إعـــــداد المنتخبــــات بإســـــتراتيجية جــديـــدة والــــدوري القـــوي أبـــرز مــا هـــو مطلــــوب من الاتحـــاد المــــؤقت (1 من 2)
مهند الحسني:أمور وقضايا مهمة وحلول إيجابية لكثير من أمراض سلتنا باتت مطلب الكثيرين من اللجنة المؤقتة لاتحاد السلة التي باشرت عملها بجد ونشاط ملحوظين، وبدأت نتائج عملها تثمر على أرض الواقع ما يزيد من فسحة تفاؤلنا من جديد بعودة سلتنا بمنتخباتها إلى الواجهة بقوة.
فما المطلوب من اللجنة عمله (من خلال متابعتنا) حتى تستقيم أمور سلتنا وتتخلص مما أصابها، وتسير على السكة الصحيحة بخطوات واضحة وواثقة؟
المنتخبات الوطنية
لا نغالي إذا قلنا إن عصارة عمل أي اتحاد هو نتائج منتخباته الوطنية، والتي تعد مقياس عمله ومدى نجاحه من فشله، على الرغم من تولي الاتحاد السابق لمهامه، غير أننا لم نلتمس منه أي شيء جديد على صعيد المنتخبات الوطنية، التي كان عنوانها الإخفاق والانتكاسات دون وجود أي إنجازات، باستثناء بعض الإشراقات التي ما لبثت أن تلاشت حتى بات حال منتخبات السلة في عهده كحال شجرة الصنوبر البرية التي تمتلك مظهراً جميلاً، وخضرة يانعة، وتوحي بأن لها ثماراً منتجة.
لذلك لابد للجنة من وضع خطة إعداد مبرمجة لمنتخبات السلة لمدة ثلاث سنوات، والعمل على تنفيذها على أرض الواقع دون أي تقصير، واتباع سياسة الاعتماد على جيل جديد من اللاعبين الشباب لتشكيل نواة لمنتخب وطني (الأمل) والزج به في جميع البطولات والاستحقاقات بغض النظر عن نتائجه التي سيحققها طالما أن لدينا هدفاً نسعى للوصول إليه والعمل من أجله.
ضبط الأندية
لن تستطيع اللجنة الحالية أن تخرج الزير من البير، وهي لا تملك عصا سحرية لتحقيق نتائج كبيرة في فترة قصيرة، ما عجز عنه الاتحاد السابق في سنوات طويلة، لكنها تستطيع أن تؤسس لمرحلة أشمل ولفضاءات أقوى وأوسع يتمكن من سيتولى العمل بعدها على المضي بخطا صحيحة، نتائج منتخباتنا الوطنية ليست محصورة مسؤوليتها في اتحاد السلة فقط، لأن مشكلة تراجعها المخيف يأتي انعكاساً لما يحصل من فوضى في أنديتنا، فعملية بناء اللاعب ما زالت بدائية، وهي لا تلبي الطموح، والعمل في قواعد اللعبة لدى هذه الأندية لا يبشر بالخير، لكون القائمين على هذه الفرق هم من المدربين الشباب الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين، ولم يجدوا عملاً لهم سوى قيادة هذه الفرق، وهم بالأصل غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لبناء هذه الفرق، وإكسابها أبجديات اللعبة، ولم يتم تأهيلهم عبر دورات تدريبية عالية المستوى، الأمر الذي أدى إلى إعطاء اللاعب الصغير مهارات فنية خاطئة، وهذا ما يؤثر على صناعته كلاعب جيد ممكن أن يكون ضمن صفوف المنتخب في المستقبل، وبدلاً من أن تكون الأندية شريكة حقيقية في إعداد المنتخب، ورفده بلاعبين من مستوى عال وبكامل الجاهزية الفنية، بات العبء الأكبر يقع على مدرب المنتخب الذي يجد نفسه أمام لاعبين يفتقدون ألف باء كرة السلة العصرية والحقيقية، وبدلاً من أن يستغل الوقت في منح اللاعبين أفكاراً تكتيكية، وخططاً مهارية، بات يقضي ثلاثة أرباع وقته في تصحيح مشي هذا اللاعب، وتسديد ذاك الآخر، وطريقة وقوف اللاعب الخاطئة، وعند أول امتحان حقيقي يجد لاعبونا بأنفسهم الفوارق الفنية الشاسعة التي تفصلهم عن باقي لاعبي منتخبات الجوار.
الدوري القوي
لا شك في أن اللجنة الحالية تضم أسماء خبيرة وقادرة على وضع تصورات جديدة لمستقبل مسابقات سلتنا بجميع فئاتها، وخاصة أننا على موعد جديد مع دوري سيكون حافلاً بكثير من القوة والإثارة، بعد تسربيات تفيد بأن النية تتجه لتخفيض عدد الأندية، ووضع طريقة جديدة للدوري تكون مفعمة بالمباريات القوية بعيداً عن المباريات الطابقية، ولا شك بأن الدوري القوي يفرز منتخبناً قوياً، غير أننا ومنذ سنوات طويلة لم يكن لدينا دوري نعتمد عليه، حيث تمكن اتحاد السلة من البقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، عندما كان للاعب الأجنبي مكانة مرموقة ساهمت في رفع مستوى اللاعب المحلي الذي استفاد من فرصة الاحتكاك معه، لكن غياب اللاعب الأجنبي وضعف مسابقاتنا كان لهما نتائج سلبية على إعداد لاعبنا الوطني، الذي غابت عنه المباريات القوية.
إعادة
الدوري لن يكون قوياً دون وجود اللاعب الأجنبي بمهاراته الفنية والقوية والجميلة، والتي تضفي على سير المباريات الكثير من القوة، وكانت هناك فكرة لإعادة استقدام والتعاقد مع هؤلاء اللاعبين لدعم الأندية، لكن الفكرة اصطدمت بكثير من العقبات والمنغصات حالت دون تحقيقها، لكن اللجنة الحالية أمام اختبار جديد لتؤكد مدى قدرتها على تذليل هذه الصعاب، وتأمين الأجواء المناسبة لإعادة اللاعب الأجنبي لدورينا، خاصة بعد حالة التعافي التي تشهدها بلدنا.