عاش شارعنا الكروي فصلاً جديداً من فصول الخروج عن أدب الملاعب، فسقطت الأخلاق الرياضية مجدداً خلال دورينا المسمى بالاحترافي وهو ليس احترافياً إلا بالاسم ودفع الرواتب والأجور عند الأندية الميسورة، وحتى هذه النقطة نضع إشارات استفهام حيالها لأن الرعاة باتوا يتحكمون بهوية المدرب، لدرجة أن مدرباً ما بقي في منصبه ليس قناعة بإمكانياته وإنما الجهة الداعمة رفضت دفع عقد مدرب جديد فالتزمت الإدارة بقرار الداعمين.
الاعتداء على حكم المباراة اتخذ شكلاً جديداً هذه المرة خلال مباراة حرجلة وجبلة ضمن عاشر الدوري السوري الممتاز بكرة القدم، إذ لم يحصل الضرب خارج الملعب، ولم يحصل من لاعب أو إداري وإنما من مشجع اقتحم أرض الملعب وتمكن من الاعتداء على الحكم محمد العبد الله.
المصيبة أن ما حدث ليس للمرة الأولى ولن تكون الأخيرة لأن ثقافة تقبل الفوز والخسارة غائبة عند معظم جماهيرنا.
كيف دخل المشجع وكيف وصل إلى الحكم بعدما قطع مسافة 70 متراً على الأقل ؟! تلك حكاية أخرى يُسأل عنها المعنيون.
العقوبات المالية كيف أضحت الخيار المفضل لدى أغلبية المخالفين ! ويا أهلاً وسهلاً بها مقارنة مع شطب النقاط، تلك هي نقطة يجب أن تُلحظ في الإجراءات التأديبية التي باتت بحاجة إلى تعديل.
الاعتداء على الحكم بات عادة مقززة، لدرجة أن قاضي المباراة لم يعد شخصية اعتبارية داخل الملعب، وتكرار ذلك غير مرة يؤكد هذه الحقيقة المؤلمة، بينما عند الدول المتقدمة باللعبة الحكم له قدسيته وشخصيته حتى وإن أخطأ، ولا داعي لاستعراض أخطاء الحكام ودورهم في تحديد مسار ألقاب كبرى في عالم اللعبة.
كنا نأمل أن تكون هدية العام 2021 مختلفة عن نهاية العام الذي سبقه ولكن يبدو أن آمالنا مبالغ فيها.
محمود قرقورا