وقفة .. الحيادية مطلوبة

في زاويتنا هذا الأسبوع يطيب لنا أن ندخل على عملنا الإعلامي المواكب للنشاط الرياضي، وأكثر الاهتمام الإعلامي في بطولاتنا المحلية يكون باتجاه كرة القدم وبدرجة أقل كرة السلة، حيث تمثل اللعبتان قيمة كبيرة لدى المتابعين وعشاق الأندية الممارسة لهما.


مشكورٌ إعلامنا الرياضي حين يغطي هذه الأحداث، إذ يحرص ويتنوع في الانتقال من ملعب إلى ملعب أو من صالة إلى صالة وهو في هذا يؤدي دوراً وطنياً ويساهم في مواكبة اللعبتين وإدخالهما إلى كل بيت، ونشر وغرس محبتهما لدى الأجيال الصاعدة، أي إنه باختصار مفيد يساهم في نشر ثقافة الرياضة وثقافة تقبل نتائج مبارياتها.‏


إلى هنا والأمور تبدو جيدة ومقبولة ولكن – هذه لكن – سوف نريدها حتى يكون العمل متكاملاً وحتى تكون الفائدة أعم وأشمل وحتى يكون النقل التلفزيوني تحديداً وهو بيت القصيد في زاويتنا هذه محققاً لأهدافه، وأهمها العدالة وإظهار الحق، إضافة إلى دوره الريادي في مواكبة الحدث الرياضي وإلقاء الضوء عليه بما يتناسب مع أهمية تلك الأحداث.‏


ولو نظرنا إلى عدد الكاميرات التي تتولى تصوير مفردات الأحداث لوجدناها لا تفي بالغرض المطلوب وتشكل عامل نقص لهذا النقل، وكثيراً ما يسبب النقص في عدد الكاميرات المستخدمة ضياع الكثير من حقوق الفرق حتى المحللين، برصد الأخطاء وتحليل أسبابها، وكم مرة في نقل مباريات دوري كرة القدم نسمع المحللين يقولون الأخطاء لا تظهر! الخطأ والتسلل لا تظهره الكاميرا ! والتصوير لن يستطيع رصد ما حدث، إذاً هذه معضلة وكم نتمنى أن تزول وزوالها بسيط بزيادة عدد الكاميرات المستخدمة وهو أمر ممكن السيطرة عليه لأن كرة القدم دائماً قابلة للتسويق، ويهم اتحاد كرة القدم أن تنقل مباريات فرقه بالشكل الأفضل والأحسن، وهذه نقطة يجب على اتحاد الكرة إدراجها في شروطه حين يسوق مبارياته.‏


ما يقال عن كرة القدم ينطبق على كرة السلة لكن في كرة السلة هناك أمور أصعب، حيث اللوحات الضوئية الموجودة في صالاتنا أكل عليها الدهر وشرب وبالتالي لا تظهر المفردات الدقيقة للفرق والنقاط وأخطاء اللاعبين وحتى أرقامهم، وهنا يبدو دور الإعلام المواكب ضعيفاً وهو في النهاية أقل من الواجب لا يظهر الحق دائماً في بعض الأحيان.‏


أما بعض المعلقين فيعلمون ما هي مهمتهم لكنهم يخرجون أحياناً عن هذه المهمة ويعتبرون أنفسهم مؤيدين للفرق التي يحبون! وبالتالي يصبحون أطرافاً وليسوا حياديين.‏


اللغة الإعلامية أيها السادة سلاح ذو حدين، فإن أحسنا كان السلاح إيجابياً وإن لم نحسن كان سلاحاً هداماً، ومن هنا ننادي لضرورة الحيادية وهذا واجب الإعلام وأهم ميزاته، ما يعزز الإعلام من آلات وتجهيزات يعطي الدور الأفضل، فهذا أيضاً لا بد من تأمينه، فهل يكون العام الجديد عام الإعلام الرياضي المحايد والمعني ؟‏


نتمنى ذلك وكل عام وأنتم بخير.‏


عبيــر علــي‏


a.bir alee
“>@gmail.com‏


المزيد..