دمشق – مالك صقر: على مدى سنوات عديدة، ومن خلال متابعة عمل العديد من الأنية والإدارات، كان ثمة ملاحظات تبدو فارقة في طبيعة العمل والانجاز المطلوب من القائمين بهذه المسؤوليات..
|
وفي الوقفة القادمة نحاول أن نضع بعض الخطوط العريضة في هذه المسألة التي تحتاج الى وقفات ورؤى وآراء لتبقى سطورنا محاولة للشراكة الاعلامية مع العمل الرياضي:
سؤال البداية
إلى متى ستبقى معظم أنديتنا الرياضية تعمل بمفهوم خاطئ وبعيد كل البعد عن مفهوم الإدارة الرياضية وخاصة اذا ما علمنا بان مفهوم الإدارة هي تحديد الأهداف المطلوب تنفيذها وتخطيط وتنظيم وتوجيه وقيادة وتنسيق وتنمية جهود ومهارات العاملين من اجل تنفيذ هذا الهدف وبشكل عام لا يختلف كثيرا عن مفهوم الإدارة الرياضية والتي هي فن تنسيق عناصر العمل و المنتج الرياضي في الهيئات الرياضية و إخراجه بصور منظمة من أجل تحقيق هذه الهيئات وتوجيه كافة الجهود داخل الهيئة الرياضية لتحقيق أهدافها.
والى متى نحلم أن ننتقل بالأندية الرياضية السورية من مؤسسات ترتكز على العمل التطوعي بمفهومه العام الذي تنتهج الاجتهاد الفردي إلى مؤسسات متطورة إداريا وقادرة على رسم خارطة لمستقبل أكثر رحابة وتطور. وهذا لا يتأتي الا بتعميق مفهوم الإدارة بكافة مفاهيمها التنظيمية وأيضا بتعميق مفاهيم الجودة في إدارة النشاط الرياضي، فالجودة تعني الإتقان، وهي أداء العمل (الرياضي) وفق معايير عالية الدقة والإحكام بحيث تتحقق نتائج العمل بأعلى درجة ممكنة فتتحقق البطولات كمولود شرعي لجهد وفق معايير وخطط واستراتيجيات موضوعة سلفا لبلوغ هذه الغاية لا تخطئ في هدفها المرسوم طالما نطبق منهجا علميا بحيث يكون هذا النجاح ليس بوليد صدفة تضن علينا بالتكرار بل يكون ملازما طالما نحن نطبق عملا مدروساً و ممنهجاً، وللحصول على جودة العمل الرياضي يجب المرور بأربع مراحل رئيسة ،وهي التخطيط والتنفيذ والتقييم والرقابة
ونجد أيضا ان العمل بروح الفريق مصدر حيوي لفاعلية تنفيذ برامج الجودة
الأندية (تربوية..رياضية..ثقافية..اجتماعية) هي الأهداف المتعارف عليها و التي أنشئت من أجلها الأندية. ولا نريد الخوض فيها كلها الآن بيد أن الملاحظ أنه بخلاف النشاط الرياضي فان هنالك اضاءات فردية ليست بالحجم الذي يتناسب وحجم جماهيرية هذه الانديه. نعم الأندية هي مؤسسات أهلية ضمن مؤسسات المجتمع المدني ويجب أن يكون اهتمامها يصب في مصلحة المجتمع ككل.
وضوح الهدف..!
ولكن حين لا يكون الهدف واضحا وبرؤية اقتصادية معلومة ومتسقة مع أساليب الإدارة الحديثة بتحديد الرؤية والأهداف وتحديد الوسائل العلمية لبلوغ هذه الأهداف بشكل سليم وواضح تحدث الإخفاقات التنظيمية وتتعدد سبل الفشل فتضيع الأهداف ونعيش الإحباط الذي نعايشه في هذه الآونة ، فالرياضة أصبحت صناعة. والإدارة الرياضية هي منهج علمي لصناعة النجاح الرياضي.. بيد أن الإدارة الحالية للأندية والاتحادات المتواترة لم تحقق تطلعات الرياضيين..حيث ان ممارسة الرياضية بمفهومها السائد الآن ولسنوات طويلة لم يحدث الفرق والنجاحات التي ظللنا نحلم بها.. فإذا اضطررنا على المضي بنفس النهج فيجب علينا عدم الإفراط في الحزن عند الملمات أو الخروج من الأدوار التمهيدية وإلا الطريق للنجاحات يحتاج للعمل الإداري ولمجهود أصحاب الخبرات الحقيقية .
وأخيرا وليس آخرا نجد أن الرياضة حركة اجتماعية تأتي في قمة الهرم الاجتماعي والتي أصبحت سفيراً دائماً لكل الدول في المحافل الدولية ولا تقل حتى عن الحركة الدبلوماسية والسياسة ، وعليه ينبغي على أمر القائمين بقيادة الرياضية في بلادنا إعادة النظر في تطوير العملية الإدارية الرياضية عن طريق توفير قيادات علمية متخصصة وإتباع الطرق السليمة في حل المشكلات وإدارة الأزمات والصراعات الرياضية وبصورة علمية متخصصة وخاصة اتحاداتنا الرياضة تستعد لعقد مؤتمراتها السنوية ونأمل أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
وعلى العموم ينطبق هذا الكلام، بنسب متفاوتة، على الكثير ممن يعمل في هذا المجال، وربما أكثرعلى رؤوساء الاتحادات الرياضي والأندية.