عاشت أوساط الكرة الأوروبية أحداث أربع مباريات من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، ولفتت مباراة ليفربول حامل اللقب ومضيفه أتلتيكو مدريد الأنظار على خلفية التألق المذهل للريدز هذا الموسم والتراجع الملحوظ للأتلتي، ولكن مباريات من هذا الصنف في بطولة كهذه لا تخضع لهذه الضوابط وتبقى أرضية الملعب هي الحكم والفيصل.
في مباريات كرة القدم ليس شرطاً السيطرة لأنها لا تعني شيئاً، وما أكثر المباريات التي تحفظها السجلات حول فريق سيطر وآخر فاز لأن كرة القدم من الصعب وضعها بين دفتي كتاب، ومباراة ملعب ميتروبوليتانو بين أتلتيكو مدريد وليفربول ليست الأولى والأخيرة في هذا الجانب، إذا فاز المضيف الذي دافع على الضيف الذي سيطر وهاجم.
لا يمكن القول إن ليفربول الذي شارك عشرة من أساسييه الذين كانوا حاضرين ليلة التتويج الأخير يستحق نتيجة أفضل ولا يمكن الطعن بفوز أتلتيكو، بل إن أسلوب المدرب الأرجنتيني سيميوني تفوق على حنكة ودهاء المدرب الألماني كلوب الذي بدا ضعيف الحيلة عاجزاً عن فك حصون المدريديين المنيعة، وخصوصاً أن التوقعات التي سبقت المباراة تنبأت بهذا السيناريو الذي لم يكن مفاجئاً.
سيطر ليفربول بنسبة 70 بالمئة وتمريراته السليمة وعدد اللمسات الإجمالية أضعاف ما قام به أتلتيكو ولكن هذا لا يصرف في شيك كرة القدم، وتكفي الإشارة إلى أن بايرن ميونيخ سيطر بنسبة 64 بالمئة بمواجهة ريـال مدريد في إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2014 ولكن الملكي خرج فائزاً برباعية نظيفة مدمرة وقتها، كما أن سيطرة البايرن كانت 65 بالمئة في مباراة الذهاب حينها التي انتهت ملكية بهدف.
ما هو مؤكد أن مباراة الرد ستحسم الجدل، لكن ما هو مؤكد أيضاً أن السيناريو لن يختلف والنتيجة رهن الأقدام.
محمود قرقورا