الموقف الرياضي:إن كانت ريشتنا الطائرة قد خف بريقها على مدى سنوات قليلة ماضية فإن القائمين عليها يعترفون وبصراحة أن اللعبة أصابها تراجع كبير حتى في بطولات الجمهورية، ورغم المشاركة الجيدة فيها دائماً ما يكون الأبطال هم ذاتهم ولم يطرأ أي جديد .
الحل البديل الذي ارتآه اتحاد اللعبة لسد فراغ المكان الذي خلفه اللاعبون (منهم هاجر وآخر استشهد) كان بالتحول الى دعم الفئات العمرية الصغيرة التي تم اكتشافها من بطولات الجمهورية وتوفر لها فرص تدريبية، من خلال معسكرات في الفيحاء واللاذقية، إلى أن حان قطاف الجني، حين نجحت ريشتنا في المشاركة في بطولة غرب آسيا لأعمار تحت 15 و17عاما التي أقامها الاتحاد الآسيوي بالتعاون مع الاتحاد اللبناني في أيلول الماضي وشارك فيها منتخبات ست دول، يبرز منها إيران وكانت حصيلتنا فيها 13 ميدالية ملونة تنوعت بين الذهب والفضة والبرونز، ورغم هذا الحصاد الجيد إلا أننا كمتابعي للعبة اعتبرناه غير كافٍ طالما ذهبت منا ذهبية لدولة عربية كانت تتعلم من خبراتنا الوطنية وأصبحت تسبقنا؟ ونحن من تربعنا على عرش البطولات العربية لسنوات وكانت ريشتنا لم ترض إلا كامل الذهب لكل المسابقات، وهذا مرده ربما نتيجة الظروف الصعبة التي عانت منها الرياضة السورية عموماً .
الريشة اليوم بدأت تتعافى مع تعافي الواقع العام ككل وستكون المرحلة القادمة بشكل مغاير، نرى فيها ريشة منافسة، هذا في حال تم توفير المتطلبات لها والفرص الاحتكاكية والمشاركات الخارجية، وقد علمنا أن رئيسة الاتحاد خلود بيطار ومن خلال اجتماعاتها مع الاتحاد الآسيوي فإنها ستؤمن تجهيزات جيدة للعبة سيتم توزيعها على اللجان الفنية النشيطة بالمحافظات وذلك أثناء انعقاد مؤتمر اللعبة السنوي يوم 27 الشهر الجاري بدمشق .
ريشتنا في مؤتمرها القادم سيكون بجعبتها ما تتباهى به على الأقل قياساً الى السنوات الماضية من عمر الأزمة التي كانت بها خارج التغطية بلا مشاركات خارجية ولا معسكرات وستتباهى بنتائجها في بطولة غرب آسيا وإحراز منتخبنا المركز الثالث وأيضا قبلها بطولة أوغندة الدولية في شباط والتي فيها احرز اللاعب المحترف احمد الجلاد برونزية مسابقة الفردي .
كما ستطرح كوادر اللعبة أمام القيادة الرياضية كل الصعوبات التي تعاني منها اللعبة في المحافظات وسيكون أهمها قلة التجهيزات وارتفاع ثمنها في الأسواق المحلية وقلة الصالات التدريبية بالمحافظات، إضافة الى عدم وجود مدربين بمستوى جيد وعدم فاعلية اللجان الفنية في بعض المحافظات .
وستكون أهم التوصيات المطالبة بإقامة معسكرات طويلة الأمد للفئات العمرية الصغيرة وزيادة عدد المشاركات الخارجية ذات الفائدة الفنية الجيدة، والعمل على إيفاد مدربين وحكام لاتباع دورات تدريبية خارجية وكذلك إقامة معسكرات خارجية للاعبي الفئات العمرية، كما سيكون هناك مقترح باستقدام مدرب أجنبي مطور يمتلك خبرة فنية عالية، إضافة الى دورات تأهيل مختلفة للمدربين والحكام في المحافظات.