متابعة – أنور الجرادات ..هل حقاً ينوي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم دخول مرحلة الاستعداد للتصفيات المقبلة دون أن يطوي صفحة النهائيات الآسيوية.. أشك كثيراً في جدوى تلك الخطوة ذلك أنها تنذر بتكرار بعض الأخطاء التي ارتكبت خلال البطولة الآسيوية من كافة عناصر اللعبة تخطيطاً وتنفيذاً، إدارياً وفنياً، مدربين ولاعبين، إعلاماً وجماهير.
وليس الحديث عن جرح من جديد إلا للوقوف على ما به مما يؤذي جسد الكرة السورية، لا من باب البحث عن ضحية تتحمل الأخطاء ولا شماعة يتم تعليق الأخطاء عليها وإنما لمعرفة مكامن الأخطاء وأسباب التعثر لمصلحة منتخبنا الوطني، فلا يمكن معالجة الأخطاء إلا بالاعتراف بها ولا يمكن الاعتراف بها إلا بتحديدها ولا يمكن الشروع في تحديدها إلا بالتعرف عليها.
الوقوف على الواقع
ونعرف أن الحديث عن منتخبنا الوطني أشبه بالمشي حافي القدمين على حقل من الأشواك، كما أن إيثار السكوت يماثل مريضاً يرفض تناول ما قد يماثله للشفاء، وهنا تكمن المشكلة وهي طريقة وأسلوب الإقناع المثلى التي يجب أن تتبع من أجل أخذ العبر والطرق الصحيحة والسليمة والحديثة المتطورة، فبعد تجاوب المعنيين من مسؤولي ومشرفي و مخططي المنتخب مع مطالب النقاد والخبرات الملحة من الاستفادة من يوم ( الفيفا ) ومنازلة منتخبات عدة تملك من التجربة والتمرس الكروي ما يكفي لتطوير منتخبنا ووضعه على الطريق السليم وجعله في لعبة الاستعداد لأي من الاستحقاقات المقبلة.
يأتي الدور الآن للمطالبة باللعب مع منتخبات أكثر قوة من الناحية الفنية فضلاً عن ملاقاة منتخبات ذائعة الصيت دولياً خصوصاً وأن إجراء مثل هذه اللقاءات سيعود بالفائدة على المنتخب من ناحية الانسجام ناهيك عن كشف أكثر دقة للاخطاء التي قد يقع فيه لاعبو منتخبنا.
ثمة أمر آخر يرتبط بإجراء المقابلات التجريبية أمام المنتخبات القوية على ملاعبها إذ إن هذا النوع من المواجهات سيكون مفيدا بدرجة كبيرة من النواحي كافة، فحين يلعب منتخبنا مع منتخبات أوروبية أو افريقية أو حتى لاتينية قوية فهذا يعني أن منتخبنا سيكون متمرسا على مواجهة جميع الظروف والأجواء التي قد تعترضه من أي من الاستحقاقات الرسمية، كما أن إقرار مثل هذه النزالات سيعطي مردوداً وأصداء اعلامية متميزة خارج النطاق الاقليمي.
من السهل أن نأتي بمنتخب مغمور أو ضعيف إلى ملاعبنا لاختبار قوة منتخبنا غير أن الصعوبة تكمن في كيفية إعداد منتخب قوي ويشرّف عندما يلعب في البطولات المهمة وهذا لن يتحقق إلا بإجراء مباريات قوية مع المنتخبات المتقدمة كروياً وعلى ملاعبها أو على الاقل في ملاعب محايدة كون فترة توقف نشاطاتنا الكروية التي تسبق مباريات المنتخب تسمح بذلك وسيكون ذلك إذا ما أردنا الارتقاء بمنتخبنا الوطني، فأغلب المنتخبات العربية تلاقي منتخبات كبيرة وعريقة ولها وزن على الخارطة الكروية العالمية بحثاً عن الاحتكاك مع منتخب يمتلك أسماء بارزة في الخارطة الكروية العالمية وتقديم منتخباتها امام الاعلام الخارجي دون النظر لنتيجة المباراة.
على مسؤولي اتحاد كرتنا ومسؤولي منتخبنا الوطني ومشرفيه أن يدركوا أن المنتخبات التي لعبوا و سيلعبون معها لن تقدم المفيد والجديد لمنتخبنا لضعفها الفني، والتعلم من درس المشاركة في دورة الصداقة في العراق والمواجهة مع الامارات دون الحصول على فوائد فنية لكشف مكامن الخلل، حيث إننا بهذه الطريقة في التعامل مع ايام ( الفيفا ) لن نخرج بفوائد ينتظرها الجمهور لاستعادة الهوية المفقودة فضلاً عن اضعاف المسابقات المحلية بكثرة التوقفات وطول فتراتها على طريقة ( لا بلح الشام ولا عنب اليمن ).