متابعة – أنور الجرادات: ما إن ينتهي موسمنا الكروي ببطولاته وإنجازاته وإخفاقاته وأفراحه وأحزانه حتى يتم فتح الملف المهم والخطير الذي يتسبب كل عام في مشاكل وخسائر مالية للأندية وفي شكاوى لا حصر لها تصل للجنة أوضاع اللاعبين وربما تصل إلى لجنة الانضباط.
هذا الملف هو ملف العقود السرية أو كما يفضل البعض أن يطلق عليها العقود الإضافية التي تبرمها الأندية وكما يقال (من تحت الطاولة) للتحايل على قوانين ولوائح اتحاد الكرة، وموسم العقود السرية يبدأ دائماً بحرب شرسة لا مبرر لها مع انتهاء الموسم الكروي وانتهاء النشاط من أجل الفوز بالصفقات المميزة.
صراعات بين الأندية
معارك وصراعات قوية تندلع في الخفاء بين مسؤولي الأندية من أجل خطف أي لاعب مهما كان مستواه ومهما كانت حاجة الفريق إليه، ويتطور الأمر أحياناً ليصبح صراعاً من أجل الصراع فقط ومن تسجيل انتصارات وهمية يبحث عنها البعض ليسجل فيها أهدافاً على الآخرين، تتمثل في مجرد المنافسة أو حرمان الآخرين من هذا اللاعب أو ذاك .
هذه المعارك التي تندلع بين الأندية ويكون بعض الإداريين السبب الرئيسي فيها تسببت في ظهور ما يسمى بالعقود السرية أو العقود الإضافية وهي عقود تبرمها الأندية مع ما تريده من اللاعبين دون علم اتحاد الكرة وتتسبب هذه العقود في ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل كبير ومبالغ فيه وهو ما أوقع الأندية في الديون.
حلول غير مجدية
من جانبه حاول اتحاد الكرة أكثر من مرة حل هذه المشكلة من خلال العديد من اللوائح والقوانين دون جدوى حتى وصل الأمر إلى تحديد مقدم عقد لكل لاعب، لكن حدثت المشاكل واستمرت العقود السرية والإضافية، وشاهدنا العديد من الأندية تعاني من الديون وشاهدنا لاعبيها يقومون بالامتناع عن التدريب حتى الحصول على حقوقهم المالية والتي لم يجرؤ اللاعبون على مخاطبة الاتحاد بشأنها لعدم قانونية العقود السرية.
الآن وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد وقبل انطلاق ( موسم العقود السرية ) ماذا يخبئ اتحاد الكرة لأنديته المحترفة وبماذا فاجأهم ؟
اتحاد الكرة صاحٍ للأندية
طبعاً اتحاد الكرة على علم مسبق بما تقوم فيه الأندية المحترفة وخاصة لجهة طريقة وسرية توقيع العقود مع اللاعبين الذين ترغب الأندية بضمهم لفريقها، والعروض الخرافية وخاصة المالية منها التي تقدمها للاعب كي توقعه في شباكها وبمعنى آخر تحت مسمى ( مغريات ) لكن اتحاد الكرة وصل لقناعة كافية ووافية بأن ما تقوم به الأندية في هذا الموضوع تحديداً يعد خطأ كبيراً وفادحاً ولا يمكن السكوت عليه بتاتاً ومن أجل هذا أصدر تعميماً للأندية المحترفة رقمه ( ١٠١٧ ) وتاريخه 14/٧/2019 وهذا نصه الحرفي:
يرجى إبلاغ أندية الدرجة الممتازة عدم توقيع أي عقد احترافي مع أي لاعب غير منتهٍ عقده في ناديه إلا إذا حصل اللاعب على تنازل أو إعارة أو براءة ذمة مالية من النادي السابق وفي حال عدم التقيد سيتم إيقاف اللاعب عن النشاط الرسمي والودي لمدة عام كامل استنادا إلى لائحة الإجراءات التأديبية المادة ( ٢٩ ) الفقرة ( ٢٩ – ١ ) هذا هو ما نص عليه تعميم اتحاد الكرة الذي وجّه إلى الأندية المحترفة، فهل ستتقيد الأندية فيه يا ترى ؟ ربما.
إغراءات اللاعبين
وهذه العقود الإضافية أو السرية هي التي تغري اللاعبين بترك أنديتهم أو حتى الاستمرار معها لكنها في النهاية تتسبب في الكثير من المشاكل بين اللاعبين وأنديتهم وتتسبب في تراكم الديون على الأندية، وفي النهاية يصل الأمر إلى طريق مسدود ويضطر اتحاد الكرة أو لجنة أوضاع اللاعبين لحل المشكلة والتي تنتهي إما بإجبار الأندية على سداد حقوق لاعبيها المذكورة في العقود الإضافية أو السرية وإما بصدور قرار من الاتحاد بنقل اللاعب من ناديه المديون إلى نادٍ آخر.
عبء إضافي
وطبعاً هناك أمور يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، كبعض الامتيازات التي تُمنح للاعب، إضافة إلى العقد الأصلي، وهذه الامتيازات ربما تمنح للاعب من ناد دون ناد آخر وهنا يقوم اللاعب بفرض تلك الامتيازات على الناديين فتبدأ عملية المزايدة وهي بلا شك تضيف عبئاً إضافياً على كاهل النادي، ولابد من الحد منها قدر الإمكان، وربما يكون هناك من هو ضد منح مقدم للعقد ويريدون أن تكون العقود عبارة عن عقد كامل يوزع على شكل رواتب موسمية تبدأ مع بداية الموسم وتنتهي بنهايته وهذا يسهل على الطرفين ( النادي واللاعب) الوفاء بالالتزامات.
لا ضرر ولا ضرار
بالطبع هناك لوائح وأنظمة تنظم الانتقالات بين الأندية ووضعت لها معايير وهذه المعايير تحفظ للطرفين حقوقهم، فلا يجوز أن يتقدم النادي للاعب بعقد حسب المعايير ومن ثم يرفضها للانتقال لنادٍ آخر وبالتالي تجد كثيراً من اللاعبين يغادرون أندية معينة من أجل التسجيل في أندية محددة ما ينتج عنه ضرر كبير في الأندية المنتقل منها، فلذلك يجب إلزام الطرفين التقيد بالمعايير حتى لا يتضرر أي طرف.
الخلاصة
لابد من التزام الأندية بميثاق الشرف ومنع هذه المزايدات والتي يتدخل بها أطراف تضر بمصالح الأندية، فالأندية تعاني من قلة المورد وتعاني من تراكم الديون، ولكن للأسف هناك من يدعو الأندية لمثل هذه التصرفات التي لا يستفيد منها سوى من يقوم بالمزايدة على اللاعبين، فلابد من الحزم في هذا الموضوع للحد من الضرر بالأندية التي تعاني.