في سلتنا .. الاتحاد عمل واجتهد وتواجد النجوم كان واضحاً…

متابعة – مهند الحسني:عشر سنوات ونيف مضت على تولي الاتحاد الحالي لمهامه، وما زال المنتقدون يوجهون له أصابع الاتهام في كل كبيرة وصغيرة، عشر سنوات مضت والبعض يتهم الاتحاد بالضعف وعدم القدرة على العطاء والتطوير،


‏‏


لسنا مداحين للاتحاد، كنا وما زلنا وسنبقى من أكثر المنتقدين لأي خطأ قد يقع فيه الاتحاد في جميع مفاصل اللعبة، لكننا بالمقابل لن نتوانى عن ذكر أي شيء إيجابي ينجح فيه، ونعترف بأن الاتحاد كبا مرات، ونهض في أخرى، لكننا لم ننكر عليه أموراً مهمة، وعلاجه لأمراض مستعصية نهشت السلة السورية عبر عقود مضت، أبرزها فوضى جدول المسابقات، وكثرة التأجيلات والتعديلات، وسلبيات أخرى بدت في يوم من الأيام بأنها جزء لا يتجزأ من سلبيات السلة السورية في عهد الاتحادات السابقة، لكن الاتحاد الحالي نجح في علاج غالبيتها، حيث أظهر الاتحاد عموماً، ورئيسه خصوصاً قابلية عالية، و مرونة كبيرة للتكيف مع الظروف، والخروج من الواقع الشائك بحلول وخطط عملية ناسبت حال الأندية واللاعبين، وحفظت استمرارية كرة السلة في حدودها الدنيا خير من اندثارها، وسارت المسابقات المحلية بأدنى التكاليف.‏


غياب النجوم‏


الجميع ونحن منهم تساءلوا عن أسباب غياب النجوم عن الاتحاد الجديد، ووصول أشخاص لم ينالوا كل الرضا في قيادة اللعبة لخمس سنوات قادمة، ونحن نتفق مع كل ما يقال لكن يجب معرفة أسباب غياب النجوم، فالاتحاد السابق فتح الباب أمام الجميع ليعمل معه، وكان هناك تواجد كبير لكوكبة من نجومنا ضمن فريق الاتحاد السابق، يأتي في مقدمتهم الكابتن محمد أبو سعدى الذي تقدم بطلب اعتذاره نتيجة توليه مهام تدريب فريق الاتحاد للرجال، وكذلك حال الكابتن أنور عبد الحي الذي لم ينجح في تقديم أي شيء نتيجة وصوله حسب تصريحاته لشبه طريق مسدود في بعض القرارات التي لم ترق له، ورغم مناشدة الاتحاد بعودته غير أنه اعتذر وهو قرار نحترمه، إضافة لتواجد الكابتن جاك باشاياني الذي عمل بالاتحاد لفترة طويلة، وترأس المنتخب الأول في أكثر من محفل، وعندما عرض عليه عضوية نادي الجلاء تقدم باعتذاره، وأيضاً الكابتن طريف قوطرش الذي عمل مع اتحاد حازم السمان كمدير للمنتخب، ولم يوفق فيه حسب زعمه، فتقدم حينها بطلب اعتذار، كل هذه النجوم لم تنجح في تقديم شيء للعبة، وكانت الحجة أن هناك عقلية معينة لا تروق لهم تقود الاتحاد.‏


والسؤال هنا: لماذا هذه العقلية لم تؤثر على رئيس لجنة الحكام الكابتن ماهر أبو هيلانة الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، والذي تمكن خلال فترة قصيرة من إحداث نقلة نوعية بواقع الحكام ؟ ولماذا لم نر هذه العقلية في تعامل الاتحاد مع أنديته حيث نجح في الوقوف على مسافة واحدة منها دون أي محسوبيات أو مصالح انتخابية ؟ إذاً القصة ليست رمانة بل قلوب مليانة.‏


العمل بالمجان‏


لم يتقدم لانتخابات اتحاد السلة من حلب التي تعد أحد أهم معقل لكرة السلة السورية سوى المدرب هراتش بزدكيان، وقد نجح وبات عضواً ممثلاً عن حلب وهو الآن استقال بعد العاصفة التي أثرت على الاتحاد، ولدى البحث عن أهم أسباب عدم الترشح لعضوية الاتحاد، هو أن العمل بالاتحاد لا يمكن أن يأتي بأي تعويضات أو رواتب شهرية، فيما سيكون التعاقد مع أندية الشهباء بأي صفة سيعود عليهم بالأموال والرواتب المغرية، وهو أمر طبيعي بعالم الاحتراف، إضافة إلى أن عضوية الاتحاد لم تعد تسمح لهؤلاء بالعمل حسب الأنظمة والقوانين.‏


رحيل‏


إذا كان رحيل الاتحاد الحالي هو حل و خلاص لكرة السلة السورية فإنني أضم صوتي للمطالبين بهذا الرحيل بشرط واحد هو تقديم خطة بديلة و واقعية قابلة للتنفيذ قادرة على انتشال سلتنا من واقعها الحزين، و لكن قبل ذلك لا بد لمن يملك ورقة عمل و خطة بديلة أن يعززها بتجارب ناجحة، قبل أن يتولى زمام الأمور، لا أن نكتفي بالوعود، و الكلام المعسول، و الخطب الرنانة، فلا وعود تدفق ملايين الرعاية حققت، ولا أندية المنظّرين نهضت، ولا الأفكار الخيالية نقلت إلى أرض الواقع، و لا يمكن أن نرضى لسلتنا أن تكون رهن تجارب مراهقي الرياضة، وفاقدي الخبرة الإدارية في المجال الرياضي، فالذي لا يجيد المشي لن يستطيع الجري، و كثير من منظّري سلتنا فشلوا في المشي بسلة أنديتهم، أو فرقهم التي دربوها داخلياً و خارجياً، فكيف نتوقع منهم النجاح في إدارة اللعبة وهم لا يستطيعون حل أبسط مشكلات أنديتهم؟‏


خلاصة‏


سلتنا وبكل صراحة لم ينفع معها أداء النجوم الذين زخر بهم الاتحاد في مرحلة من المراحل بعد أن ضم أكثر من نصف أعضائه نخبة نجوم السلة السورية الذين لا يشق لهم غبار، ومع ذلك لم نلمس من هؤلاء النجوم تحقيق ما هو مطلوب، أو النجاح في الخروج من النفق المظلم لسلتنا الجريحة، اليوم و بعد أن فشلت وصفة النجوم، نمني النفس ألا يكون مصير وصفة الشباب مماثلاً لوصفة النجوم، وألا تحيط بهم نفس الظروف التي أحبطت إدارة النجوم، وصادرت قرارهم و أطاحت بآمال الجماهير بهم.‏

المزيد..