متابعة – أنور الجرادات: خروج أنديتنا ومعها منتخباتنا الوطنية من المنافسة الآسيوية يبدو أمراً طبيعياً وليس لعنصر المفاجأة فيه مكان، فيجب أن نتحدث بمنطق وشفافية عن الأسباب التي أدت لهذا الفشل والإخفاق المستمر.
اتحاد كرة القدم والاندية واللاعبون والإداريون هم سبب اخفاق الكرة عندنا وجميعهم يتحمل مسؤولية الإخفاقات والخسائر التي لحقت بالكرة السورية وخاصة رجال الأعمال رؤساء الأندية والاتحاد الذي يدير اللعبة بأدوات كلاسيكية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بتطوير اللعبة، ويا ليتهم يرفعون شعارات تحمل المسؤولية عند الإخفاق، فتحمل المسؤولية ليس شعارات ورفع الحرج عن اللاعبين وحمايتهم وامتصاص غضب الجماهير العاشقة والمتعطشة، مسؤولية قيادة رياضية بالعموم وكروية بالخصوص منضبطة تعرف ما لها وما عليها وليست أسطوانة يطلقها الكثير من رؤساء الاتحادات الكروية والأندية الكبيرة في حال خسارة منتخباتنا الوطنية وأنديتنا المحلية من بطولات ومنافسات خارجية.
دهشة وأخطاء
وما يثير الدهشة أن البعض يعتقد بأن البطولة سلبت منه بمؤامرة وأخطاء تحكيمية وهو أحق من الفريق المنافس، بينما الواقع يقول إن أنديتنا تسير بالبركة حيث نجد دورياً كسيحاً لاحول ولا قوة له، والبطولة محصورة بين غريمين، أما بقية الأندية
متابعة – أنور الجرادات:
خروج أنديتنا ومعها منتخباتنا الوطنية من المنافسة الآسيوية يبدو أمراً طبيعياً وليس لعنصر المفاجأة فيه مكان، فيجب أن نتحدث بمنطق وشفافية عن الأسباب التي أدت لهذا الفشل والإخفاق المستمر.
اتحاد كرة القدم والاندية واللاعبون والإداريون هم سبب اخفاق الكرة عندنا وجميعهم يتحمل مسؤولية الإخفاقات والخسائر التي لحقت بالكرة السورية وخاصة رجال الأعمال رؤساء الأندية والاتحاد الذي يدير اللعبة بأدوات كلاسيكية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بتطوير اللعبة، ويا ليتهم يرفعون شعارات تحمل المسؤولية عند الإخفاق، فتحمل المسؤولية ليس شعارات ورفع الحرج عن اللاعبين وحمايتهم وامتصاص غضب الجماهير العاشقة والمتعطشة، مسؤولية قيادة رياضية بالعموم وكروية بالخصوص منضبطة تعرف ما لها وما عليها وليست أسطوانة يطلقها الكثير من رؤساء الاتحادات الكروية والأندية الكبيرة في حال خسارة منتخباتنا الوطنية وأنديتنا المحلية من بطولات ومنافسات خارجية.
دهشة وأخطاء
وما يثير الدهشة أن البعض يعتقد بأن البطولة سلبت منه بمؤامرة وأخطاء تحكيمية وهو أحق من الفريق المنافس، بينما الواقع يقول إن أنديتنا تسير بالبركة حيث نجد دورياً كسيحاً لاحول ولا قوة له، والبطولة محصورة بين غريمين، أما بقية الأندية الأخرى فتسير نشاطها اليومي على نهج ( قدر ظروفك ) كما أن ثقافة كرة القدم والتشجيع غائبة عندنا بشكل ملحوظ .
وعندما نتحدث عن ثقافة اللاعب المحترف سوف يظل اللاعب السوري بعيداً عن الاحتراف بمسماه الحقيقي طالما هو يسبح في أحلامه الزائفة بعيدا كل البعد عن الرياضة وعن الكرة، وهذا ما ثبت لنا خلال مشاركته في المنافسات الخارجية، كما نشاهد العشوائية والفوضى الإدارية والجهل التي جلبها رجال المال تطغى وتسود في الأندية.
فالفكر في العمل والابتكار والتخطيط في اختيار الكوادر المؤهلة والأهم كيف تصنع فريقاً فنياً يجلب لك البطولات، وكل هذا لن يتأتى إلا بالفكر الصحيح والعلم والمعرفة أهم وأبلغ أثراً من المال وإن كان المال مكملاً ومؤثراً إلا أن استثماره رياضياً يظل في أمس الحاجة لعقول تديره وتحدد اتجاهاته.
المسؤوليات
نعم لقد تراجعت الكرة عندنا وأصبح اللاعب محمياً من رؤساء الأندية والإداريين والإعلام الفيسبوكي و الملون ولذلك لا يشعر بالمسؤولية وقيمة تمثيله لبلده في النادي والمنتخب، فمتى شعر اللاعب بأن هناك من يدافع عنه ويعلق إخفاقاته على شماعة المدرب والحكم فلا يهمه الأمر حتى وإن أغرق الملعب بالدموع التي تذرفها الجماهير المسكينة للخروج المذل من البطولات التي كانت تحلم بها ؟
أ ليس غريبا حقاً أمر كرتنا ؟ فسنوات مرت ونحن نعيش نفس الخيبات والآخرون يتقدمون بخطوات عملاقة ونحن لا نبارح مكاننا رغم أننا نعتبر بلداً كروياً بامتياز، بديهيات في تدبير شوؤن كرة القدم لا يتم فعلها وأمور يفهمها الصغير والكبير لا يقوم بها الفاعلون في الحقل الكروي ليس جهلاً منهم ولكن لأن كرتنا متعفنة للأسف وواقعنا الكروي فاسد وفيه عجب العجاب وفيه قصص ألف ليلة وليلة .
خسارة الجمهور
والخاسر الأكبر في هذا الوضع هو الجمهور العاشق والمحب الذي يتجرع الخيبة تلو الأخرى، أما الباقون ونقولها بكل صراحة ( كلشي فاضي حاجته ) سواء اللاعب أم المدرب أم الإداري السمسار أم رئيس النادي البزنز مان الذي يعمل (ليغب العملة) وكأن آخر اهتماماته الرياضة وليس سواها.
هذه هي عقليتنا الإدارية باختصار : تحميل أسباب الفشل لمن هم تحت إمرتهم، فلا أحد يجرؤ أن يعترف أن نصيبه من الفشل هو بمقدار نصيبه من المسؤولية ويستحيل أن ينجح قيادي رياضي لا يملك الجرأة ليعترف أن أي خطأ يقع ضمن حدود صلاحياته هو خطؤه بالدرجة الأولى.. ومن هنا نقطة البداية نحو تصحيح المسار وجعل الكرة السورية على سكة قطارها الصحيح .