بعد كبوة دورة دبي.. منتخبنا الأول يشارك بدورة ودية في الأردن

مهند الحسني:مهند الحسني:لم تكن محطة دورة دبي الدولية عادية بالنبة لمنتخبنا الأول الذي اعتبرها مذاكرة تحضيرية جيدة قبل دخوله معترك التصفيات الآسيوية، ولم يتحضر لها بالشكل الأمثل، حيث لم تتعد طموحات تحضيراته حدود صالة الفيحاء، ولم يشطح الخيال بالقائمين عليه إلى تحقيق نتيجة إيجابية توازي حجم طموحاتنا وتطلعاتنا، لذلك كان هناك أخطاء فنية ساهمت في هبوط نتائجه الرقمية، فالمنتخب هنا أصاب، وهناك أخطأ.


‏‏‏


دعونا نعرف بداية أن منتخبات السلة بشكل عام لا تعيش حالة مثالية لأن لا شيء مثالي في رياضتنا، وبصراحة سلتنا الوطنية ليست في أحلى أيامها، لا بل هي تمر في أسوأ مراحلها، ولكنها حظيت ببعض المخلصين ممن بذلوا جهدهم بما توفر إليهم من وسائل وإمكانيات محدودة، فبدت عملية الحفاظ على ما تبقى من السلة السورية أشبه باستخراج الماء بعصر الصخر.‏


اللعب وتسجيل حضور طيب في دورة قوية مثل دورة دبي بحاجة إلى توفر العديد من المقومات، يأتي في بدايتها التحضير المثالي، وهذا ما افتقده منتخبنا الذي عانى من ضيق فترة التحضير، ولم يتمكن أي مدرب مهما كانت خبرته في خلق حالة من التفاهم والانسجام، إضافة إلى أن المشاركة بالدورة تحتاج إلى لعب مباريات ودية قوية، ومنتخبنا لم تتعد طموحاته خارج أسوار صالة الفيحاء، ولم يستطع لأسباب عديدة إجراء أي لقاء ودي يوازي حجم وقوة البطولة، وتحتاج المشاركة أيضاً إلى لاعبين أجانب من طراز السوبر ستار، وهذا ما افتقده منتخبنا الذي التحق لاعبه الأجنبي معه قبل البطولة بيوم واحد، وهي مدة قصيرة يستحيل خلالها أن يتأقلم مع باقي اللاعبين، أما السبب الأخير وهو الأهم هو المستوى الفني المتواضع الذي ظهر عليه لاعبونا في هذه المشاركة، فبدا البون شاسعاً بينهم وبين مستويات لاعبي الأندية الأخيرة، وهذا أكبر دليل على أن بناء لاعبنا خاطئ فنياً وبديناً ومهارياً، وهذا نتاج العمل العشوائي الذي تقوم به أنديتنا منذ سنوات طويلة، ومن شأنه أن يصب في بوتقة المنتخب الوطني.‏


تحليل فني..‏


لم يصل المنتخب بعد تجميعه مجدداً إلى درجة مقبولة من الانسجام والجاهزية الفنية والبدنية.‏


الفوارق بالإمكانيات الفنية وخبرة اللعب، وأحياناً الإمكانيات البدنية بين لاعبينا المحليين ولاعبي الفرق الأخرى بدت واضحة، لدينا عدد كبير من اللاعبين متوسطي المستوى والنضج والخبرة.. ونفتقد للاعبين ذوي المستوى العالي ممن تحتاجهم تلك المباريات، ففي ظل دفاعات قوية وخبيرة افتقدنا إلى (تحضير للهجمة لكسب الفرص – عدم وجود شوتر وانخفاض نسب التسديد – ضعف لاعبي الارتكاز).‏


لذلك حاولنا تعويض نقاط الضعف هذه بالدفاع وبطول القامة والريباوند الدفاعي، لعبنا مباراة جيدة أمام مايتي الفلبيني وانتهت بفارق قليل، اللاعب المجنس جيد ومفيد للفريق وكانت نسبه العالية بالتسديد مهمة لمساندة الهجوم، ويجب ألا ننسى أننا الفريق الوحيد الذي لعب بمجنس واحد وبدون أجانب مقابل ٣ أو ٤ لاعبين بالفرق الأخرى.‏


كانت تجربة اللاعبين الـ ١٥ وهو -عدد كبير- تؤثر سلباً على الأداء ورغم ذلك شارك عدد كبير من اللاعبين لأوقات معقولة.‏


بالنهاية المشاركة بشكل عام مفيدة وخاصة فيما يخص التعرف على إمكانيات اللاعبين بتلك المباريات إضافة للاحتكاك بعدد كبير من المباريات خلال فترة قصيرة‏


