مهند الحسني: لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يتقدم رئيس الاتحاد جلال نقرش بطلب استقالته من منصبه بهذه الطريقة التي تركت الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب لدى الشارع الرياضي، وخاصة أن الكثيرين طالبوه في الفترات السابقة بتقديم استقالته لكن جميع هذه المطالبات باءت بالفشل، لكن ثمة أمور حصلت في الآونة الأخيرة تجاه تأمين أبسط مقومات اللعبة، لم يجد الاتحاد حلولاً سريعة لها، خاصة فيما يتعلق بالميزانية المالية، وإصلاح الصالة الرئيسية في مدينة الفيحاء.
على مفترق طرق
الاستقالة تركت الكثير من السلبيات على اللعبة، لكن ذلك لا يعني أنها لن تستطيع النهوض والعودة للعمل، فسلتنا تعج بالكوادر الفنية القادرة على العطاء والتضحية في سبيل اللعبة دون أي مقابل، وتبدو أن نية القيادة الرياضية تتجه إلى إجراء انتخابات جديدة من أجل ضمان عدم توقف سيرورة اللعبة، وخاصة أننا مقبلون على استضافة دورة دولية على أرضنا أواخر شهر تشرين الثاني القادم.
لابد أن نعترف
مهما كانت صفات الفريق الجديد الذي سيقود اللعبة لابد من الوقوف خلفه من الجميع وتقديم كل ما يلزم من مشورات ونصائح من شأنها أن تساهم في تشكيل نواة صلبة والتأسيس لانطلاقة قوية لسلتنا الوطنية في المرحلة القادمة.
آذان صاغية
إذا كان تطور كرة السلة سيبدأ من القواعد، فإن المعطيات الموجودة على مستوى المسابقات المحلية غير مطمئن أبداً، وخصوصاً طريقة التعاطي مع فرق القواعد التي أثبتت أن مستواها مازال متفاوتاً، وأكثر ما يحز في النفس أن جميع التحذيرات والتنبهات التي أشار إليها خبراء اللعبة في الفترات السابقة حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع فرق القواعد لديها وطريقة البناء الخاطئة، لم تلق آذاناً صاغية، وكأننا ننفخ في قربة مثقوبة، وبات جل اهتمام أنديتنا هو دعم الفريق الأول، وذلك لما يحققه من نتائج ستسجل في سجل هذه الإدارات الراغبة في تحقيق إنجازات مسبقة الصنع، فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخاف منه واقعاً.
وإذا كانت محطات التقييم متدرجة، فإن أعلى مراحل عمل هذه الأندية هي قواعدها التي تعد حصيلة إستراتيجية ورؤية فنية بعيدة تصيب العمق الفني المطلوب للارتقاء باللعبة، لذلك فإننا نمنح هذه الأندية علامة الصفر، ليس بسبب سوء الاهتمام بالقواعد وسوء نتائجها، وإنما لضعف المسابقات الخاصة بها، وهذا من شأنه ألا يفرز لاعبين من مستوى جيد لفرق الرجال.
خلاصة
لن تكون هناك كرة سلة عصرية متطورة بغض النظر من يقود سلتنا في المرحلة المقبلة، طالما بقيت أنديتنا تسير على هذه الطريقة البدائية بعملها بتطوير اللعبة لديها، لذلك يجب أن تعي هذه الأندية أن كرة السلة بات شأنها شأن عملية البناء كلما قويت الأساسات ارتفع وارتقى البناء، إلا إن أموال أنديتنا تنفق على طوابقها الأخيرة القائمة على أساسات مهترئة بسبب الآفاق الضيقة لرؤية العمل، ولهاث البعض خلف الوجبات السريعة المسبقة التحضير وعديمة الفائدة، ورغم وجود من كنّا نظنهم خبراء من أبناء اللعبة في بعض الأندية وخاصة الكبيرة منها، إلا أن واقع التجربة أثبت أن تجاربهم فاشلة وغير ممكنة، والسؤال هنا، فهل ستعود أنديتنا لرشدها وصوابها عسى أن تثمر جهودها عن نتائج ستسجل لهم بأحرف من ذهب لا يمكن أن تنسى؟
ختاماً سلتنا أمانة في عنق من أحبها، فلنترك مصالحنا الشخصية جانباً، و لنصوّب أسهم النقد إلى مكانها الصحيح، و لنصفق ونثني على كل مبادرة إيجابية تخرج بنا من واقعنا الهزيل بدلاً من رمي الوعود الخلبية و تلميع الأحلام الوردية.