أنديتنا بشكل عام تعتبر فقيرة بألعابها المعتمدة وفقيرة بصناديقها المالية، ودائماً في المجمل تشكو العوز وتبحث هنا وهناك عن مبلغ مالي يأتي من داعم أو محب ميسور الحال، توفق بذلك حيناً ويغيب عنها التوفيق أحياناً، وتبقى في دائرة الهم ودائرة البحث عما يكفي لتسديد الالتزامات والإيفاء بالعهود وتمويل النشاطات واستقطاب اللاعبين واللاعبات، والحالة مستمرة والصورة مكررة والحكاية تبدأ مع بداية كل موسم رياضي جديد، ويبقى هاجس الإدارات النجاح كونها مسؤولة أمام الجماهير وأمام المحبين، حين تنجح تفرح ويفرح من معها والعكس صحيح.
كثيرة هي الإدارات التي تتعاقب على عديد أنديتنا ونجحت لكن هذا النجاح لم يدم ولم يستمر وكان مقترناً دائماً بالوضع المالي والميزانية المالية لهذه الأندية والأمثلة كثيرة عن أندية نجحت وتفوقت في بعض الألعاب ثم كبت وتراجعت، كل هذا الذي تحدثنا عنه يقودنا إلى نادي الوثبة من حمص وهي تجربة بالحقيقة تستحق الوقوف عندها، فقط تولى منذ سنتين تقريباً أو أقل رئاسة النادي الرياضي المعروف إياد السباعي وهو من أبناء نادي الوثبة أصلاً وأحد المهتمين من لاعبي كرة السلة وهو ميسور الحال (والله الموفق) تولى المسؤولية وأجرى في ناديه إصلاحات كثيرة على كل الصعد إذا انتقلت ألعاب النادي نقلة نوعية وفي مقدمتها كرة السلة والقدم وهذا الرجل كان وراء تلك القفزة النوعية بما قدمه من وقت ومال وسهر وعمل ميداني محترم، انتقل بكرة السلة إلى الدرجة الأولى، أي الممتاز إذا جاز التعبير وفي نفس العام لعب المباراة النهائية بكرة السلة أمام فريق الجيش، أما في كرة القدم فقد بنى فريقا يحترم وقدم كرة على مدار الموسم الممتاز ووصل الى المباراة النهائية لكأس الجمهورية وفاز ببطولتها فاستحق أن يكون إلى جانب فريق الجيش لتمثيل الكرة السورية آسيوياً كل ذلك تم بنجاح وبحرص وبإحساس عالٍ من المسؤولية لهذا الرجل وإدارته.
والمفاجأة الكبرى أنه تقدم باستقالته يوم الأربعاء الفائت ووضح الأسباب الموجبة إلى ذلك وقرر الانسحاب من الساحة التي بصم فيها ويأتي كل ذلك رداً على أعداء النجاح الذين لم يتركوا له فرصة للاستمرار ولم يجلسوا على جانب (وينضبوا) بل استمروا بفترة عمله بوضع العصي بالدواليب لا ندري إن بقي على استقالته أو رجع عنها لحين إصدار هذه الزاوية، لكن الذي نعرفه أن للنجاح أعداء كثيرين وأن الحساد كثيرون أيضاً وأن هناك أناساً في رياضتنا لا يعملون ويؤذون نفوسهم إذا عمل الناس، فمتى نتخلص من هذا المرض أو بعبارة أدق من هذا الداء الذي يصل إلى حد الحماقة، بل هو الحماقة بعينها.
عبير علي a.bir alee @gmail.com