تغيير روزنامة النشاط.. الاختبار الحقيقي لكرتنا المحلية!..

متابعة- أنور الجرادات:أصبح الحديث عن ضغط الروزنامة هو الشغل الشاغل في الأوساط الكروية هذا الموسم لاسيما أن اللاعبين سيكونون تحت ضغط منافسات شرسة محلياً وقارياً حيث تخوض الفرق منافسات حاسمة خلال الفترة من يناير إلى مايو المقبلين من خلال كأس الاتحاد الآسيوي والدوري وكأس الجمهورية، بالإضافة إلى الارتباطات مع المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية كلها منافسات إقصائية وحاسمة لاسيما أنه لامجال للتعويض فيها، ولاشك أن المنتخب الوطني سيناله نصيب مهم من هذه الرزنامة المضغوطة والسؤال الذي يطرح نفسه هل جميع اللاعبين مؤهلون لخوض غمار هذه الاستحقاقات بأفضل مستوى لديهم أم أنهم سيتأثرون تحت ضغط الإجهاد…؟


‏‏‏


التدوير هو الحل‏‏


إن الأجهزة الفنية بالأندية يجب أن تقوم بدورها كما يجب، وأن تكون واعية لهذه النقطة بالطبع وأن يشتغلوا على اللاعبين ويجهزونهم بأفضل صورة بدنياً وفنياً وذهنياً حتى يكونوا على استعداد لهذه المرحلة الصعبة من عمر الموسم، وهو عمل تكاملي بين الأجهزة الفنية واللاعبين لأن الروزنامة ليست مفاجأة ولكنها معروفة من البداية.‏‏


ويجب أن يكون هناك عمل حقيقي من خلال عدم الاعتماد على مجموعة بعينها من اللاعبين في الموسم فمن الصعب أن تعتمد على ( ١١ ) لاعباً دون تغيير في كل المنافسات، ولهذا لابد من التدوير بمعنى أن كل ناد يقدم مالايقل عن خمسة أو ستة لاعبين جدد يكونوا على نفس مستوى اللاعبين الأساسيين يتم الاعتماد عليهم وقت الحاجة، وذلك حتى لا يكون الضغط على مجموعة بعينها…‏‏


تحت التجربة‏‏


إن الروزنامة بهذا الشكل تتم على أساس أنها تجربة في الموسم الحالي، وبعد نهاية الموسم نستطيع تقييم التجربة بشكل عملي، وأعتقد أن التوقيت لم يتغير ولكن كما قلت تم توزيع ضغط المباريات الحاسمة على أكثر من شهر بدلاً من إقامتها في شهر واحد.‏‏


زمن الاحتراف‏‏


وإننا نعيش حالياً في زمن الاحتراف، وكرة القدم هي مهنة اللاعبين ولابد أن يكونوا جاهزين لمثل هذه التحديات، فعلى سبيل المثال لابد أن يكون لدى اللاعبين عقلية اللاعب المحترف في السلوكيات مثل النوم مبكراً والتغذية الجيدة وعدم السهر، والتدريب بجدية، وكل هذه العوامل تساعد اللاعب على أن يكون جاهزاً للفترات التي يكون فيها ضغط المباريات.‏‏


وإن المنظومة الكروية يجب أن تكمل بعضها البعض من خلال التكامل بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، فالآن كرة القدم أصبحت وظيفة وأكل عيش لكل من يعمل بها، ولابد أن تكون هناك معايير واضحة وألا ينشغل اللاعب أو المدرب أو الإداري بأي أمور أخرى بخلاف كرة القدم، ونهاية الموسم فترة مرهقة لكل الدوريات العالمية وليس على المستوى المحلي فقط وعلى الأندية تجهيز لاعبيها بناءً على الروزنامة.‏‏


