وقفة:أشياء من كرتنا

في كل دول العالم المتقدمة بكرة القدم تتابع الجماهير الدوري لأنديتها باهتمام وبطقوس محببة وكأنها ذاهبة إلى احتفالات وأفراح ومهما كانت النتائج وكيفما كانت صافرات المحكمين لا يتغير من المشهد شيء،


الكل سعيد يصفقون لفرقهم إذا فازت ويصفقون لها إن تعادلت أو خسرت، ومن أجل ذلك تسعى تلك الدول بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر اتحاداتها الوطنية إلى المضي في إيجاد كل ما يساهم لراحة المشاهد وتأمين العدالة للفرق ويقصد هنا المناخات الجماهيرية والتحكيمية وعلى هذا الأساس انتشر ما يسمونه (بالفار) الذي يقلل كثيراً من الظلم التحكيمي ويؤمن بدرجة عالية القرارات الصحيحة، وبالتالي لا شعور في الظلم، طبعاً نحن لا نطالب بأن يكون لدينا هذه التكنولوجية المتطورة جداً لأن أسعارها وتكلفتها مرتفعة كثيراً ، ولكن نطالب بأشياء في كرتنا يجب أن تستبدل أو أن تتطور، وعلى سبيل المثال وليس الحصر: النقل التلفزيوني ومع احترامنا الكامل له يأتي منقوصاً لأن التصوير يتم بأربع كاميرات فقط! وهذا لا يظهر الوجه الحسن للأداء ولا يوضح لمن يريد أن يتكلم عن أخطاء التحكيم، ونسمع من خلال الشاشة أن هذه الحالة ليست واضحة وتلك الحالة لم تلتقطها الكاميرا، وقس على ذلك كثيراً في كل أسبوع من أسابيع التباري، أما الجمهور فيأتي إلى ملاعبنا، البعض منه، وكأنهم قادمون إلى معركة، ويطيب لقلة من هذا الجمهور التباهي بشتم الخصوم والفريق الضيف وأركان اللعبة والمراقبين والحكام وكأنهم يأتون من أجل استعراض عضلاتهم ومنهم أيضاً من يطلق الألعاب النارية بأصواتها المزعجة ودخانها المسمم، وهم يتباهون في ذلك، علماً أنه سقط في الموسم الماضي شهيد على المدرجات، حيث أصيب بهذا النوع من التشجيع، وأمام ذلك صدرت تعليمات صارمة ومشددة إلى كل الجماهير وروابط المشجعين بالعزوف عن هذا النوع من المحبة للأندية ولكن لا حياة لمن تنادي، حيث مع انطلاقة هذا الموسم استمرت بعض الجماهير بممارسة هذه الهواية وعليه صدرت العقوبات المناسبة، حيث لعب الوثبة خارج أرضه لعقوبة اتحادية، وسيلعب الوحدة اليوم خارج أرضه لعقوبة اتحادية، إضافة إلى عقوبات مالية نتيجة الشتائم والفوضى وعدم الالتزام، فماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أن هناك أشياء في كرتنا تحدث ويطيب للبعض ممارستها حتى لو عوقبت أنديتهم ومهما بلغت شدة هذه العقوبات.‏


مهلاً أيها السادة ما هكذا يأتي الناس للتشجيع وليس من أجل ذلك اعتمدت الألعاب الرياضية، إلى هؤلاء المتهورين نقول: ابتعدوا عن أنديتكم وهي ستكون بألف خير، ما ذكرناه غيض من فيض يواكب دورينا، وسيكون لنا مستقبلاً وقفات مع حالات مزعجة تحدث ولابد من الوقوف أمامها.‏


عبيــر علــي a.bir alee
“>@gmail.com‏


المزيد..