هذه القصة جرت فصولها في نادي بردى، فبعد الجهود المضنية التي قدمها المدرب الشاب أمين خوري، وتوليه قيادة الفريق في أصعب الظروف، حاول بكل ما لديه من إمكانات إعادة بناء الفريق ، فالمدرب تولى الموسم الماضي تدريب فريق السيدات بعدما عجزت الإدارة عن إيجاد مدرب بديل حينها بسبب النتائج المزرية التي حققها الفريق الموسم الفائت، وتمكن المدرب قياساً على الظروف الصعبة ، من وضع الفريق على السكة الصحيحة، وحقق معه نتائج جيدة، وبات قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدوري الأضواء بعدما تصدر عن جدارة واستحقاق مرحلة الذهاب دون أي خسارة.
ورغم افتقار النادي لأهم كوادره الموسم الماضي أبى المدرب تركه، فكان بالإضافة إلى عمله مساعداً وإدارياً وإحصائياً ومدرباً للياقة، وعمل على الفريق جله من بنات النادي بعيداً عن أي تعاقدات قد تضع النادي تحت وطأة الأعباء المالية الكبيرة، ورغم العروض التي تلقاها من بعض الاندية رضي العمل بأقل الإمكانات المادية قياساً على ما يقدم لباقي المدربين ممن لا يوازونه خبرة وعراقة، تقديراً منه لأوضاع النادي المالية، وبعد كل هذه التضحيات لم يجد أي موقف جدي من قبل الإدارة والقائمين على الفريق حيال بعض التدخلات المزعجة.
ضاق المدرب المذكور ذرعاً من تجاهل الإدارة لأبسط متطلباته وهي خلق حالة من الاستقرار بأجوائه بعيداً عن التدخلات التي باتت مفضوحة والكلام المجاني من قبل بعض اللاعبات، وبدا واضحاً أن هناك من يدير هذه التدخلات ويحركها لغايات ومصالح ومحسوبيات ما دفعه لتقديم استقالته معتذراً عن متابعة مهامه رغم النتائج الإيجابية التي حققها مع الفريق.
استغراب
استغرب الجميع من تصرف الإدارة، فبدلاً من الإسراع لرأب الصدع ووضع حد لهذه التدخلات بعمله ومحاسبة كل من يساهم في تعكير صفو الفريق، اتبعت الإدارة سياسة الصمت واللامبالاة وكأن ما يجري للفريق المتصدر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد في تصرف لا يمت للاحتراف الرياضي بصلة.