الاستعانة بالشباب‏‏


وإن ضغط الروزنامة يؤثر بالسلب على الأندية ومن قبلها المنتخب فى ظل الاعتماد على عناصر بعينها، وهو ما يؤدي إلى إرهاق اللاعبين وتعرضهم للإصابات، ولذلك في ظل هذا الضغط يجب الاستعانة باللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة من أجل الاحتكاك واكتساب الخبرات من اللاعبين الكبار من أجل الاعتماد عليهم مستقبلاً وتخفيف الضغط على اللاعبين الآخرين في ظل توالي المنافسات.‏‏


ولابد أن يكون لاعبونا معتادين على الضغط ويجب أن يكونوا على أتم استعداد بدنياً وفنياً لاسيما أننا في عالم احتراف، ففي الدوريات الأخرى الأندية تؤدي كل ٤٨ ساعة أو ٧٢ ساعة مباراة ولا توجد أي شكوى من الإرهاق.‏‏


و الجهاز الفني للمنتخب مطالب بتخفيف الضغط على اللاعبين الأساسيين، من اجل الحفاظ عليهم، لأن الاعتماد عليهم باستمرار سيؤثر على مستقبل المنتخب.‏‏


تحميل اللاعبين فوق طاقتهم‏‏


وإن ضغط المباريات سيكون له تأثير كبير على أداء اللاعبين بشكل واضح خلال الفترة الماضية الأمر الذي كان نتيجته تعرض اللاعبين للإرهاق والإصابات.‏‏


و اللاعبون بشر ولا يجب تحميلهم فوق طاقاتهم حيث كان الإرهاق بسبب ضغط المباريات والبطولات المتواصل أحد أهم أسباب تراجع نتائج العديد من الأندية وحتى المنتخب الوطني، حيث لم يحصل اللاعبون على أي وقت من أجل الراحة والاستشفاء و الاستعداد لبطولة كبيرة بهذا المستوى مما تسبب في تراجع مستواهم بهذه الصورة.‏‏


وفي حالة استمرار الضغط المتواصل على مستوى البطولات والمشاركات فبالتأكيد سيكون له تاثير كبير على مردود اللاعبين ومستواهم خلال هذه البطولات….‏‏


التنسيق مطلوب‏‏


ويجب التنسيق بين الأندية وبين المدير الفني للمنتخب الوطني نبيل المعلول في ظل البطولات التي تشارك بها الأندية كبطولة الدوري وكأس الجمهورية بجانب البطولة الآسيوية خلال الفترة المقبلة في وقت قصير.‏‏


بعد ان شهدنا هبوط مستوى بعض اللاعبين خلال الفترة الماضية نتيجة مشاركتهم من بطولة لأخرى سواء المنتخب ومع الأندية منذ الموسم الماضي حتى الوقت الحالي، ولذلك التراجع في المستوى يعد طبيعيا ويعمل على قلة التركيز..‏‏


ومن أجل المنافسة على البطولات من جانب أنديتنا، لابد أن يكون هناك عناصر جاهزة على دكة الاحتياط، لأن حسم البطولة سيكون صعباً وليس بالأمر السهل نتيجة إرهاق اللاعبين الحاليين كما تحدثنا..‏‏


الابتعاد عن الشبح‏‏


وإن كرة القدم متعتها في صعوبتها، وهذه النقطة تمثل تحدي للأندية من بداية الموسم لأنها تستعد على كل الاحتمالات، وبالتالي لا خوف على الأندية من الإرهاق من وجهة نظري، لأن أغلبيتهم في جاهزية تامة..‏‏


وتراكم البطولات بشكل مستمر أراه تحدياً وليس لإرهاق، لأن لاعبي الأندية التي تشارك مع منتخبنا لديها فرص ذهبية من أجل زيادة مبارياتهم الودية وتحقيق إنجازات رائعة..‏‏


والأندية لديها القدرة أن تنافس على جميع البطولات في وقت واحد، لأنهم جاهزين بالشكل الأمثل كما أعتقد ومهيئين منذ بداية الموسم من خلال اللقاءات الودية والتجهيزات، ولذلك أتمنى الابتعاد عن كلمة شبح الإرهاق!.‏‏

المزيد..