بعد نهاية الدوري… سلتا الجيش والجلاء في ميزان النقد والتحليل «1من 2»

متابعة – مهند الحسني: بعد أن انتهت مشاركة الأندية في الدوري العام، حيث بدا واضحاً بأن مستوياتها متفاوتة بين الجيد والمقبول، وخاصة الأندية الكبيرة التي تأثرت بقرار تحديد الأعمار الذي أقره اتحاد السلة الموسم الفائت، لذلك لابد من وضع الفرق في ميزان النقد والتحليل لبيان ما قدمته من نتائج.



البطل للمرة الرابعة‏


نبدأ اليوم مع سلة نادي الجيش التي ظفرت باللقب للمرة الرابعة على التوالي كما كان متوقعاً، وجمعت ثنائية الدوري والكأس معاً، وجاءت هذه النتائج نتيجة تضافر العديد من العوامل منها الفني والإداري، حيث يعيش الفريق حالة من الاستقرار بجميع أشكاله تحلم به جميع الأندية، إضافة لنظام واضح وصريح، ومتابعة دقيقة ومستمرة لجميع مفاصل اللعبة وما يعترضها من مشكلات، وهذا سر نجاح سلة الجيش.‏


تفاوت‏


على الرغم من الظفر باللقبين غير أن مستوى الفريق شهد تفاوتاً كبيراً هذا الموسم من مباراة لأخرى، ومني بثلاث خسارات لم تكن على البال، وقد أرجع البعض سبب هذا التفاوت هو عدم لعب الفريق بتشكيلته الأساسية في الأدوار التمهيدية من عمر الدوري بعد قرار تحديد الأعمار الذي أقره اتحاد السلة، ورغم اللمسات الواضحة التي نجح مدربه أبو طوق في وضعها على أدائه، لكن هذا التفاوت بالمستوى كان مرافقاً لأداء الفريق في الأدوار النهائية، وكل من شاهد فريق الجيش في اللقاء الأول أمام الجلاء بحلب وفوزه بفارق كبير الذي وصل إلى (36) نقطة أكد أن الأمور محسومة، واللقب سيحسم في حلب، لكنه في اللقاء الثاني تراجع مستواه كثيراً، وبدا لاعبوه وكأنهم يلعبون كرة سلة لأول مرة، ومني الفريق بخسارة غير متوقعة كانت بمثابة صدمة كبيرة لعشاقه ومحبيه، وحتى في اللقاء الرابع بين الفريقين لم يكن مستواه مقنعاً وخاصة في الربع الأول الذي سيطر فيه الجلاء بجميع مراحله، ووسع الفارق إلى 15 نقطة، غير أنه استعاد عافيته في الربع الأخير وتمكن من تحقيق الفوز والظفر باللقب، ويضم الفريق لاعبين متميزين ومهاريين، والحلول الدفاعية لديه محلولة بوجود العمالقة ( عبد الوهاب الحموي، هاني دريبي، عمر الشيخ علي) أما الشق الهجومي فكان في قمة عطائه بقيادة رامي مرجانة، والجناح الطائر والسريع طارق الجابي، ويمتلك الفريق دكة بدلاء جيدة تعد الأقوى بين الأندية.‏


لغة الأرقام‏


احتل الجيش مركز الوصافة بعد الجلاء بفارق المواجهتين المباشرتين، وفي النتائج فاز على الثورة (89/51) و (62/49 ) وعلى الساحل( 99/51) و (101/54)، وعلى الكرامة( 87/68) و (83/72) وعلى النصر (75/62) و (100/71) وعلى الحرية (104/77) و (87/63) وعلى الاتحاد (69/68) و (63/57) وعلى اليرموك ( 85/ 70) و (108/64 ) وعلى الوحدة (83/76) و( 64/61 ) وخسر أمام الجلاء (74/78 ) و(71/ 80). وفي الفاينال إيت فاز على الحرية ( 81/70 ) و ( 87/55) وفي الفاينال فور فاز على فريق الاتحاد( 72/ 71) و( 77/74)، وفي الدور النهائي تمكن من الفوز على الجلاء في اللقاء الأول الذي جمع الفريقين بحلب بواقع(81-45) وخسر اللقاء الثاني(80-73) وتمكن بالفيحاء من الفوز باللقاء الثالث( 72-64) وتابع في اللقاء الرابع مشوار انتصاراته وفاز(68-64).‏


الجيش لعب 26 مباراة، فاز 23، وخسر ثلاثاً، سجل 2112، وعليه 1695، ورصيده(49) نقطة.‏


