الحسكة – دحام السلطان :ليس بالمفاجأة ولا بالمستغرب هبوط فريق الكرة في نادي الجزيرة فنياً ومغادرته للدوري الممتاز، لأن أمور النادي كلها جاءت مكمّلة ومتمّمة لبعضها بعضاً، فالمسألة كلها كانت أكبر من حجم النادي الذي أصبح مطيّة سهلة الركوب بأيدي مراهقي الرياضة ومن يدّعون العرف والمفهومية وابتكار الأفكار وتصنيع المغامرات،
قبل أن يقعوا في شر أعمالهم ويحصدوا نتاج خيباتهم منذ اليوم الأول للاستحقاق بأيديهم، فذاك هو زرعهم وتلك هي بيادرهم…
مزاجية المناقصات !
الفريق الذي تقاذفته رياح التغيير وغياب الاستقرار الفني عنه، والذي جاء وفق أهواء ومزاج ومناقصات كل الإدارات التي تعاقبت عليه، اعتباراً من الإدارة المخلوعة ومروراً باللجنة المؤقتة وانتهاءً بالإدارة الحالية، والتي أسرف منها وكل على طريقته في (شحط) النادي إلى الوراء بشكل علني وواضح وصريح، ما أدى لأن تكون تلك الرياح وتبرهن عن دورها الدور السلبي على الفريق، ليس انتقاصاً من بعض الكوادر الإدارية التي كان لكل منها القبول والحضور المميّز، قبل أن تصطدم بعقول عفنة شاركها القدر معها بمركزية العمل، ولا طعناً بالكوادر الفنية التي مرّت على الفريق، وكانت بالفعل من أفضل الكوادر الفنية على مستوى الدوري علماً وخبرة وقراءة للملعب ولخطوط فريقها وللخصم، والتي كانت في المحصلة ضحية سهلة المنال لسوء النوايا الخبيثة التي اشتهرت بها اللاإدارات المتعاقبة على النادي، عندما شطحت بخيالها ورفعت السقف لبنات أفكارها مدّعيّة الفهم واللعب على الأصول، إلا أنها في النهاية لم تكن في منطقها سوى فقاعات ساذجة بنت لنفسها قواعد من الرماد في مهب الريح.!
وغباء النغمات !
نادي الجزيرة هبط وعاد إلى الدرجة الأولى بعد فترة بقاء أمضاها على مدار ثمانية مواسم كان أكثر من نصفها مريراً، لذلك فقد كانت دائماً وأبداً المساعي الخيّرة والكريمة لأهل المساعي دائماً متوفّرة، الذي أغدقوا الجزيرة بالمنح والعطاء الكريمين، والحق يُقال في ذلك ويصبُّ نحو رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام اللواء موفّق جمعة، الذي فتح ذراعي الاهتمام والعناية والرعاية باتجاه نادي الجزيرة بوجه خاص وبقية أندية المحافظة بشكل عام خلال سنوات الحرب على البلاد، لاسيما بعد أن صدّر غير مرة قرار إبقاء النادي بين الأقوياء خلال المواسم الأخيرة، ومنح الجزيرة أكثر من فرصة للبقاء بين الأقوياء، ولكن هل قابلها الجزراويون بالمثل؟ قطعاً لا؟! لأن جنون العظمة الذي أطلق له الجزراويون العنان ، ولم تعرف بعد بصيرتهم القاصرة كيفية استثمار الفرص والتعامل مع نعيم القرارات المركزية، وفي النهاية سقط نادي الجزيرة في مستنقع الواقع حتى إشعار آخر!..