أحقية شتانغه في اختيار اللاعبين ونظرية التجديد للمستقبل..؟!

متابعة – أنور الجرادات:نظرية اتحاد الكرة منذ الإعلان عن تولي المدرب الألماني بيرند شتانغه مهمة الإشراف على الجهاز لفني لمنتخبنا الوطني تمثلت ببناء منتخب جديد قائم على تشخيص الواقع والنظر إلى متطلبات المرحلة المقبلة في كرة القدم المحلية والإقليمية وما تحتاجه عملية البناء من مواد أساسية عنصرها الأول اللاعبون الشباب .‏


ولم يختلف الأسلوب الرسمي والتصريحات المعلنة بأن النظرية لا تزال قائمة حتى في عهد المدربين السابقين الذين حرصوا على استبعاد بعض الأسماء المخضرمة من صفوف المنتخب وكان من الواضح جداً أن الرغبة لدى الاتحاد والنظرة المستقبلية لإعادة الجيل الذهبي الذي بني على أسس صحيحة وتمخض عنه منتخب عظيم تأهل إلى نهائيات آسيا.‏‏‏


‏‏‏


واليوم ومع عهد الألماني الطموح بيرند شتانغه واستبعاده لبعض الأسماء مثل فراس الخطيب وعدي جفال وآخرين ثارت ثائرة البعض وشنت الأقلام حرباً ضروساً على خيارات الجهاز الفني للمنتخب ولم يعط المدرب الفرصة لتبرير قناعاته الذاتية وخياراته الفنية..!!‏‏‏


الفكرة والمخاطرة‏‏‏


يقول البعض إن قرار استبعاد بعض الأسماء المهمة من المنتخب فيه مبالغة كبيرة وعودة للوراء تعارض التوجه بأهمية تحقيق النتائج الهادفة إلى بناء منتخب قوي يمتلك الطموح وينتظره المستقبل ويحمل على عاتقه الرسالة التنافسية وينقل منتخبنا إلى وضع أفضل من السابق على صعيد المخرجات..!! فلا شك أن النظر للأمام والتخطيط للستقبل هو الضمانة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستند على قاعدة وإن كانت قوية لفترة محدودة وفي قرارة نفسك أنك لن تقوم بالاعتماد عليها للمرحلة القادمة والفكرة الأساسية هي أن البناء يبدأ من الصفر ومن أسفل القاعدة وليس من الأعلى.‏‏‏


‏‏‏


الحكم في غير محله‏‏‏


يعترض البعض على مسألة الحكم على خيارات المدرب شتانغه بهذه السرعة وقناعته والمطلوب هو انتظار موعد المباريات الرسمية والتجربة خير برهان لإثبات صحة توجهه ونظريته القائمة على استدعاء اللاعبين الشباب والتركيز عليهم دون الحاجة إلى خدمات اللاعبين المخضرمين.‏‏‏


فالمدرب هو المسؤول الأول عن قراراته الفنية وهو مطالب في نهاية المطاف بالنجاح وتحقيق الإنجازات ولا يمكن أن نجلده قبل أن نرى عمله الفني وآثاره على المنتخب الأول ومن الضروري أن تتاح الفرصة أمام الجهاز الفني لتبيان القناعة الخاصة باستدعاء اللاعبين الشباب إلى صفوف منتخبنا ومن ثم النظر للنتائج المترتبة على ذلك.‏‏‏


الأفضل يمثل المنتخب‏‏‏


يرى البعض أن قائمة الاستدعاء إلى المنتخب الوطني تحتاج للاعبين المخلصين في عملهم ومن يستحق التواجد هو المخلص والكفؤ والأفضل دون النظر إلى عمره الزمني حتى وإن كان كبيراً في السن..‏‏‏


وأن غياب بعض الأسماء على غرار فراس الخطيب وعدي جفال وغيرهما قد يكون فيه ضرر وتأثير سلبي على نتائج المنتخب حالياً وهناك الكثير من الرؤى والاطروحات حول جدوى هذا الاستبعاد وإن كان سيقدم الإضافة المقبولة من عدمها والمهم حاجة منتخبنا للنقاط الثلاث في كل مباراة من مبارياته المنتظرة.‏‏‏


فالجهاز الفني الحالي لا يزال خاضعاً لمرحلة التقييم وأن التجربة والحكم على عمله بحاجة إلى الوقت اللازم وأن المطلوب هو التريس قبل إطلاق الأحكام جزافاً وعلى المعنيين الصبر على خيارات شتانغه وعدم الطعن في هوية منتخبنا.‏‏‏


المستقبل هدفنا‏‏‏


من المفترض أن يكون المستقبل هو الهدف الأسمى بالنسبة لعملية بناء المنتخب وأن الجهاز الفني الحالي عليه التفكير للمرحلة الجديدة وأن يضع نصب عينيه فكرة التجديد وعدم الاعتماد على الوجوه القديمة قدر الإمكان.‏‏‏


طبعاً لا نشكك أبداً في أداء اللاعبين المخضرمين وبروزهم بالشكل اللافت في الدوري مع فرقهم في الفترة السابقة وهناك الكثير من الشواهد على عملهم الملحوظ وإخلاصهم وتفانيهم وقد سمعنا العديد من الأصوات التي تطالب باستدعائهم والجهاز الفني ومن خلال متابعته لهم في مبارياتهم وجد ما يريد من أهداف وطموحات للمستقبل..‏‏‏


وقد يجد الجهاز الفني مشكلة حقيقية في إدماج الخبرة والعناصر الجديدة مع التشكيل الحالي للمنتخب وقد يواجه صعوبة بالغة من عملية التجانس وانعكاساتها على أداء المنتخب بشكل عام والمطلوب هو منحه الفرصة الكاملة حتى ينجز بالشكل الصحيح وهناك حاجة ماسة للنظرة للمستقبل.‏‏‏

المزيد..