مثّل الجيش‏


يقود الفريق المدرب خالد أبو طوق، ويساعده مجد شاهين، مدير الفريق النقيب علي شاهين، والمدير الفني أبي دوجي، والإداري أسامة تامر، والمعالج أنس شعبان، واللاعبون: رامي مرجانة، عمر الشيخ علي، هاني دريبي، طارق الجابي، محمد صعلوك، خليل خوري، كارل إيغو، رامي رايحاني، وليم حداد، عبد الوهاب الحموي، محمد شاهين، أنس شعبان(عقد الثقة).‏


البطل الذي لم يتوّج ؟‏


فرضت سلة الجلاء نفسها بين الكبار وبقوة، وتصدرت الأدوار التمهيدية بعدما تمكنت من الفوز في غالبية مبارياته بما فيها مبارياته مع بطل الدوري الماضي الجيش، وربما كان قرار اتحاد السلة بتحديد أعمار اللاعبين، ومدى مشاركتهم مع الفريق منذ بداية الموسم فأل خير على سلة الجلاء، وتماشى مع سياسة الإدارة التي ترغب في الاعتماد على أبناء النادي، وبناء جيل سلوي للمستقبل، وبدت لمسات المدرب هادي درويش واضحة على أداء الفريق، حيث نجح في خلق حالة من الانسجام والتناغم بين لاعبي الخبرة والشباب، فاكتملت صفوفه ومراكزه، وبنى دكة احتياط جيدة وقوية، وقدم مستوى ثابتاً بنسبة كبيرة في جميع مبارياته، وتعامل مدربه مع مقدرات لاعبيه بشكل احترافي، فظهر الفريق منافساً قوياً وعنيداً، وظن الجميع أن نتائجه لن تكون قوية في الأدوار المتقدمة من عمر الدوري لكون باقي الأندية ستلعب بتشكيلتها الأساسية التي حرمت منها في مرحلتي الذهاب والإياب، لكن الجلاء أثبت أنه عاد بقوة، وبأنه زعيم السلة السورية بكل جدارة بعد النتائج المشرقة التي خرج بها أمام فرق تتفوق عليه من حيث توافر اللاعبين والخبرة، فتصاعد مستوى الفريق من مباراة لأخرى، وظهر لديه جيل من اللاعبين سيكون لهم شأن كبير في المواسم القادمة أمثال: إسحاق عبيد، مهران نرسيسيان، جورج شربل مبيض، كامل عبد الله، وامتاز الجلاء بالرتم السريع في الشقين الدفاعي والهجومي، ولعب الفريق بجماعية أكثر، وهذه الميزة كانت علامة فارقة له بين جميع الفرق، فكانت نتائجه مشرقة بعد ثماني سنوات مظلمة كادت سلة الجلاء أن تصل لحد الهاوية.‏


لغة الأرقام‏


قبل وصوله إلى الدور النهائي خاض الجلاء (23) مباراة، 18 في الدوري المنتظم و2 في الفاينال إيت، وثلاث في الفاينال فور، و حقق خلالها (20) فوزاً مقابل (3) خسارات وسجل (1623) وعليه (1309). وفي النتائج فاز على الجيش (78/74 ) و (80/71 ) وعلى الكرامة ( 64/51 ) و(73/53 ) وعلى الساحل (80/60 ) و( 69/37 ) وعلى الحرية (62/49) و (64/45 ) وعلى اليرموك ( 59/ 56) و( 65/52) وعلى النصر(77/59) و (70/51) وعلى الثورة (91/ 60) و( 79/56) وتبادل الفوز مع الاتحاد (66/ 70) و( 66/61 ) كما تبادل الفوز مع الوحدة (78/65) و( 79/84)، وفي الفاينال إيت فاز على اليرموك (96/56) و(68/60)، وفي الفاينال فور خسر أمام الوحدة 82/87 ثم فاز عليه ( 57/52) وفي المباراة الثالثة فاز بانسحاب الوحدة (20/0 )بعد التعادل في الوقت الأصلي (66/66) وفي الدور النهائي خسر الجلاء أمام الجيش في اللقاء الأول الذي جمع الفريقين بحلب بواقع(81-45) وفاز في اللقاء الثاني بواقع (80-73) وخسر بالفيحاء اللقاء الثالث ( 72-64) ولم يتمكن من الفوز في اللقاء الرابع فخرج خاسراً (68-64) وحل بمركز الوصافة.‏


مثل الجلاء‏


اعتمد الجلاء هذا الموسم على تشكيلة جيدة من مزيج لاعبي الخبرة والشباب، أمثال: جورج نونو- وائل جليلاتي- جورجي نظاريان- إسحق عبيد- مايكل شلبي- إسبر كرد- يامن حيدر- جميل صدير- مهران نرسيسيان- جورج شربل مبيض- كامل عبد الله- وسام يعقوب- جاد قدسية- يرفانت جكرجيان- فارس الفرا، ودرب الفريق هادي درويش وساعده جان مخول.‏

المزيد..