إقالة ولكن..‏


ما إن انتهت مشاركتنا حتى انبرى الكثيرون مطالبين بإقالة الجهاز الفني للمنتخب، متناسين أن الفترة التي تفصلنا عن بدء التصفيات الآسيوية قليلة، وهذا التغيير سيكون كارثياً للمنتخب، وإذا كان رحيل الجهاز الفني هو حل وخلاص منتخبنا من أزماته ووصوله لمنصات التتويج، فإننا نضم صوتنا للمطالبين بهذا الرحيل بشرط واحد هو تقديم خطة بديلة، وواقعية قابلة للتنفيذ قادرة على انتشال منتخبنا ووضعه على السكة الصحيحة، ولكن قبل ذلك لا بد لمن يملك ورقة عمل، وخطة بديلة أن يعززها بتجارب ناجحة، قبل أن يتولى زمام الأمور، لا أن نكتفي بالوعود، والكلام المعسول، والخطب الرنانة، فلا وعود تدفق ملايين الرعاية حققت، ولا أندية المنظّرين نهضت، ولا الأفكار الخيالية نقلت إلى أرض الواقع، ولا يمكن أن نرضى لمنتخبنا أن يكون رهن تجارب مراهقي الرياضة، فمن لا يجيد المشي لن يستطيع الجري، وكثير من منظّري سلتنا فشلوا في المشي بسلة أنديتهم، أو فرقهم التي دربوها داخلياً وخارجياً، فكيف نتوقع منهم النجاح في إدارة اللعبة، وهم لا يستطيعون حل أبسط مشكلات أنديتهم، عموماً المشاركة انتهت، ويجب وضعها خلف ظهورنا، والتطلع للتصفيات وتأمين الأجواء والمناخات المناسبة للجهاز الفني لتصحيح الأخطاء التي وقع بها اللاعبون في دورة دبي، ويجب الالتفاف حول المنتخب وتشجيعه للخروج من كبوة دبي، والدخول بأجواء التصفيات بروح معنوية عالية، لأن الحديث بغير ذلك سيكون له عواقب وخيمة على نتائجنا في مباريات النافذة الأولى.‏


مشاركة جديدة..‏


ستغادرنا بعثة المنتخب إلى العاصمة الأردنية عمان يوم غد الأحد للمشاركة في دورة الملك عبد الله، وتبدأ البطولة يوم الاثنين بمشاركة منتخبات العراق لبنان الأردن سورية فلسطين، وهي مذاكرة مفيدة للجهاز الفني على تصحيح الأخطاء التي ظهر عليها اللاعبون في مبارياتهم بدورة دبي، ومعرفة حجم الجاهزية التي وصل إليها المنتخب بشكل عام، إضافة إلى انتقاء التشكيلة النهائية التي ستمثلنا في التصفيات القادمة، ويبدو أن هذا المنتخب بات من أكثر المنتخبات الوطنية تحضيراً قياساً عن المنتخبات السابقة، فهو شارك في دورة دبي، ولعب أربع مباريات قوية إضافة إلى مباراة ودية مع نادي الشارقة، وفي المشاركة القادمة سيلعب أربع مباريات قوية أمام منتخبات محضرة بشكل جيد، ما يعني أن المنتخب لعب عشر مباريات تحضيرية قوية، ونعتقد أنها كافية ووافية لإيصال المنتخب إلى جاهزية فنية عالية، وتجعلنا نتفاءل بدخوله أجواء التصفيات بروح معنوية عالية وجدية كبيرة على تحقيق نتائج جيدة.‏


خلاصة..‏


ختاماً منتخبنا في المرحلة الحالية بحاجة ليد حانية لأنه أمانة في عنق من أحبه، فلنترك مصالحنا الشخصية جانباً، ولنصوّب أسهم النقد إلى مكانها الصحيح، ولنصفق ونثني على كل مبادرة إيجابية تخرج بنا من واقعنا الهزيل بدلاً من رمي الوعود الخلبية وتلميع الأحلام الوردية.‏


لغة الأرقام..‏


خسر منتخبنا في دورة دبي أربع مباريات كانت الأولى أمام فريق مايتي الفلبيني 72-77، وخسر أمام بيروت لبنان 84-88، وأمام الرادسي التونسي 62-63، وأمام منتخب الإمارات 66-82.‏


مؤتمر صحفي..‏


وكان اتحاد السلة قد عقد مؤتمراً صحفياً ظهر يوم الأربعاء الماضي في قاعة الشرف بمدينة الفيحاء.‏


وقد تحدث المدير الفني للمنتخب هادي درويش بأن دورة دبي كانت محطة تحضيرية مهمة للمنتخب، حيث لعب هناك أربع مباريات رسمية وثلاث ودية، وقد استفاد كثيراً، وتابع يقول: نحن حالياً أمام مشاركة مهمة وقوية في دورة الملك عبد الله الثاني بالأردن، وهي بطولة قوية تضم منتخبات محضرة، وستكون مذاكرة مهمة للمنتخب قبل دخول معترك التصفيات الآسيوية، أما بالنسبة للاعب المجنس المراد مشاركته مع المنتخب في النافذة الأولى فمضى يقول: إلى الآن لم يتضح لدينا أي شيء بخصوص اللاعب المجنس، لأننا لم نصل لأي اتفاق مع أي لاعب للمباريات المقبلة، وفي حال تمت الموافقة وتوصلنا لقرار سيكون اللاعب بمثابة بيضة قبان المنتخب لأن تواجده سيعطي المنتخب زخماً معنوياً كبيراً، وختم المؤتمر بوعود جديدة بأن أفراد المنتخب سيسعون لتقديم كل ما لديهم في مباراتي النافذة الأولى على أمل الخروج بنتائج توازي طموح عشاق السلة السورية، يذكر أن المدرب هادي درويش أعلن في نهاية المؤتمر عن التشكيلة الأساسية للمنتخب الذي سيشارك في التصفيات الآسيوية، حيث ضمت القائمة اللاعبين:‏


شريف العش، رامي مرجانة، نديم عيسى، عمر الشيخ علي، توفيق صالح، جورج ناظريان، زكريا الحسين، وائل جليلاتي، هاني دريبي، عبد الوهاب الحموي، مجد عربشة، أنطوني بكر، جميل صدير.‏

المزيد..