عبيــر علــي: في كرة القدم في بلدنا مواقف غريبة وعجيبة ليس في النشاط المحلي فقط، وإنما على الصعيد الخارجي، أي على صعيد المنتخبات الوطنية.
ما جرى في الأسبوع الفائت أمر يدعو إلى الدهشة والاستغراب فكيف ذلك ؟
تمت دعوة منتخبنا الأول لكرة القدم للتدريب استعداداً لمباراتين أمام منتخب إيران ومنتخب أوزبكستان في أيام الفيفا، لم تتضمن الدعوة أسماء أساسية من اللاعبين، وقامت الدنيا على مواقع التواصل، فإذا بنا أمام عشرة ملايين مدرب، كل واحد يتكلم عن اللاعب الذي لم يرد اسمه في الدعوة وهو يحبه.
المهم اجتمع اللاعبون وإذا بنا أمام ثلاثة لاعبين مصابين أثبت الكشف الطبي أنهم مصابون، ومع ذلك سافرت البعثة ولدينا مراكز ضعيفة لأن من يشغل هذه المراكز إما مصاباً وإما لم تتم دعوته، وكانت الخسارة الفاجعة أمام منتخب إيران، فرأينا بهذه المباراة العجيب والغريب، فريقنا بلا شخصية، هزيل في الدفاع ضعيف في الهجوم مفكك في الوسط ؟! وخيال في حراسة المرمى! فكانت النتيجة خسارة فادحة انتهت بالخمسة وبعد ثلاثة أيام تعرّض المنتخب ذاته الى خسارة أخرى في أوزبكستان وهذه المرة بهدفين، واشتعلت المواقع من جديد تنادي باستقالة اتحاد كرة القدم وتنادي باستقالة المدرب والجهاز الإداري وتنادي باستقالة القيادة الرياضية جمعاء.
للإنصاف للجميع نقول: لا أحد في الدنيا تكون ردوده كما هي عندنا، كل الفرق تخسر وكل الفرق تتدرب وكل الفرق تجتمع وكل الفرق تستفيد من هفواتها إلا نحن لا نطيق الخسارة ولانعتبر منها ولانفتش عن أسبابها وكأنه لو استقال الناس سيتحسن الحال.
نبدأ من المدرب الذي أخطأ في الاستدعاء كما أخطأ بالتشكيل وأخطأ في عدم تأمين البدائل المناسبة من اللاعبين .
أما اللاعبون فمسؤوليتهم أكبر، إذ من أين تأتي بالحماسة والاندفاع والغيرة إذا لم تكن هذه العناوين متوفرة عند الشخص بعينه، كثير من اللاعبين اعتذروا وكثيرون هبط مستواهم وكثيرون كانوا في الميدان كما يقال عند الأشقاء المصريين (خيال المآتى) فكيف لنا أن نكون في هكذا وضع وهذه حال منتخبنا؟
الذي حصل حصل وهنا نحن أمام خيارين، إما أن نعتمد الفريق الذي بصم آسيوياً بمعظم أفراده مع إدخال بعض العناصر التي يمكنها الانسجام وهذا أنسب الحلول، وإما استبدال الفريق بمجموعته والاستعاضة عنه بالمنتخب الأولمبي كما يقال، فهذا أمر صعب المنال لأن المسافة بين بدء التصفيات لنهائيات آسيا ونهائيات كأس العالم اقتربت جداً ولا يمكننا تشكيل فريق منافس جديد في كل عناصره، والأصوب أن نعود إلى منتخبنا الذي مثلنا في تصفيات كأس العالم الماضية وأن نأخذ الجاهزين منهم ونضيف إليهم في الحدود الضيقة عناصر قادرة على العطاء .
أما موضوع الاستقالات الذي تتم المناداة بها فهذا ليس حلاً والحل الأمثل يتمثل في المصارحة ولا شيء غيرها، ولا بد من موقف حازم وحاسم لكي ننطلق على أرض صلبة وإذا كنا لا نعرف كيف نبني منتخباً وطنياً فلا بأس بالتعلم من تجارب غيرنا وهذا ليس عيباً.
a.bir alee @gmail.com