منغصات تعترض تحضيرات منتخب الرجال قبل أن تنطلق!

مهند الحسني:وصل عشاق كرة السلة السورية إلى طريق مسدود، وتوصلوا لحقيقة مفادها أن مشوارهم نحو النهائيات الآسيوية بات مسدوداً مسدوداً بعدما ظهرت سلسلة من المنغصات بدأت تعكر أجواء المنتخب قبل أن يبدأ تحضيراته الهامة لهذا المحفل القاري الهام‏


الذي سيبقينا بين كبار القارة في حال نجح منتخبنا في التأهل،‏


لكن هذا التأهل لن يأتي بالأمنيات، ولا بالحماسة والتصفيق لكونه بحاجة لتضافر الكثير من الجهود منها الفني والإداري والمالي، لكن قيادتنا الرياضية لها رأي آخر وكما يبدو نجحت في وضع حد لطموحات القائمين على اللعبة، ملوحة بالرفض وعدم الموافقة في حال شطح الاتحاد بخياله، وطالب بأبسط مقومات تحضير المنتخب، وأكدت بأن المدرب الأجنبي سيكون ضرباً من ضروب المستحيل في ظل الحجج والأعذار التي ضقنا ذرعاً من سماعها.‏‏‏


‏‏‏


تفاصيل مكررة‏‏‏


لن أدخل في تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع لأنها أي التفاصيل ليست هي صاحبة المقام الأول من حيث الأهمية من وجهة نظري(لأن الخد اعتاد على اللطم)، ومع هذا فإن الإشارة لها من منطق الرفض والاستغراب واجبة.‏‏‏


بصراحة مللنا من الأحاديث المكررة، وسماع الإجابات المنمقة، والمستهلكة حول تطوير ودعم منتخباتنا الوطنية وبالتحديد السلة، ولا أجد أي مشكلة في الحديث عن هذه التفاصيل، بل أقف عندها كثيراً، وأحاول البحث عن فائدة ولو صغيرة لكن هيهات، ولا أريد أن أنقل المعركة في إخفاق هذا الاتحاد بصناعة منتخباته من الساحة الفنية إلى الإدارية، ولكن بالوقت ذاته لا أستطيع فصل الساحتين، وبالنتيجة تعب هنا وهناك، والحكاية مستمرة والتصريحات والشعارات الرنانة جاهزة، والضحية تبقى منتخباتنا الوطنية.‏‏‏


اتهامات وتساؤلات‏‏‏


ما زالت ذاكرتي تسعفني في تذكر الأحداث والتصريحات التي تلي كل انتكاسة سلوية لمنتخباتنا، وأذكر أن الدنيا قامت ولم تقعد على رأس اتحاد السلة بعد نتائجه المخيبة والحضور المتواضع في بطولة تصفيات كأس العالم الأخيرة، من بعض المنظرين من هواة حب الظهور والبرستيج ، وكأن الاتحاد برئيسه وأعضائه المسؤولون الوحيدون عن هذا التراجع والتراخي، والظروف مثالية والإمكانات المادية موجودة، والثغرة اليتيمة في أسلوب عمل الاتحاد طريقة إعداده لهذا المنتخب.‏‏‏


طبعاً لست بصدد الدفاع عن أشخاص، ولا عن الاتحاد بعينه وأنا من أكثر المنتقدين لأخطاء الاتحاد إن وقعت، ولا يهمنا لومة لائم مهما كانت صفاته، لكننا نبغي تجاوز مفاعيل هذه الانتكاسات إلى أسبابها المباشرة وغير المباشرة.‏‏‏


هناك سوء إعداد المنتخبات، ومسابقات مترهلة وغير مجدية، وهي لابد من أن تفرز منتخبات ضعيفة، وأهم ما ينقص منتخباتنا هو التجنيس الذي يجب أن يتماشى مع الواقع الذي بات السمة الأبرز لمنتخبات دول الجوار التي تتفوق علينا بكل شيء من حيث توافر المناخات الملائمة والظروف الاستعدادية المثالية، والمعسكرات الخارجية المدروسة، والكوادر الأجنبية المميزة، لكن ثمة أسئلة لم أجد لها إجابات، من يقر شكل الدوري ونظامه ؟ ومن أفرغ الاحتراف من مضمونه؟ ومن يمنع دخول الأموال اللازمة لإعداد المنتخبات بحجة ضيق ذات اليد؟ أو من يتحكم بحجم ومخزون المال المرصود لكرة السلة؟ ثم هل يستطيع مؤتمر اللعبة بأعضائه الذين يصدرون ويصوتون على المقررات التي تخدم مصالحهم ومصالح أنديتهم الضيقة أن تنتشل الزير من البير، ويحول من دون وقوع كوارث سلوية جديدة ؟‏‏‏


حلم‏‏‏


إن كنا نحلم ونتمنى أن يحدث هذا كله فلهذا الأمر شروط يجب توافرها، بيد أننا على قناعة تامة بأن المعجزات عصية على التجسد، وأن الحلول ليست في تغيير الأشخاص وإنما في المنظومة برمتها.‏‏‏


أسمع كلامك‏‏‏


المكتب التنفيذي يتبع سياسة ترشيد الإنفاق، ونحن معه في ظل الظروف الحالية، لكن يفترض ألا يكون على حساب المنتخبات، وحاجاتها الأساسية التي يفترض أن يكون تأمينها من أولى مهام القيادة الرياضية، والتقنين لا يكون على حساب الضروريات، إلا إذا كانت منتخبات السلة في آخر أولويات القيادة الرياضية…! فلماذا كل هذا التلكؤ في أداء واجبنا تجاه منتخباتنا الوطنية؟‏‏‏


لا ضير‏‏‏


مازال الكثير من الإجابات الشافية عن مستقبل اللعبة غائباً ومغيباً عن عشاق السلة السورية، وخاصة أن المرحلة القادمة لم تعد تتحمل انتكاسات جديدة وخسارات علقمية، لذلك لابد من الوضوح، ووضع أهل اللعبة بصورة الأمور، وما يحمله المستقبل للعبة، ولا ضير هنا من عقد مؤتمر صحفي في الوقت القريب يضم أعلى القيادات الرياضية لتوضيح المرحلة المقبلة للعبة.‏‏‏

المزيد..