لكل لعبة أسطورتها الخالدة التي لا تمحى بصماتها مهما حاول الحاسدون،ففي كرة القدم المونديالية يشار بالبنان إلى أديسون أرانتيس دونا سيمينتو المعروف باسم بيليه، وفي ميادين أم الألعاب ألعاب القوى حرق الجامايكي إيسيان بولت المراحل وبات أشهر العدائين على مر التاريخ،
وفي السباحة لا أحد ينافس البطل الأولمبي الأميركي مايكل فيليبس، وفي الملاكمة الكل يقف بإجلال عندما يذكر اسم محمد علي كلاي، أما في الكرة الصفراء فيبقى السويسري روجر فيدرير أيقونة اللعبة وأهم فرسانها بالإجماع.
يوم الأحد الفائت واصل فيدرير تحليقه في ميادين الكرة الصفراء بتتويجه باللقب الثامن على ملاعب ويمبلدون أشهر البطولات الأربع الكبرى منفرداً بالرقم القياسي، والقصة لم تنته عند هذه المفردة بل أضحى أكبر لاعب متوّج في ويمبلدون خلال عصر اللعبة الاحترافي.
عندما ابتعد فيدرير عن الألقاب الكبرى منذ عام 2012 ساد اعتقاد عند المتابعين بأن أيامه باتت معدودة والاعتزال يحفظ ماء وجهه، ولكن لكل مجتهد نصيب، إذ عاد خلال العام الحالي ليجدد العهد مع البطولات الكبرى ويفوز ببطولة أستراليا ويشفعها ببطولة بريطانيا واصلاً للقب التاسع عشر في البطولات الكبرى بفارق أربعة ألقاب عن الإسباني نادال.
تاريخياً فيدرير اللاعب الوحيد الذي فاز ببطولتين كبيرتين خمس مرات متتالية (أميركا وبريطانيا) وهو من القلائل الذين فازوا بالبطولات الأربع الكبرى عبر التاريخ، وتأهل لنصف النهائي في 23 بطولة كبرى بشكل متتال، وحافظ على صدارة التصنيف العالمي لأطول فترة بين لاعبي الكرة الصفراء.
ما فعله فيدرير لا يمكن تصديقه وخاصة بعد الإصابة التي ألمت به وتسببت في ابتعاده عن معشوقته ستة أشهر، فاعتلى هرم بطولة أستراليا مستعيداً بريق الألقاب، ويحسب له أنه رشّد طاقته فغاب عن بطولة رولان غاروس التي كثيراً ما أتعبته واستنفدت طاقته ليولد من جديد في ويمبلدون حارماً الخصوم السبعة الذين واجهوه من الفوز ولو بمجموعة واحدة.
رحلة عودة فيدرير لعرش البطولات في سن السادسة والثلاثين واحدة من معجزات اللعبة وبصماتها التي ستظل خالدة على جدار الزمن.
محمد قرقورا