متابعة – مهند الحسني:يبدو أن الاحتراف الخاطئ الذي دخل على أجواء سلتنا في حين غفلة، مازال يطبع بصماته في كافة مرافقها وخصوصاً في الجوانب الفنية، والتي أفرزت نتائج مخيبة للآمال بعيدة كل البعد عن الاحتراف الرياضي الصحيح الذي تمنينا أن يعالج أمراض سلتنا،
ويدفع بها إلى الأمام، وإذ به يطير بها لحد الهاوية ويجعلنا نتحسر على أيام الهواية.
كل ذلك سببه الابتعاد عن قواعد اللعبة وإهمالها ما ساهم في ظهور جيل سلوي يفتقد لأبجديات اللعبة، و لم تنجح الأندية رغم وجود خبرات وكوادر وطنية لديها في صناعة اللاعب السوري بالشكل الذي يتناسب مع الاحتراف، فبدا مستوى اللاعب لدينا ناقصاً، وهناك لاعبون وصلوا لفرق الرجال وما زالت مهاراتهم الفنية عرجاء ويفتقدون لأبسط مقومات لاعب السلة المهارى قياساً على ما نراه للاعبين المحليين في دول الجوار حيث تتم صناعة اللاعب على أسس صحيحة وفق برامج مدروسة بما يتماشى مع إمكانات اللاعبين، وتوفر مدربين وطنيين مستقرين إدارياً ومادياً وفنياً، كل هذه العوامل ساهمت في خلق أجيال سلوية واعدة قادرة على تحقيق انجازات مشرقة لبلدانها، ولعل تجربة السلة الإيرانية أكبر دليل بعدما اعتلت عن جدارة واستحقاق منصات القارية لثلاث بطولات متتالية في الفترة السابقة ولديها حسب رأي خبراء اللعبة أجيال سلوية ستؤسس لفضاءات وانجازات كبيرة في المستقبل، وكذلك التجربة اللبنانية فلاعب اللبناني يمتلك المهارات الفنية العالية والتي نفتقدها عن غالبية لاعبينا المحليين، والسؤال هنا، ما سبب هذه الصناعة الرديئة للاعب السوري، وعلى من تقع مسؤولية ذلك، وهل مازالت الحلول قائمة، الموقف الرياضي حيال هذه القضية استطلعت أراء أبناء اللعبة وخبراتها.
اللاعب شريف العش( ضعف المدربين)
طبعا المبادئ الاساسية تنقسم إلى قسمين فنية أو مهارية ، ومبادئ فكرية فكل قسم الضعف فيه له أسبابه، فإذا بدأنا بالعامل الفني (المهاري) فسأقوم بذكر الاسباب برأيي دون ترتيب للأهمية لكي لا يتم اعتبار الجواب موجه لطرف معين، أولاً ضعف المدربين في الفئات العمرية في بعض الاندية حيث أن مدرب فئة الرجال غير مسؤول عن تأهيل اللاعبين مهارياً من البداية، وذلك يعود لقلة عدد المدربين الجيدين للفئات العمرية، والذي يعود لسفر عدد كبير من المدربين، وعدم وجود دورات تدريبية، وأن وجدت فتكون محلية فهي تبقى محدودة، وعدم وجود دعم مادي لمدربين الفئات العمرية، فغالباً ما يكون الراتب هو راتب رمزي لا يشجع الأشخاص الجيدين بالاتجاه نحو طريق التدريب، مع العلم أن مدرب الفئات العمرية يجب أن يكون متفرغاً بشكل كامل لكي يبدع في هذا المجال، السبب الثاني يعود على اللاعب نفسه، فتدريبات معظم الفرق في الفئات العمرية تكون لمدة ساعة ونصف، وأحيانا ل ثمانية أشهر من أصل 12 شهر في السنة ، فعلى اللاعب أن يدرك أن هذه التدريبات غير كافية لتنمية مهاراته والعمل على نفسه بمفرده، والسبب الاخير يعود لقلة المباريات، فنظام الدوري دائما يكون بأقل عدد ممكن من المباريات، والتي تقتصر على فترة معينة من السنة ( الصيف ) مع تجاهل ما تبقى من السنة بالإضافة الى عدم توفر الصالات والملاعب في حال رغبة اللاعبين بالقيام بتدريبات فردية او ما شابه ذلك،
أما بالنسبة للمبادئ الفكرية فهي طبعاً تتأثر بما ذكر سابقاً مع التركيز على العامل المادي كما يمكن القول الاحترافي، فلو وجد الدعم المادي وطبق الاحتراف بشكله الصحيح لما تعرضنا لهذه المشكلة ، فالرابط هو أولاً المدرب الجيد إذا لم يطور نفسه من خلال الدورات التدريبية الخارجية كل سنة، فلن يتطور فكرياً، وبالتالي سيبقى على نفس الأفكار التي كانت لديه من سنوات أو من الخبرة التي شكلها عندما كان لاعباً، علماً أن هذه اللعبة في تطور مستمر، فغياب الدعم المادي نفقد هذا العنصر.
المدرب هشام الشمعة( أخطاء الأندية)
لأن كل الاندية تضع أفضل المدربين لفرق الرجال، يتجاهلون إن الإدارة التي تفهم بكرة السلة تضع أفضل المدربين للفئات الصغيرة، وهذه من الأخطاء التي ترتكبها الأندية، والدليل واضح كل مدربي الرجال والسيدات معروفين من الكل بينما البطولات التي تجري على مستوى دمشق أو سوريا لا تعرف ولا الفنيين أنفسهم المتابعين للعبة أي مدرب منهم من كان فاشلاً في الاندية كلاعب وعلى مستوى الفرق الصغيرة تجده أصبح مدرباً في الفئات الصغيرة، وهذه جريمة في أنديتنا
المدرب إياد عبد الحي(تنمية المهارات)
السبب الرئيسي لتراجع مستوى غالبية اللاعبين هو أن معظم مدربي القواعد لا يعملون على تنميه المهارة الأساسية للاعبين الصغار، وذلك بسبب افتقادهم اصلا لهذه الميزة، إذا حضرت مباريات الفئات العمرية فستجد أن كل المدربين يحاولون تطبيق خططي عال، وجميع هذه الخطط مأخوذة من الانترنيت، وكما هو معروف عالمياً فأن العمل التكتيكي غير محبب لعمر تحت15سنه.
المشرف سيف الدين الحسن ( هجرة المدربين)
هناك أسباب كثيرة يأتي في مقدمتها انعدام الاحتكاك مع فرق من خارج سوريا، ولو بالحد الأدنى، كما أن نظام الدوري له تأثير لخضوعه لنظام توزع جغرافي، وهذا يؤثر على الحضور الجماهيري الذي قل حضوره كثيراً، إضافة للهجرة الكبيرة التي شهدتها كوادر كرة السلة منذ بداية الأزمة، وهذا ساهم في غياب أفضل المدربين لفرق القواعد، فلجأت الأندية إلى الصف الثاني من المدربين وأصحاب الخبرة القليلة، ولا يمكن وقتها أن يكون لدينا جيل سلوي واعد.