سوالف جزراوية..
الحسكة – دحام السلطان : – انتهى النصف الأول من مشاركة رجال الجزيرة في الدوري الممتاز، وسط مشاهد فنية وإدارية وتعبوية وانضباطية وسلوكية لم يشهدها تاريخ نادي الجزيرة الكروي على الإطلاق وفي الجانبين الفني والإداري على حد سواء، وهو الفريق الذي ابيضّت عيون أنصاره وذرفت عليه الدموع بسخاء للمطالبة بصعوده إلى دوري الأقوياء خلال الموسم الماضي بمختلف مراحله الدراماتيكية! فلذلك فإن الجزيرة لم يكن بحجم المطلوب منه، ولم يتمكن لا هو ولا القائمون عليه ولا حتى عرّابوه ولا المطبلون والمصفقون والمزمرون لهم من حفظ ولو بجزء بسيط ماء الوجه الذي أريق ببساطة متناهية قبل أن يقوم بمنح النقاط المجانية للذي يستحقها والذي لا يستحقها من منافسيه بكل برودة دم؟
هذا الواقع المأساوي المأزوم ليس بغريب ولم يكن بمفاجأة بالنسبة لنتائج الجزيرة القاسية والقاهرة وإن كان مريراً، بل جاء نتيجة منعكسات منطقية لمقدّمات، قد اعتاد الرسميون أن يتقصدوا الإسراف في المداومة عليها ووضع الفريق ومنذ البداية في الظل وحجبه حتى عن وسطه الكروي وأقرب متابعيه وحتى أبنائه الحقيقيين، على الرغم من أن تصنيف الفريق كروياً قد بات رسمياً في عالم الأضواء، إلا أن المفارقة الضوئية هنا لم تنسجم معطياتها مع متطلبات الواقع الذي كان ينادي به أصحاب الواقع للمعالجة واستنباط الحلول قبل الوصول إلى حقائق اليوم المذلّة.
الإدارة اليوم ومن خلال الواقع الذي يتحدث عن نفسه وهي التي جاءت استنساخاً طبيعياً علنياً وصريحاً في معظم أعضائها عن لجنة المؤقتين السابقة واستمراراً لما أنجزته وصنعته تلك، لذلك فإن كل المؤشرات اليوم تؤكد على أن الإدارة باتت تحتاج إدارة هي الأخرى، لأنها لم تكن بحجم ما هو مطلوب منها على الإطلاق وعلى الرغم من إمكاناتها المتواضعة، إلا أنه كان من الممكن بوجود أعضاء استثمارهم بالشكل الأمثل بالفعل، وذلك بالسير خلف من يبكيهم وليس المشي وراء من يضحكهم لتمرير بعض المصالح الآنية الضيّقة؟
– يبقى الإنجاز الأهم لكرة القدم في الحسكة بتحقيق سيدات نادي عامودا ما عجز عنه الذكور، بتحقيق بطولة الدوري الكروي للسيدات بنسخته الأولى على صعيد الملاعب المكشوفة، بعد فوز الفريق على أندية عمال السويداء والمحافظة وشرطة حماة وجرمانا والعربي وبتعادله مع منتخب حمص، وليكون بذلك نادي عامودا أول نادٍ نسائي على صعيد المحافظة والقطر يحسم بطولة الدوري قبل نهايته بلقاء واحد، ويحصل على مكافأة الفوز بمبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.