متابعة – أنور الجرادات:لم يتوقف الكثيرون ربما عند خبر التشكيل الوشيك لبعض منتخباتنا الوطنية بعد تأكيدات رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الكرة الكابتن عبد القادر كردغلي بأن القرار فني بحت، لتتحول الأنظار بالتالي إلى المدرب الجديد الذي ستحدد هويته على الأرجح في غضون شهر.
والآن، تدور في الشارع الرياضي الكثير من الآراء، التي اتفقت في غالبيتها على ضرورة حسن اختيار الربان الجديد لسفينة منتخباتنا من أجل تحقيق التطلعات ومسح الصورة المهزوزة لبعض منتخباتنا في الآونة الأخيرة.
شروط ومعايير
وفي هذا السياق، فتحنا زاوية سعينا عبرها للوقوف على المواصفات المطلوبة في المدرب الجديد حددنا إجمالاً بعض الشروط، يتوجب توافرها في المدرب الجديد، من أجل ضمان حقبة جديدة واعدة بالإنجازات.
الطموح يتصدر
وتأتي على رأس الشروط الواجبة المواصفات أو الشروط التي حددناها أن يكون المدرب صاحب طموح ولديه الرغبة في تحقيق مجد شخصي جديد، وليس مدرباً يتقاضى راتباً فقط.
ولم يغب العمر عن قائمة الاشتراطات وهو الشرط الثاني، إذ نشدد على ضرورة أن يكون شاباً مواكباً للتطورات التي يشهدها عالم كرة القدم الحديثة، في حين رأينا في الشرط الثالث أن يتمتع المدرب الجديد بالخبرة الكافية التي تؤهله للعمل مدرباً لأحد منتخباتنا.
ونطالب في الشرط الرابع، بأن تكون مدة التعاقد طويلة لا تقل عن ٣ سنوات حتى يتمكن المدرب من تنفيذ برنامجه التدريبي دون ضغوطات، إضافة لتفهم المدرب وإدراكه لطبيعة المرحلة الانتقالية التي تمر بها الكرة السورية وهي تستشرف طريقها لبناء الجيل السادس حالياً بعد تقدم العمر بجميع عناصر المنتخب الأول وليس في مقدورها العطاء لفترة طويلة.
أما الشرط الخامس فتركز في مطالبة المدرب الجديد ببناء منتخب جديد بالتركيز على العناصر الموجودة في المنتخبات الأدنى التي شاركت في بعض البطولات في فئاتها.
وتمثل الشرط السادس في ضرورة الاستفادة من الأخطاء السابقة التي لازمت التجارب الأخيرة مع مدربي المنتخبات تحديداً المجرب منهم لضمان عدم تكرارها مستقبلاً، لاسيما في فرض الانضباط على اللاعبين خارج وداخل معسكرات المنتخبات.
ونشدد في الشرط السابع، على ضرورة، أن تكون شخصية المدرب قوية تؤهله للتعامل بحنكة واقتدار مع غرفة الملابس وما يدور بداخلها باعتبارها منبع المشكلات التي تعاني منها المنتخبات بشكل عام، وفي حال فرض السيطرة عليها من قبل المدرب، ستكون الأمور في مصلحة المنتخب، ويتجنب المشكلات التي تأتي منها.
وقللوا في شرطهم الثامن من أهمية أن يكون المدرب الجديد خاض تجربة فيما مضى نسبة لانعدام المدربين الناجحين في السنوات الماضية مع بعض المنتخبات، وبالتالي ليس ضرورياً أن يكون من أصحاب التجارب ويجب منح الفرصة للوافدين الجدد.
ونختم قائمة الشروط الواجب توافرها في المدرب بمطالبة لجنة المنتخبات والشؤون الفنية، بتدقيق النظر في السير الذاتية التي تصلها للمدربين وأن يكون الاختيار لصاحب الكفاءة دون أي اعتبارات أخرى، وألا تتعجل في اختيار المدرب دون دراسة كافية والاطمئنان بأنه الأفضل.
السيطرة على اللاعبين ضرورة
ونرى أن أبرز الشروط التي يجب توافرها في المدرب الجديد هي قوة شخصيته، التي تمكنه من فرض سيطرته على اللاعبين، وكذلك إيمانه بالعمل الذي يقوم به وأن يختار فريق عمله بنفسه دون تدخلات، إضافة لقدراته الفنية العالية.
فالمواصفات التي ذكرتها لا تتوافر حالياً في جميع المدربين الوطنيين وبالتالي بعضهم خارج دائرة ترشيحات المدرب الجديد، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى مدرب صاحب لمسة قادر على بناء منتخب جديد، وحل جميع المشكلات والصعوبات التي تعترض طريقه وهذا لا يتوافر في أي مدرب وإنما نوعية محددة من المدربين، وهو يُصعّب الأمر على المسؤولين في لجنة المنتخبات ويتطلب منهم بذل جهود مكثفة في مهمة اختيار مدرب جيد لمنتخباتنا.
وليس بالضرورة أن يكون المدرب المقبل صاحب تجربة، فجل المدربين الذين دربوا منتخبات في السنوات العشر الماضية لم يكونوا أصحاب تجارب ناجحة وليس هناك مدرب استمر لأكثر من ٣ سنوات مع أحد منتخباتنا، فلذلك عليهم استبعادهم من الترشيحات والابتعاد عن ظاهرة تدوير المدربين، والبحث عن وجوه جديدة لديها الرغبة في خوض تحديات جديدة.