سلتنا في مرحلة حرجة وبوادر انتخابية بدأت تظهر والمنتخبات ما زالت ضعيفة

لا نغالي كثيراً إذا قنا بأن السلة السورية تمر في مرحلة صعبة، وخاصة أنها باتت مطالبة بتحقيق الكثير من النتائج الايجابية خاصة بعدما عاد الأمن والأمان لبلدنا الغالي، فما زالت سلتنا تخطو بخطوات عرجاء غير واضحة، ولم تنفع معها جميع الوصفات، ويبدو أنها باتت بحاجة لإعادة ترتيب من جديد.



حملة انتخابية‏


ما إن اقتربت انتخابات الاتحادات حتى بدا بعض من هذه الكوادر يعدون العدة لحملتهم الانتخابية القادمة، وباتت التطبيقات والمشاورات والتكتلات تدار من وراء الكواليس، هدفها تشكيل فريق عمل جديد للعبة في الانتخابات القادمة، وعلمت «الموقف الرياضي» أن الاتصالات تجري في الآونة الحالية بين بعض الكوادر في العاصمة مع مثيلها بالمنطقة الوسطى والشمالية، وهذا من شأنه أن يؤثر على سير اللعبة ومنتخباتها في المرحلة الحالية، وحسب المصادر الواردة إلينا التي تفيد بأن الدكتور دانيال ذو الكفل أمين سر الاتحاد ينوي عدم التقدم لدورة انتخابية جديدة، إضافة إلى أن عضو الاتحاد المبتعد الذي كان يشغل مكانة نائب رئيس الاتحاد لا ينوي أيضاً التقدم، ناهيك عن عضو من ناد بالعاصمة الذي تقدم باستقالته من عضوية ناديه لم يعد بإمكانه التقدم للانتخابات لعدم وجود ناد يدعمه في العملية الانتخابية، وأفادت المصادر نفسها بأن رئيس الاتحاد جلال نقرش لم يتخذ قراره النهائي في التقدم للانتخابات القادمة، ومن المتوقع أن نرى فريقاً جديداً للاتحاد باستطاعته أن يعيد لسلتنا هيبتها التي بدأت تتلاشى منذ سنوات.‏


حقيقة‏


لا يمكن أن نلقي اللوم بتراجع اللعبة على اتحاد السلة ونتهمه بالتقصير وحده، لأن ذلك هو الظلم نفسه، لكون هناك شركاء في هذا التراجع ابتداء من الأندية التي ما زالت تعمل بطريقة هاوية بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي، وتبدو أن الحلقة الأهم التي تأثرت بهذه الأمور هي المنتخبات الوطنية التي لم نلتمس من اتحاد السلة أي شيء جديد، فكان حيث كان عنوانها الإخفاق والانتكاسات دون وجود أي إنجازات، لو كانت أندينا تسير ضمن خطط مدروسة وممنهجة، وتقودها إدارات محترفة، لكانت عملت وهي في معترك الأزمة على قواعدها بشكل صحيح، وتحويل الإمكانيات المالية الممكنة للصرف عليها، و إعدادها بطريقة علمية، لكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي.‏


الأندية مشتركة‏


مسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، لأن إعداد المنتخبات يعتبر حلقة متكاملة، وأعتقد بأنه نجح إلى حد كبير رغم وجود الأزمة وتداعياتها الخارجية التي أضرت برياضتنا بشكل عام في تأمين كل ما تتطلبه منتخباته الوطنية، ورغم ضيق ذات اليد، وشح الإمكانات المادية، غير أن منتخباتنا لم تغب عن أي مشاركة منذ ثماني سنوات ، وهذه واحدة ايجابية تسجل للاتحاد، وكما هو معروف بأن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق، فاليد الثانية وهي أنديتنا التي ما زالت تسير بخطا ارتجالية وعشوائية غير واضحة بما يخص عملية البناء، ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فإن مشكلة تراجع نتائج منتخبات السلة يأتي انعكاساً لما يحصل من فوضى في أنديتنا، فعملية بناء اللاعب ما زالت بدائية، وهي لا تلبي الطموح، والعمل في قواعد اللعبة لدى هذه الأندية لا يبشر بالخير، لكون القائمين على هذه الفرق هم من المدربين الشباب الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين، ولم يجدوا عملاً لهم سوى قيادة هذه الفرق، وهم بالأصل غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لبناء هذه الفرق، وإكسابها أبجديات اللعبة، ولم يتم تأهليهم عبر دورات تدريبية عالية المستوى، الأمر الذي أدى إلى إعطاء اللاعب الصغير مهارات فنية خاطئة، وهذا ما يؤثر على صناعته كلاعب جيد ممكن أن يكون ضمن صفوف المنتخب في المستقبل، وبدلاً من أن تكون الأندية شريكة حقيقية في إعداد المنتخب، ورفده بلاعبين من مستوى عال وبكامل الجاهزية الفنية، بات العبء الأكبر يقع على مدرب المنتخب الذي يجد نفسه أمام لاعبين يفتقدون ألف باء كرة السلة العصرية والحقيقية، وبدلاً من أن يستغل الوقت في منح اللاعبين أفكاراً تكتيكية، وخططاً مهارية، بات يقضي ثلاثة أرباع وقته في تصحيح مشي هذا اللاعب، وتسديد ذاك الآخر، وطريقة وقوف اللاعب الخاطئة، وعند أول امتحان حقيقي يجد لاعبونا أنفسهم الفوارق الفنية الشاسعة التي تفصلهم عن باقي لاعبي منتخبات الجوار.‏


قوة‏


من المعروف أن المسابقات المدروسة والقوية لابد أن تفرز منتخبات قوية ومتطورة، غير أننا ومنذ سنوات لم يكن لدينا مسابقات راقية ومتطورة نعتمد عليها في التأسيس لجيل سلوي واعد، صحيح أن اتحاد السلة تمكن من الإبقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، عندما كان للاعب الأجنبي مكانة مرموقة ساهمت في رفع مستوى اللاعب المحلي الذي استفاد من فرصة الاحتكاك معه، لكن غياب اللاعب الأجنبي، وضعف مسابقاتنا كان لهما نتائج سلبية على إعداد لاعبنا الوطني، الذي غابت عنه المباريات القوية والمشاركات الخارجية التي تمنحه فرصة الاحتكاك القوية، لذلك لابد من إعادة النظر بموضوع مسابقاتنا المحلية، وخاصة أننا أمام مؤتمر سنوي مهم، ويجب أن يكون استثنائياً بكل قراراته وتوصياته.‏

المزيد..