الجدارات الدفاعية القوية، وعندما سيطر بايرن ميونيخ في السبعينيات كان الفضل الأول للقيصر بيكنباور، وعندما بزغ ليفربول كان يمتلك نيكول وهانسين، وعندما هيمن ميلان بين عامي 1989 و1994 كان يقوده في الدفاع باريزي ومالديني وعندما ساد البرشا بداية من 2006 كان يمتلك بويول، وعندما بدأ العهد الملكي الجديد كان بفضل سيرجيو راموس والأمثلة لا تنضب.
وحتى في كأس العالم لم يفز بها أي منتخب ما لم يمتلك الحلول الدفاعية القوية ولنا في التجربة الإيطالية أمثلة حية، وفي المقابل هناك التجربة البرازيلية في مونديال 1982 التي لم يكتب لها النجاح لافتقارها المتانة الدفاعية واللعب باستعراض وهذا مرفوض في لعبة كرة القدم التي تخلص لمن يخلص لها وتعطي من يعطيها.
وبطولة كأس الأمم الأوروبية لا تخرج عن هذا الإطار فاليونان نسجت جداراً دفاعياً لا يخترق مكّنها من التتويج بكأس 2004 والماتادور كان الأجدر بفضل ترسانته الدفاعية 2008 و2012 والهولندي كويمان كان صخرة حقيقية في يورو 1988 ومفتاح تتويج الطواحين قبل عبقرية الثنائي غوليت وباستن.
محمود قرقورا