حلب – عبد الرزاق بنانه:مع نهاية دوري المحترفين جاءت كرة الاتحاد بالمركز الرابع بعد موسم حافل بالتناقضات للفريق الأحمر،
ولعل أهم ما تميز به فريق الاتحاد هذا الموسم هو تفاوت الأداء بين مباراة وأخرى، حيث ظهر في بعض المباريات بشكل ملفت وكان كبيراً وحقق نتائج باهرة وخاصة أمام بطل الدوري الجيش، بالمقابل ظهر في بعض المباريات بشكل متواضع وأضاع نقاطاً سهلة في الأسابيع الأخيرة ساهمت بابتعاده عن المنافسة.
مسيرة كرة الاتحاد بالدوري هذا الموسم لها قصص وحكايات «الموقف الرياضي» تستعرض في السطور التالية الأسباب الحقيقية لابتعاد الفريق عن المنافسة.
بداية فاشلة
قبل انطلاق الموسم الكروي ومن دون سابق إنذار تقدم مدير الكرة الكابتن وائل عقيل باستقالته من الإشراف على الفريق لأسباب مازالت مجهولة وبدأت مرحلة الاستعداد من دون أي دعم، فكان قرار الإدارة تعيين المدرب محمد شديد مديراً فنياً للفريق وتمت التعاقدات مع اللاعبين الجدد بمعرفته ولعل أهم قرار انعكس على ترتيبات الفريق وسمعة النادي في البطولة الآسيوية كان قرار الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين البارزين هم: خالد الحاج عثمان – عبد الناصر الحسن – طه دياب – عمر حميدي – أيمن الصلال – حازم المحيميد – منهل طيارة -ثائر كروما- إبراهيم الزين – ملهم بابولي – ربيع سرور – عبد الله نجار – يوسف أصيل – رأفت مهتدي، وأخيراً تم الاستغناء عن اللاعب أحمد الأحمد (عليش).
أيدٍ خفية
هذه المجموعة من اللاعبين التي غادرت كرة الاتحاد تعتبر دعامات أساسية للفريق ومعظمهم لهم بصمة في الملاعب ويكفي هذه المجموعة أنها كانت في الموسم الماضي على بعد خطوة واحدة من نيل لقب بطولة الدوري وكان الفريق بحاجة ماسة للغالبية العظمى منهم وخاصة أن الفريق كان ينتظره المشاركة في البطولة الآسيوية ومعظم الخبرات الكروية أكدوا في مرات عديدة أن النادي لو احتفظ بالبعض من هذه المجموعة من اللاعبين كان من الطبيعي أن ينتقل الى الدور التالي من البطولة الآسيوية، بالإضافة إلى أنه سيكون من أقوى المنافسين على بطولة الدوري.
تغيير وتبديل
بعد الأسبوع الثالث وعلى إثر الخسارة أمام الشرطة في دمشق جاء قرار الإدارة بإعفاء المدرب محمد شديد وتم تكليف المدرب أحمد هواش بدلاً عنه الذي تابع المشوار بخطا واثقة واستطاع تحقيق نتائج معقولة وكلف السيد أمير كيال مديراً للفريق الى جانب الهواش وعاد الاستقرار من جديد للفريق وتم تحقيق نتائج جيدة وكان ترتيبه مع نهاية مرحلة الذهاب بالمركز الخامس برصيد /20/نقطة وبفارق /7/نقاط عن المتصدر فريق الجيش.
تناقض بالنتائج
بعد خسارة الفريق أمام الفتوة والخروج من مسابقة كأس الجمهورية تمت إقالة المدرب أحمد هواش وتسلم المدرب المساعد أسامة حداد المهمة وحقق الفوز في مباراتين، وفي بداية مشوار الإياب عاد مدير الكرة السابق وائل عقيل لمنصبه وسمي المدرب أمين آلاتي مديراً فنياً وبعد الخسارة من الساحل عاد الفريق من جديد للمنافسة على اللقب بعد الفوز على الحرفيين والوثبة وعلى الجيش في حلب وبات طريقه سهلاً نحو القمة وبات أحد المنافسين على اللقب ومن دون سابق إنذار تراجع الأداء بعد التعادل في حماة أمام الطليعة وأمام الوحدة في حلب وأمام المجد في دمشق وأصبح الفريق خارج المنافسة على اللقب بعد أن ازداد الفارق مع المتصدرين الجيش وتشرين.
واقع وحقيقة
ضمن الظروف التي مرت على كرة الاتحاد هذا الموسم بدءاً من الاستغناء عن خيرة اللاعبين المميزين بالفريق وعدم التعويض عنهم، بالإضافة الى التعاقدات العشوائية التي تبين أن البعض منهم غير مؤهل ليكون في عداد فريق يتطلع للمنافسة على الصدارة، بالإضافة الى عدم الاستقرار بالمدربين جاء ترتيب الفريق مع نهاية الدوري بالمركز الرابع وهو ضمن الطبيعي، كما أن المشاركة بالبطولة الآسيوية جاءت عبئاً ثقيلاً على اللاعبين الذين كانوا يلعبون كل خمسة أيام مباراة بعد عناء السفر الطويل ما ساهم بوصول اللاعبين الى مرحلة الإرهاق.
جماهير نادي الاتحاد العريضة تتطلع كل موسم لتحقيق لقب الدوري الذي يحتاج الى تكاتف جميع أبناء النادي وهذا يدعونا إلى البدء منذ الآن للتحضير لموسم كروي بإمكانيات كبيرة وبكوادر جديدة لها خبرة في تحقيق البطولات.