صوت الموقف…المال وخطوة اتحاد الكرة

تدوير الكرة حول حقيقة المشكلة التي تعاني منها أنديتنا لن يجدي، وإن سارت الأندية وفق المقررات الكروية لاتحاد اللعبة، على الرغم من وجود هموم ومشكلات متعددة لاحت بشكل واضح مع العودة إلى الشكل الطبيعي للدوري.


وإذا أردنا الدخول مباشرة في العمق –وهو المنطق الأسلم- فإن المشكلة تكمن في المال وفي المقدرة المالية للأندية واتحاد الكرة، فقد تعالت الأصوات معلنة فقر الحال وعدم إمكانية الصرف على الدوري بالشكل الذي يحقق المعادلة الصعبة بين إدارات الأندية وحقوق اللاعبين وتأمين مختلف المصاريف من إقامة وسفر واحتياجات إضافية.‏


والبعض من الأندية أعلنها واضحة أنه قد يتقدم بالاعتذار، ولكن دون ذلك أيضاً عراقيل وعقبات تتمثل في الحرمان الذي قد يصدره اتحاد الكرة بحق من يقدم على هذه الخطوة.. وكلنا يعرف أن المعاناة المادية تضرب معظم الأندية –حتى لا نقول كلها- واللافت أن أندية كبرى تشتكي من هذه المسألة، فكيف بالأندية ذات الإمكانيات المتواضعة وهي تقف على عتبات دوري طويل تتضاعف متطلباته إزاء مواسم قصيرة، مضت تم التحايل كثيراً على احتياجاتها من أجل الوصول إلى خط النهاية بشكل معقول.‏


حقيقة عندما يتحدث ناد كالجزيرة عن مبلغ ستين مليون ليرة سورية يشكل الرقم المطلوب للقيام بمثل هذه المشاركة، بسبب ظروفه، فلا شك أن الأمر مرهق والعجز واضح ولاسيما أن بعض المستحقات للاعبين لا زالت بانتظار تسديدها عن الموسم الماضي، فكيف سندخل الموسم الجديد بمثل هذه الظروف؟.. وهنا لنتذكر نادي الفتوة المقيم –بقضه وقضيضه- في دمشق، فهل ستفي الإعانات المادية من قبل اتحاد الكرة والاتحاد الرياضي العام لاستكمال مشاركة الجميع بالشكل الأفضل؟!‏


ومن هنا كانت مبادرة اتحاد الكرة المحسوبة لهم وكان أحد أهم الحلول هو ما وصل إليه اتحاد الكرة من خلال تعهيد المباريات ورد ريعها للأندية للاستفادة من هذا الدخل بغية التغلب على المشكلة المالية إلى حد ما… هذا أمر يحسب لاتحاد الكرة في ظل الظروف الحالية، ويشير إلى منهجية ومنطق في العمل واتخاذ القرار، نتمنى أن يكون بادرة لكثير من القرارات العملية في قادم الأيام بمواجهة أي مشكلة تعترض دوري المحترفين، لأننا نرى أن النية والعمل يتطابقان في محاولة تقديم دوري بشكله السليم.‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..